إستراتيجي مصري ل«عكاظ»: اقتحامات «بن غفير» للأقصى رسالة رفض لجهود السلام    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة خطية من رئيس روسيا الاتحادية    «الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    اختتام اعمال الدورة 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في البحرين    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    السعودية وكأس العالم    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    حلاوةُ ولاةِ الأمر    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ربيكا ميشيل: بيل غيتس ومؤسس «فيسبوك» باعا الوهم للشباب في الحياة الوظيفية!
نشر في الحياة يوم 21 - 02 - 2017

هي شابة في العقد الثالث من عمرها، تمتلك شركة علاقات عامة، استطاعت أن تحقق سمعة كبيرة على الصعيدين الألماني والأوروبي، فهي تشارك في تنظيم مؤتمرات القمة لحلف شمال الأطلسي وللدول السبع الصناعية العظمى، كما تتولى بتكليف من الحكومات، التحضير لزيارات الوفود الرسمية من مختلف دول العالم.
اختارتها الحكومة الألمانية لتكون نموذجاً للشباب، الذين يبتدئون حياتهم المهنية، ولمن يعانون من البطالة، ويبحثون عن مخرج من أزمتهم، لتشجعهم على شق طريق جديد بعيداً عن الوظيفة الحكومية أو حتى في القطاع الخاص، بل خوض عالم الأعمال التجارية بأنفسهم، وطلب منها أن تتحدث عن إنجازاتها في كتاب أصدرته وكالة العمل الاتحادية.
في هذه المقابلة تعطي وصفة النجاح، وتكشف كل أسرار الوصول إلى القمة، ولا تكتم التضحيات التي يتحملها من أراد أن يخوض قطاع الأعمال.
حوارنا معها جميل في صراحته وشفافيته، مع شخصية فريدة في نشأتها ونمط حياتها بين أبوين من ألمانيا وإيران. وللقارئ أن يقرر بعد ذلك ما إذا كان يريد هذا النمط من الحياة، مع الثروة والمكانة، أم يفضل حياته الحالية بدونهما؟
لماذا وقع الاختيار عليك وحدك، لتكوني نموذجاً تقدمه الحكومة الألمانية للشباب الأوروبي؟
- ربما لأنني لا أمثل نموذجاً تقليدياً للعمل الوظيفي، لقد مررت بمحطات عدة في حياتي، وجربت أكثر من عمل، حتى استقر رأيي على قرار اختيار طريق غير تقليدي، لأني لم أرث مثلاً شركة عن أهلي، بل قررت في نقطة معينة من حياتي أن يكون لي عملي التجاري المستقل، الذي أديره بنفسي، وبعد أن اتخذت هذا القرار، مشيت على الدرب بكل صرامة، وشهدت شركتي نمواً مستمراً، وزاد عليها الإقبال من داخل ألمانيا وخارجها، وأصبح لها اسم كبير.
أليس ما تقدمينه للشباب مجرد نموذج، حالفه النجاح في حالك، لكنه ليس بالضرورة طريقاً مضموناً لكل من سار عليه؟
- طبعاً، هذا نموذج، لا يؤدي بالضرورة إلى النتائج نفسها، العبرة أن يتضح للشاب أنه يمكن أن يكون ناجحاً في مجال، مختلف تماماً عما درسه في الجامعة، وربما لم يكتسب فيه أي خبرات مسبقة، القضية هي أن المطلوب من الشاب أن يتحلى بالشجاعة، ولا يجعل بعض الإجراءات الروتينية، اللازمة لتسجيل الشركة، والحصول على جميع التراخيص المطلوبة، تقلل من حماسته أو تفل عزيمته عن المواصلة، لتحقيق حلمه المتمثل في أن يمسك أقداره بيده، ويعمل بحماسة.
