وافقت محكمة الجنايات في العاصمة الجزائرية أمس، على استدعاء 7 شهود في قضية اغتيال مدير الأمن السابق علي تونسي في مكتبه منذ 7 سنوات، ورافقت فرقة أمنية كبيرة موكب المتهم شعيب ولطاش وهو مدير سابق للوحدة الجوية للأمن. ونفى دفاع ولطاش ل «الحياة» أن يكون أصلاً تقدم بطلب إحضار الجنرال المتقاعد محمد مدين (توفيق) قائد جهاز الاستخبارات السابق إلى المحاكمة بصفته شاهداً. وذكر المحامي أمين سيدهم أن «هيئة الدفاع توجهت بطلب إحضار 3 أطباء شرعيين وقاضي التحقيق السابق في محكمة باب الوادي (مقاطعة وقوع الجريمة) والشرطة العلمية التي حققت في سلاح المعني والرصاصات في جسد علي تونسي». وتضم قائمة الشهود التي قدمتها هيئة الدفاع خبراء وعاملين في المديرية العامة للأمن الوطني، إضافة إلى الكاتب الخاص للمتهم. وكان الكاتب الخاص ذكر في التحقيقات أن ولطاش «هدده بالتصفية بعد قتله تونسي». وأحضرت فرقة أمنية ولطاش إلى المحكمة، وبدا في صحة مترهلة لكنه احتفظ بملامحه، واستطاع أن يمشي، ما يكذب أنباءً عن استعماله كرسي متحرك أثناء تنقلاته في السجن. وتقول هيئة الدفاع إن المحققين عثروا على كمية من الرصاصات في مكتب القتيل لم تنطلق من سلاح واحد، ويُعتقد أن الحرس الخاص لعلي تونسي، تدخل بعد إطلاق ولطاش النار عليه، مسبباً له بإصابات خطرة استدعت مكوثه في العناية المركّزة لأشهر عدة قبل وفاته. وتعود قضية ولطاش إلى 25 شباط (فبراير) 2010، وهي قضية أربكت المسؤولين في البلاد، إذ قال وزير الداخلية السابق نور الدين يزيد زرهوني إن «الجاني أُصيب بنوبة جنون» قبل أن يتراجع لاحقاً. واستُهلت جلسة المحاكمة التي ترأسها القاضي عمر بن خرشي بالمناداة على اسم المتهم والشهود والمحامين في قاعة ممتلئة حيث سُجِل حضور محامين وصحافيين وعدد كبير ممَن دفعهم الفضول لمتابعة وقائع هذه القضية. ويشير الجدول التكميلي للدورة الجنائية الثانية للعام 2016 المنشور في بهو مجلس قضاء الجزائر، والذي يضم لائحة الاتهام إلى أن ولطاش ملاحق بتهم ارتكاب جناية «القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمد وحيازة سلاح ناري من دون إذن من السلطات المختصة». وتشير مصادر إلى أن ولطاش استعمل سلاحاً «غير مرخص» جلبه من الولاياتالمتحدة، ما ضاعف الاتهامات ضده. وكانت وزارة الداخلية ذكرت أن مقتل تونسي «حصل خلال جلسة عمل أطلق خلالها أحد ضباط الشرطة، يبدو أنه قد تعرض لنوبة جنون، النار من سلاحه الخاص على مدير الشرطة وأرداه قتيلاً». وأفادت مصادر مأذونة بأن ولطاش دخل مكتب مدير الأمن غاضباً، بسبب أنباء كانت تتحدث عن «فساده مالياً» واتهم تونسي بترويج تلك الأنباء للتخلص منه. وسبق لولطاش أن نال حكماً بالسجن 5 سنوات في قضية أخرى تتعلق بتبديد أموال عامة.