قال السياسي الهولندي المعادي للاسلام خيرت فيلدرز لرويترز في مقابلة يوم الخميس، 16 ديسمبر 2010، ان هولندا قد تمنع ارتداء النقاب بحلول العام المقبل. وحزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز هو ثالث أكبر حزب في البرلمان ويقدم دعما حاسما لائتلاف الاقلية الحاكم مقابل اتخاذ الحكومة خطا أكثر تشددا تجاه الاسلام والهجرة من الدول غير الغربية. وزادت شعبية حزب فيلدرز فيما يرجع الى حد كبير لانتقاده الصريح للاسلام الذي يصفه بأنه "فكر عنيف". وقال فيلدرز "لا يوجد كثيرون لديهم رغبة في الكفاح من أجل هذه القضية. انها مسؤولية كبيرة. ليست مشكلة هولندا فقط لكنها مشكلة الغرب." واتهم بالتحريض على كراهية المسلمين لمقارنته الاسلام بالنازية. ومن المقرر نظر القضية مجددا في أعقاب تعيين قضاة جدد. وأضاف فيلدرز الذي يجادل بأن تعليقاته بشأن الاسلام تكفلها حرية التعبير "لسنا حزبا له قضية واحدة لكن النضال ضد فكر الاسلام الفاشي له أهمية قصوى عندنا." وقال فيلدرز ان الهجرة من البلدان الاسلامية "خطيرة جدا بالنسبة لهولندا. نعتقد ان بلدنا مرتكز على المسيحية..على اليهودية..على الانسانية. ونعتقد انه كلما زاد الاسلام لدينا زاد التهديد لقيمنا وحريتنا وليس فقط لثقافتنا وهويتنا." وتابع ان حظر النقاب الذي ارتضاه حزبه في اطار اتفاق مع ائتلاف الاقلية الحاكم من المقرر ان يسري في غضون أربع سنوات وربما العام المقبل أو عام 2012. وفي ظل عدم تمخض الانتخابات في يونيو عن فائز واضح برز فيلدرز باعتباره الكفة المرجحة في تشكيل اي ائتلاف وحقق تأثيرا كبيرا لحزب الحرية الذي يتزعمه فيما يتعلق بسياسة الحكومة. ويعكس صعود نجم فيلدرز وحزبه التغير الذي طرأ على المجتمع الهولندي على مدى السنوات العشر الماضية لاسيما القلق المتنامي من ان سياسة الهجرة المفتوحة على مدى سنوات والمزايا السخية أخفقت في دمج بعض المهاجرين. وسلط الضوء على هذه المخاوف من جانب السياسيين الهولنديين بيم فورتوين وايان هيرسي علي الصومالية المولد اضافة الى المخرج السينمائي ثيو فان جوخ وجميعهم تحدث جهرا عن الاسلام ووجهت له تهديدات بالقتل. ولاقى فورتوين حتفه بيد ناشط مؤيد لحقوق الحيوانات وقتل فان جوخ بيد متشدد مسلم ويعيش فيلدرز في منزل تابع للحكومة يخضع لحراسة على مدار الساعة ويستخدم أحيانا شعرا مستعارا أو وسائل أخرى للتنكر اثناء تجوله. وتسبب نفوذ فيلدرز ايضا في اثارة مخاوف الولاياتالمتحدة التي ذكرت برقيات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس هذا الاسبوع انها كانت تدفع هولندا للقيام بدور أكثر بروزا على الصعيد الدولي. وأشارت البرقيات الامريكية الى فيلدرز الاشقر أيضا بوصفه "البرلماني ذو الشعر المصبوغ باللون الذهبي والخارج عن الاطار" وبأنه "شوكة في جانب التحالف يستفيد من الضغوط الاجتماعية الناجمة عن فشل زهاء مليون مسلم هولندي في الاندماج بشكل كامل." ووصفت البرقيات فيلدرز أيضا بأنه "ليس صديقا للولايات المتحدة" بسبب معارضته لقيام الجيش الهولندي بدور في أفغانستان. وسخر فيلدرز من وصف هيئته لكنه أكد على انه صديق للولايات المتحدة يحترم الكثير من القيم الامريكية بما فيها حرية التعبير. وانتقد زعيم حزب الحرية الهولندي الملكة بياتريس بعد ان دعت الى التسامح في خطابها السنوي بمناسبة عيد الميلاد وهي تعليقات شعر فيلدرز انها موجهة له ولحزبه.