هل كانت لديك رؤية مستقبلية لتطورات الأوضاع بأن الحياة الوظيفية في الحكومة منذ التخرج إلى بلوغ سن المعاش، لم تعد الطريق الناجح؟
- عندما كنت في الجامعة، ظهرت بوادر تغير النمط التقليدي القائم على العلاقة طويلة الأجل بين صاحب العمل والموظف، أو على خلافة الابن والده في الشركة التي يمتلكها، هذا التحرر من القيود أمر مهم للغاية، لأنه يؤدي إلى الانفتاح على الكثير من المجالات، بدلاً من الركود 40 سنة في الوظيفة نفسها.
وما هو البديل الحالي؟
- أصبح الوضع الطبيعي أن يبدأ الإنسان في وظيفة فور تخرجه، ثم ينتقل بعد فترة إلى مجال مختلف تماماً، من دون أن يواجه شكوك الآخرين بعدم قدرته على خوض مجال جديد، بسبب عدم امتلاكه خبرة في هذا المجال بالذات، لم يعد مطلوباً تكرار العمل نفسه لسنوات طويلة لضمان النجاح، بل أصبح المطلوب هو توافر ما يعرف بالمهارات الشخصية أو الخاصة Soft Skills.
هل يعني ذلك أن النجاح ممكن من دون الشهادة الجامعية ومن دون الحصول على التأهيل الأكاديمي، ومن دون إتقان اللغات الأجنبية؟
- لم أقصد ذلك، ولا ينبغي أن نقع ضحية الوهم بأن ما استطاع تحقيقه أشخاص مثل مؤسس ميكروسوفت بيل غيتس أو مؤسس فيسبوك تسكربيرغ، من دون مؤهلات عليا، يمكن أن يحققه كل شخص، لأن هؤلاء هم الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.
التعليم مهم جداً، لكن ما أردت قوله هو أن دراسة الهندسة لا تعني أن يتخلى الإنسان عن طموحه بالعمل في مجال آخر يجد فيه نفسه، يمكنه أن يتبع ميوله واهتماماته، حتى لو اختلفت عن مجال تخصصه الأصلي، عليه بالتفكير خارج الصندوق، أي بصورة إبداعية غير تقليدية.
معذرة، أريد التركيز على المدرسة، ما الذي تقوم به المدارس للربط بين المنهاج الدراسي النظري، والحياة العملية؟
- أعتقد أن الأميركيين أوضح عند عقد مقارنة بين النظام التعليمي في ألمانيا وفي فرنسا مثلاً، ربما يكون النظام الفرنسي أقرب لأنظمة التعليم العربية، لأنه يعتمد على التلقين واكتساب أكبر قدر من المعلومات، على عكس النظام الألماني الذي يولي المشاركة الفعالة للطالب أهمية كبرى، ويخصص جزءاً كبيراً من الدرجات على المشاركة الشفهية في الحصص، والعمل الجماعي في إطار مشاريع دراسية، هناك هدف تعليمي وتربوي، لكن المعلم لا يقوم بإملائه على طلابه، بل ينتظر أن يشارك الجميع في الوصول إلى هذا الهدف، من خلال العمل الجماعي الفعال، لأن الهدف هو أن يفكر الطالب بنفسه، وأن يعمل باستقلالية.
هل يمكن القول بأنك حققت كل هذا النجاح بسبب قدرتك على التفكير باستقلالية والتفاعل بمرونة مع التحديات؟
- طبعاً هناك شخصيات مختلفة من البشر، ولا بد من توافر بعض المواصفات الشخصية للقيام بمهمة ما، لا أحب أن أتكلم عن نفسي، ولكن العمل الذي أقوم به، لا يمكن لأي شخص القيام به، لأن هناك أشخاصاً يحبون التقوقع على الذات، ولا يرغبون في الانفتاح على الآخرين، أما أنا فيمكن أن أقول عن نفسي إنني إنسانة منفتحة على العالم من حولي.
