عادت «الصفقة الاميركية» الخاصة بتجميد الاستيطان الى مربعها الاول بسبب خلافات بين الولاياتالمتحدة واسرائيل على مضمون «رسالة التعهدات» التي تصر الحكومة الاسرائيلية على ضرورة أن تشير بوضوح الى استثناء القدس من اي تجميد استيطاني، والا يقتصر البحث على «الحدود اولا» بل ان يتم البحث في قضايا اخرى مثل الترتيبات الامنية ويهودية الدولة. واطلع مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام ديفيد هيل الرئيس محمود عباس رسمياً على تفاصيل الصفقة الاميركية في لقاء عقد في رام الله امس، في وقت قال الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة ل «الحياة» عقب اللقاء ان عباس ابلغ هيل انه «سيتفاوض مع اسرائيل طالما لم يكن هناك استيطان، على ان يشمل هذا التجميد كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، بما فيها القدسالشرقية». واضاف: «ما زلنا بانتظار الموقف الاميركي الرسمي النهائي في شأن ما سيتم الاتفاق عليه مع اسرائيل... هناك بعض الافكار والتساؤلات الفلسطينية، وسيتم الاستمرار في هذه الاتصالات خلال الايام القليلة المقبلة». وكانت وسائل الاعلام العبرية نقلت عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو امس ان الاخير يطالب واشنطن بأن تتضمن الرسالة الاميركية الخطية اربعة التزامات هي: أن يكون تجميد البناء الاستيطاني المقترح لتسعين يوماً التجميد الاخير، وأن لا يشمل التجميد مستوطنات القدس، وأن يُفرض «فيتو» اميركي على اي مبادرة سياسية تطرح على المؤسسات الدولية للالتفاف على المفاوضات، والأهم التأكيد ان المفاوضات لن تقتصر على مسألة الحدود بل ستبحث معها باقي القضايا الجوهرية، في اشارة الى الترتيبات الامنية ويهودية الدولة، وهما قضيتان يعتبرهما نتانياهو اولوية. وبحسب اوساط نتانياهو، فإن واشنطن تريد التزاماً خطياً عاماً يشار فيه الى ان تجميد الاستيطان سيكون على غرار التجميد السابق لعشرة اشهر، رافضة ان يشار بصريح العبارة الى ان التجميد يستثني القدس. ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر اميركية قولها انه خلافاً لادعاءات نتانياهو، فإن واشنطن لم تلتزم ان يكون التجميد في البناء ل 90 يوما فقط لأنها تعتبر ان اجراء مفاوضات مكثفة على مسألة الحدود خلال فترة التجميد سيحدد هوية المستوطنات التي ستبقى مع اسرائيل وتلك التي سيجري تفكيكها. وخلص النائب الاول لرئيس الحكومة موشيه يعالون الى انه لا يرى ان الولاياتالمتحدة ستعطي موافقة خطية على مواصلة اسرائيل البناء في القدسالشرقية. وقال للاذاعة العبرية امس انه يستبعد التوصل الى اتفاق مع الولاياتالمتحدة «لانني استصعب رؤية موافقة اميركية رسمية على مواصلة البناء في القدسالشرقية او على ان التجميد المقترح هو التجميد الاخير». وحالت الخلافات على مضمون «رسالة التعهدات» الاميركية دون طرح هذه الصفقة على الحكومة الامنية المصغرة في اسرائيل للتصويت عليها في اجتماعها امس، علما ان التوقعات هي ان الصفقة تحظى الى الآن على الاقل، بتأييد غالبية من سبعة وزراء ومعارضة ستة وامتناع وزيري حركة «شاس» الدينية.