تراجعت الأسهم الأوروبية أمس تحت ضغط خسائر «باسف» بعدما أصدرت مجموعة الكيماويات الألمانية تقريراً بخصوص الأرباح في جلسة هيمنت عليها مجموعة من نتائج أعمال الشركات. ونزل مؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.1 في المئة. غير أن المؤشر ظل قريباً من أعلى مستوى له في 14 شهراً الذي سجله الأربعاء واتجه إلى تحقيق ثالث مكاسبه الأسبوعية على التوالي. وتراجع «فايننشال تايمز 100» البريطاني و «كاك 40» الفرنسي 0.1 في المئة بينما خسر «داكس» الألماني 0.2 في المئة. وهبط سهم «باسف» 3.1 في المئة ليصبح أكبر الخاسرين على مؤشر «ستوكس». وأعلنت أكبر مجموعة للكيماويات في العالم أن أرباحها ستعاود النمو بعد ارتفاع أسعار البتروكيماويات الذي عزز أرباح الربع الرابع. لكن محللين في «بنك بادر» قالوا إن توقعاتها لعام 2017 مخيبة للآمال. وهوى سهم «سايبم» بنسبة 5.4 في المئة ليأتي بين أكبر الخاسرين في أوروبا بعدما أعلنت شركة الخدمات النفطية الإيطالية أنها لا تتوقع أي تعاف للقطاع هذا العام على رغم ارتفاع أسعار النفط بينما كان سهم «انجينيكو» أكبر الرابحين بعد تقرير إيجابي عن الأرباح. وأعلن بنك «ستاندرد تشارترد» الذي يركز على الأسواق الناشئة أنه عاد لتحقيق أرباح سنوية في 2016 مع خفضه التكاليف في إطار برنامج الرئيس التنفيذي بيل وينترز لإعادة الهيكلة. وحقق «ستاندرد تشارترد» ربحاً قبل احتساب الضرائب بلغ 409 ملايين دولار عام 2016 بعدما سجل في العام السابق أول خسارة في أكثر من ربع قرن بسبب ارتفاع التكلفة والقروض المتعثرة في وقت واجه وينترز صعوبات في مواجهة تداعيات النمو الضخم للمصرف على مدى سنوات. لكن نتائج أعمال «رويال بنك أوف سكوتلند» (آر بي إس) شهدت ارتفاعاً حاداً في الخسائر مع زيادة التكاليف الناجمة عن سوء السلوك وإعادة هيكلة النفقات ما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها المصرف بعد تسع سنوات من طلبه أكبر حزمة إنقاذ مصرفية في العالم. وسجل «آر بي إس» - الذي لم يحقق ربحاً سنوياً منذ عام 2007 - خسارة قدرها 6.96 بليون جنيه استرليني (8.74 بليون دولار) عام 2016 مقارنة بخسارة 1.98 بليون استرليني في السنة السابقة. وأعلنت شركة «آي إيه جي» المالكة للخطوط الجوية البريطانية تحقيق أرباح تشغيلية توافق التوقعات في 2016 لافتة إلى أنها ستعزز العوائد النقدية للمساهمين من خلال إعادة شراء أسهم. وأشارت أكبر شركة طيران في أوروبا إلى أن أرباحها التشغيلية قبل استبعاد بنود استثنائية بلغت 2.5 بليون يورو في 2016 بزيادة 8.6 في المئة وبما يتماشى تقريباً مع التوقعات مشيرة إلى أنها تتوقع ارتفاع أرباحها هذا العام. وأضافت الشركة التي تملك «أيبيريا» الإسبانية أيضاً أنها تنوي إعادة شراء أسهم بقيمة 500 مليون يورو خلال 2017 وأعلنت عن توزيعات نهائية بواقع 12.5 سنت يورو للسهم. وتراجعت الأسهم اليابانية في اختتام التعاملات مع استمرار عزوف المستثمرين في ظل عدم وضوح السياسات الاقتصادية الأميركية تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب والضبابية التي تكتنف المشهد السياسي في أوروبا وهو ما أثر سلباً في المعنويات. وانخفض مؤشر «نيكاي» القياسي للأسهم اليابانية 0.5 في المئة ليغلق عند 19283.54 نقطة لكنه زاد 0.3 في المئة على مدى الأسبوع. وخسر مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.4 في المئة ليصل إلى 1550.14 نقطة بينما نزل مؤشر «جيه بي إكس - نيكاي 400» بنسبة 0.4 في المئة لينهي اليوم عند 13893.04 نقطة. وارتفعت الأسهم الأميركية أول من أمس مدعومة بقطاع الطاقة وتجديد ترامب تعهده إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات أميركية كبرى بإعادة ملايين الوظائف إلى الولاياتالمتحدة. وارتفع مؤشر «داو جونز الصناعي» 34.24 نقطة أو 0.16 في المئة إلى 20809.84 نقطة في حين صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بواقع 0.96 نقطة أو 0.04 في المئة إلى 2363.78 نقطة. أقوى أداء للإسترليني في شهر تراجع الجنيه الإسترليني من أعلى مستوياته في أسبوعين أمام الدولار أمس، لكنه لا يزال يتجه نحو تسجيل أقوى أداء أسبوعي منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، في وقت تحول اهتمام المستثمرين إلى المخاوف السياسية في الولاياتالمتحدة وأوروبا، بدلاً من تلك المرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويتوقع عدد من المصارف الكبرى جولة جديدة من بيع الإسترليني إذا مضت محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي قدماً الشهر المقبل، كما تخطط الحكومة. وانخفض الإسترليني 0.2 في المئة أمام الدولار إلى 1.2530 دولار، بعدما لامس أعلى مستوياته في 15 يوماً عند 1.2570 دولار في التعاملات المبكرة في لندن. وتراجع 0.25 في المئة أمام العملة الأوروبية الموحدة إلى 84.37 بنس لليورو. وبذلك يكون ارتفع أكثر قليلاً من 1 في المئة منذ مطلع الأسبوع مقابل الدولار واليورو وسلة من العملات التي تقيس قوة العملة البريطانية عموماً. وارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أشهر ونصف شهر مع اتجاه الدولار نحو أول انخفاض أسبوعي في ثلاثة أسابيع، بعدما بدد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الآمال بأن تدعم سياسات الرئيس دونالد ترامب التضخم وهي توقعات عززت الدولار هذه السنة. وقال منوتشين أول من أمس إن أي خطوات تتخذها إدارة ترامب في ما يخص السياسات لن يكون لها سوى تأثير محدود على الأرجح هذه السنة، وإن كان يرغب في إقرار تعديلات ضريبية بحلول آب (أغسطس) المقبل. وتظهر هذه التصريحات استمرار الحاجة إلى الكثير من العمل في ما يتعلق بخطة الإصلاح الضريبي الشامل التي وصفها منوتشين بأنها على رأس أولوياته والتي راهن مستثمرون على أنها ستعزز النمو والتضخم خلال العام الحالي. وارتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1256.31 دولار، بعدما لامس أعلى مستوياته منذ 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عند 1257.19 دولار في وقت سابق من الجلسة.