إذا كان بوسعك أن تنظمي قمة الدول الصناعية الكبرى، فما الذي لا تقدرين عليه؟
- هناك أشياء لا أستطيع القيام بها، لكن الأمر الجيد أنني أستطيع أن أدل من يسألني على الشخص، الذي يستطيع القيام بالمهمة، وهنا أصل إلى نقطة مهمة، وهي شبكة العلاقات والاتصالات التي يقيمها الإنسان بنفسه، لا بد من أن تكون للإنسان شبكة واسعة من العلاقات، ينميها ويرعاها باستمرار، وليس الهدف منها أن يطلب الإنسان معروفاً من هذا أو ذاك، ولكن لأن هناك أشياء في مجالات متخصصة لا أعرفها، وأحتاج إلى من يعرفها، أو من يعرفها أفضل مني، فإنني أستفيد من شبكة العلاقات في ذلك.
كيف يبني الإنسان شبكة من العلاقات؟
- أول مجموعة من العلاقات تبدأ في فترة التدريب العملي أثناء المدرسة أو الجامعة، يحتك الإنسان بالكثيرين في مختلف مراحل حياته، ويتعلم كيف يتعامل معهم، ويوسع الإنسان آفاقه من خلال الحديث معهم، ويكتسب القدرة على فتح مواضيع، بعض الأشخاص نعرفهم وتستمر علاقتنا بهم طوال العمر.
هل يمكن التوفيق بين العمل التجاري والالتزام بالقيم والأخلاق؟
- طبعاً، أقولها بكل وضوح وصراحة، أحياناً تأتي استفسارات من عملاء، أقرر بعدها ألا أتعاون معهم، لأنني لا أتفق مع تصوراتهم في العمل التجاري، أو مع طريقتهم في التعامل، وهذه هي الميزة في قطاع الأعمال، أن تكون عند الإنسان القدرة دائماً على الاختيار، في البداية يكون صعباً أن يقرر الإنسان رفض صفقة معينة، ولكن على كل إنسان أن يفكر دوماً في عواقب قراره، وعما إذا كانت هذه الصفقة تتفق مع مبادئه وضميره أم لا، أعتقد أن القيم تلعب دوراً كبيراً.
هل أنت مستعدة للتضحية بالأموال من أجل الالتزام بمبادئك؟
- نعم، لأنني لا أريد أن أكون شريكة في هذا النوع من السلوك، حتى ولو لم أقم بالمخالفات بنفسي.
هل يمكن للمرأة العاملة الطموحة تكوين أسرة بجانب كل هذا العمل؟
- القضية تتعلق دوماً بالقدرة على التنظيم، صحيح ليس عندي أطفال، لكن عندي صديقات لديهن أعمال تجارية مثلي، وهن قادرات على التوفيق بين ذلك وبين أطفالهن، وهن ناجحات جداً، بفضل الدعم الكبير، الذي يلقينه من أسرهن.
كشفت وسائل الإعلام عن المضايقات الجنسية، سواء كانت بالتلميح أم التصريح التي تتعرض لها النساء أثناء ممارستهن لأعمالهن، فهل تتعرض سيدات الأعمال أيضاً لذلك؟
- نعم، في كل العالم تتعرض النساء للمضايقات، ربما تختلف الدرجة من بلد لآخر، لكن ذلك يحدث في كل مكان، ولا أدري إذا كان مصطلح المضايقات الجنسية هو الصحيح، أحياناً لا يتعدى الأمر مجاملة لطيفة، وعموماً على كل سيدة أن تضع الحدود التي تقبلها، بالنسبة لي تعودت أن أتقبل المجاملة الرقيقة، وإذا سمعت تعليقاً سخيفاً، لا أنفعل، ولا آخذ حديثه بصورة شخصية، وأعتبر أن عدم الرد يدل على ثقة المرأة بنفسها، وتعاليها على هذه التفاهات.
