ينذر إعلان وزير الدولة الإسرائيلي بنيامين بيغين، أمس، معارضته استئناف تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية حتى في مقابل حصول إسرائيل على "رزمة حوافز وامتيازات" أميركية سخية، ينذر باتساع رقعة المعارضة داخل حزب "ليكود" الحاكم لزعيمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على نحو يوفر غالبية داخل الحكومة لمعارضة "الصفقة" الآخذة في التبلور بين إسرائيل والولايات المتحدة القاضية بتجميد الاستيطان ل 90 يوماً في مقابل الحصول على رزمة الامتيازات. ويعتبر بيغين، نجل الزعيم التاريخي لحزب "ليكود"، رئيس الحكومة السابق مناحيم بيغين، أحد أبرز الشخصيات النافذة في الحزب، وهو عضو في "المنتدى الوزاري السباعي"، أرفع هيئة حكومية في إسرائيل، ويرى فيه الإسرائيليون "وزيراً أيديولوجياً"، رفض في السابق تبوء مناصب وزارية رفيعة تتطلب منه تليين مواقفه السياسية المتشددة. وخرج بيغين عن صمته، مساء أمس، حين رأى في إمكان استئناف تعليق البناء في المستوطنات "نكث الحكومة لوعدها" المستوطنين بأن القرار السابق بتعليق البناء في المستوطنات لعشرة أشهر كان "لمرة واحدة" وقال إنه ينبغي على الحكومة احترام التزاماتها. وأضاف في مقابلة خاصة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم أنه "لن تسقط خشبة من السماء إذا قلنا لا للولايات المتحدة... يجب أن ننتبه إلى أنه لا يوجد أي جديد في المقترح الأميركي، وعليه ما من داع لنكث وعدنا المستوطنين باستئناف البناء في المستوطنات مع انتهاء فترة تعليقه أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي". واعتبر موافقة نتانياهو على تجميد البناء ل90 يوماً أخرى "فكرة سيئة". ورداً على سؤال حول إمكان استقالته في حال أقرت الحكومة الإسرائيلية "الصفقة" مع واشنطن، رفض بيغين الإفصاح عن موقفه مكتفياً بالقول إنه سيحاول إقناع زملائه في الحكومة والجمهور الإسرائيلي بوجوب معارضة الصفقة، لكن أوساطاً في "ليكود" توقعت أن يقدم استقالته احتجاجاً. ويرى مراقبون أنه في حال قرر بيغين الانضمام إلى معسكر "المتمردين" داخل "ليكود"، ضد رئيس الحكومة، على خلفية الصفقة المتبلورة فإن وزراء آخرين سينضمون إلى ركب المعارضة، ما من شأنه أن يخلق غالبية واضحة داخل "ليكود" ضد الصفقة. ونجح المعسكر المتمرد في اجتماعه أمس في حشد تسعة من نواب "ليكود"، بينهم وزير الإعلام يولي ادلشتاين، (من مجموع 28 نائباً في الكنيست يمثلون هذا الحزب). ويتوقع أن ينضم إليهم وزيران بارزان آخران هما نائبا رئيس الحكومة موشي يعالون وسيلفان شالوم. ويمارس المعارضون ضغوطاً على خمسة وزراء آخرين لم يحسموا موقفهم بعد من الصفقة. من جهتهم، يمارس قادة المستوطنين ضغوطاً على الزعيم الروحي لحركة "شاس" الحاخام عوفاديا يوسف لإصدار أمره لممثلَيْ الحركة في الحكومة الأمنية المصغرة، الوزيرين ايلي يشاي وأريئل اتياس، بالتصويت ضد الصفقة، بعد أن أعلن يشاي أنه وزميله سيمتنعان عن التصويت في حال عرض نتانياهو "الصفقة" على الحكومة المصغرة، مشترطاً ذلك بتعهد أميركي واضح بالسماح لإسرائيل بالبناء في مستوطنات القدسالمحتلة.