هل يعني ذلك أن سيدة الأعمال ليس مطلوباً منها أن تتحمل ضغط العمل الضخم فحسب، بل تتحمل فوق ذلك المضايقات السخيفة من بعض الرجال؟
- كما قلت إنني أفرق بين المجاملة المعتادة داخل شبكة العلاقات، فعندما يقول الرجل جملة مهذبة عن الأناقة، من دون أن يترك مجالاً لسوء الفهم، ثم ينتقل إلى الحديث عن العمل، فإنني لا أعترض على ذلك، وإذا سمعت كلاماً سخيفاً أتجاهله، ولكن إذا تجاوز أعراف الأدب، لا بد من إيقافه عند حدوده، ولا يكون ذلك بالصراخ والشجار، بل يمكن استخدام السخرية، المهم أن تتمتع المرأة عندئذ بسرعة البديهة، والقدرة على استشراف عواقب تصرفاتها فوراً، وتعرف أنها قد تتسبب بكلمة واحدة، في خسارة شريك تجاري إلى الأبد.
بعد أن تشاركي في إقامة قمة الدول الصناعية الكبرى أو قمة الاتحاد الأوروبي، ألا يكون عسيراً أن تعملي في أنشطة صغيرة متواضعة، لا يمكن مقارنتها بهذه القمم العالمية؟
- لا أبداً، أولاً الدنيا ليست كلها أحداثاً ضخمة، وكما نقول في المثل: العيد لا يأتي إلا مرة واحدة في السنة، صحيح أن هذه القمم تكون مهمة وشيقة، ولكنها مرهقة جداً أيضاً، ما يجعل حدوثها على فترات متباعدة أمراً جيداً، وحتى الأنشطة الصغيرة تكون هي الأخرى شيقة، لكن بطريقة مختلفة.
لأن الإنسان يضطر أن يعمل فيها بصورة أكثر عمقاً، تكون المناسبة في يد واحدة من الألف إلى الياء، على عكس الأنشطة الكبيرة، التي لا ترى منها إلا جزءاً صغيراً، من دون أن يتعرف الإنسان على التصور العام لكل النشاط إلا في نهايته.
هل تمارسين المركزية في اتخاذ القرارات وتنظيم العمل؟
- للأسف لا يمكن توزيع المسؤولية على أطراف متعددة، لكن المهم هو الربط بين المعلومات، بحيث يدرك الآخرون العلاقة بين جميع التفاصيل، يظل فريق العمل صغيراً، بحيث يسهل اتخاذ القرارات، لكن في المقابل لا يجوز أن يكون كل شيء في يد واحدة، حتى لا تحدث كارثة إذا غاب هذا الشخص، كما لا يجوز تكليف شخص بأعمال ومهام فوق قدرته.
كم موظفاً يعمل بصورة ثابتة في شركتك؟
- العدد ليس مهماً، المهم أن يكون هناك فريق عمل صغير في كل مشروع، يكون هو نواة العمل، وهؤلاء أشخاص أعرفهم منذ سنوات، نتعاون سوياً، وأشعر بالثقة بعملهم، لأنهم يلتزمون بالمستوى نفسه من الجودة في العمل، ولديهم القيم والمعايير نفسها التي أتبناها.
وعلاوة على هذا الفريق الصغير، هناك دائرة أوسع، لكل الأشخاص الذين أستعين بهم عند الحاجة فقط، من دون تعيينهم في وظائف ثابتة طوال العام، هذه هي الطريقة الوحيدة، التي تجعلني قادرة على المنافسة في السوق من الناحية المالية.
وهناك ميزة كبيرة في هذا الأسلوب، وهي أنني أختار لكل مشروع أفراد الفريق الأنسب له، فتكون له بصمة مختلفة عن غيره.
لكن كيف تضمنين أن تجدي الموظف الجيد الذي تعرفينه، في وقت الحاجة إليه، لأنه ربما يعمل مع الجهة المنافسة لك، إذا أعطته أجراً أعلى؟
- لا بد أن يكون الإنسان مستعداً للمغامرة، لكن علاقتنا الجيدة بجميع أفراد فريق العمل، وحصول كل فرد منهم على معاملة جيدة، ومناخ عمل مثالي، ومكافأة عادلة، كل هذا يؤدي إلى قيام نوع من التماسك والثقة المتبادلة، أعطي الموظف ثقة 100 في المئة، وأقول له أرجو ألا تخذلني.
أي لا تبدئين بالشك، حتى يكسب الشخص ثقتك؟
- أعطي الشخص الثقة، حتى يثبت العكس، وعندها أتخذ قراراً بوقف التعاون معه، وأقول له في وجهه، إنني لم أعد أثق بك، أنا أتعامل بصراحة ووضوح أمام أفراد فريقي، أجعلهم يشعرون بأنهم مشاركون في صياغة الأمر، وتشكيله من الصفر، حتى ينتهي.
كيف تستطيعين التوفيق بين رغبات شخصيات مختلفة داخل الوفد الرسمي نفسه مثلاً؟
- بالديبلوماسية واللباقة، علاوة على الاستفادة من خبراتي بالبشر، ينبغي أيضاً أن يكون الإنسان منصفاً، ويسعى للموازنة بين الأمور لمعرفة ما ينبغي أن يفعله، وإعطاء كل إنسان الشعور بالاهتمام به وبرأيه.
لكني أعلم تماماً أن إرضاء جميع البشر غاية لا تدرك.
أنت تتعاملين مع أشخاص من مختلف الثقافات، فكيف تتعاملين مع هذه الاختلافات؟
- من يرد القيام بهذا العمل، يجب أن يقرأ كثيراً، لا بد أن يقرأ يومياً عن مواضيع مختلفة، كما يجب على الإنسان أن يستعد جيداً، يقرأ ويسأل ويجمع كل المعلومات الممكنة.
ملامح
في سن المراهقة، كنت شخصية منطوية نسبياً وخجولة، لأنني قضيت طفولتي خارج ألمانيا، كنت أعيش في فرنسا، في الخارج يحيط الوالدان بأطفالهما ويغدقان عليهما الاهتمام ربما بصورة مبالغ فيه. وبعد عودتنا إلى ألمانيا، وجدت أن الخجل والانطواء لا يصلحان هنا، تعلمت ضرورة أن أدقق النظر وأراقب ما حولي، للتعرف على الاستراتيجيات التي يتبعها الآخرون، حتى يكون الإنسان قادراً على الدخول إلى عالمهم، كان الأمر يتعلق فقط بكيفية كسب الأصدقاء.
- على الإنسان أن يقرر ما إذا كان يريد العيش وحيداً، معزولاً عمن حوله أم لا، بالنسبة لي كنت أريد أن أكون جزءاً من المجتمع الذي انتقلت للعيش فيه، لا أقصد أن أفعل كل ما يفعلونه، بل أقرر لنفسي الحدود التي أضعها وألتزم بها، لكنني أردت أن أكون جزءاً من كل، هذا التغير النسبي يساعد الإنسان في الحصول على مكان له بين الآخرين.
- أنا من أب ألماني وأم إيرانية، درست العلوم السياسية واللغتين الفرنسية والإنكليزية، وكنت أعتقد أنني تخلصت من الرياضيات، التي لا أجيدها، ولكنني اكتشفت أنه تفكير ساذج بأنه بوسع الإنسان أن يتخلص من بعض المواد إلى الأبد، وأنه لن يحتاج إليها، هذا خطأ فادح، لأن كل ما نتعلمه في المدرسة، نحتاج إليه في يوم من الأيام، ولذلك كنت مجبرة على تصحيح مواقفي، وإدراك أن الرياضيات مهمة لدراسة العلوم السياسية، فمن دونها لا يمكن عمل إحصاءات، لذلك اقتنعت بضرورة أن يضغط الإنسان على نفسه، لتكون لديه المعلومات اللازمة للحياة.
- كنت أؤدي تدريبات عملية طوال حياتي، في المدرسة وفي الجامعة، والحقيقة أن الأوضاع في ألمانيا تساعد في ذلك، لكنني كنت حريصة على اختيار المجالات ذات العلاقة بعملي المستقبلي. بعد إكمال دراستي قررت أولاً، أن أحضر كل الندوات التي توفر المعلومات عن المستقبل الوظيفي والعمل الحر، وجمعت كل ما يمكن من الكتيبات عن أماكن الدراسة الجامعية وفرص التدريب العملي، وكيفية اختبار الميول الشخصية، وكنت واقعية في الاعتراف بالمواد التي أجيدها، والمواد التي لست متفوقة فيها، المهم أن يربط الإنسان نقاط قوته مع اهتماماته وميوله، لأن الإنسان إذا لم يكن متحمساً لتخصصه، فإنه سيفقد طاقته يوماً ما، وتفتر عزيمته، ولن يجد دافعاً للاستمرار.
- لم أكن أعرف ماذا سأعمل بالتحديد في المستقبل، لكنني كنت أدرك أن هناك مهارات وخبرات ينبغي علي أن أكتسبها، لأنها قابلة للاستخدام في العديد من المجالات، ولذلك يفضل التدريب في شركة كبيرة، للتعرف فيها على السلم الوظيفي من المدير العام إلى أصغر موظف، والتدريب في مختلف المكاتب.
- أنا واقعية، وهذا أمر ضروري أن أعرف حدودي، وإلا وقعت في مخاطر تقديم منتج غير جيد، وعدم القيام بالمهمة على الشكل المطلوب، وعندها يفقد الإنسان بسرعة الثقة التي منحها له الآخرون، ليس في الأمر عيب أن أقول إنني لا أقدر على القيام بهذه المهمة.
رسائل إلى:
الموظف الجديد
- تعلم بسرعة، لا تعتمد على ما درست، وفي المقابل لا تهمل ما تعلمت من معرفة في الجامعة، ولا تخذل ثقة مديرك بك بعدم قيامك بمهامك.
ساعات العمل
- من الظلم أن نحددها، ومن الظلم أن تسرقنا عن بقية حياتنا، لذا لا بد من التوازن في الحياة معها لتحقيق الأفضل مع كل الأطراف.
المرأة العاملة
- من الظلم أن نحددها، ومن الظلم أن تسرقنا عن بقية حياتنا، لذا لا بد من التوازن في الحياة معها لتحقيق الأفضل مع كل الأطراف.
الشباب
- النجاح لا يأتي مصادفة، ولا تصدقوا قصص الناجحين بسهولة، الحظ ليس واقعاً، لكنه موجود، لكن الاعتماد عليه سيجعلك في الصفوف المتأخرة عملياً.
الثقافة العربية
- تملكون رصيداً ليس سهلاً في ذلك، والثقافة الغربية بنت الكثير على ثقافات عربية في القديم، تمنيت لو لغتي العربية تساعدني في القراءة أكثر، ولا بد من تطور الترجمة للثقافة العربية لتصل للعالم.
المرأة السعودية
- سعدت كثيراً بالتعامل معها رسمياً، وأراها مؤهلة لمناصب دولية عليا، واستمتعت بالحوار معها، وتشوقت لزيارة السعودية بعد الحديث معها.
السعودية
- أتمنى بشدة أن أزورها، ولكن الفرصة لم تتح لي بعد، هي تتمتع بإمكانات كبيرة للتطوير، وخطوتها الأخيرة من خلال رؤية 2030 لتطوير نفسها في الداخل، وتحقيق المزيد من الانفتاح على الخارج ستجعلها رقماً صعباً في التنمية والتطور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.