أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام «مؤتمر ميونيخ للأمن» أمس، أن «إيران أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم». وشدد على أن تغيير سلوكها، شرط للحوار معها. وقال إن إيران «تتحدث دائماً عن بدء صفحة جديدة، ولكننا لا نستطيع تجاهل الحاضر». وتساءل: «كيف يمكن أن نتعامل مع دولة تهدف إلى تدميرنا؟ ما لم يتغير كل هذا، يصعب التعامل معها». في المقابل، بدأت تتبلور ملامح مشروع في الكونغرس لفرض عقوبات على ايران، لإجرائها تجارب على صواريخ باليستية والعمل على «زعزعة استقرار» الشرق الأوسط، كما قال السناتور الديموقراطي ليندسي غراهام في مؤتمر ميونيخ. وأيد الفكرة السناتور الديموقراطي كريستوفر ميرفي، ما أوحى بأن العقوبات تحظى بتأييد الحزبين. وتزامن ذلك مع تصاعد الدعوات في الكونغرس وعواصم أوروبية إلى معاقبة موسكو لوقف تدخلها في الاستحقاقات الانتخابية في دول غربية عدة. وقال وزير الخارجية السعودي في كلمته أمس، إن «التحدي في منطقة الشرق الأوسط مصدره إيران، وهي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وجزء من تشريعها هو تصدير الثورة، وهي لا تؤمن بمفهوم المواطنة، وتريد من الشيعة في جميع أنحاء العالم أن يكونوا تابعين لها وليس لدولهم». وأكد أن «الإيرانيين يتدخلون في شؤون بلدان كثيرة ولا يحترمون القانون الدولي ويقومون بمهاجمة السفارات ويزرعون الخلايا الإرهابية النائمة في دول عدة». واتهم إيران بأنها عازمة على «تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنها «الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يهاجمها تنظيم داعش أو القاعدة، وهي تنظيمات إرهابية سنية»، الأمر الذي «يثير علامات استفهام»، كما قال. وأشار إلى حديث إيران عن «بدء صفحة جديدة»، مشدداً على أن «ما نسعى إليه هو أفعال وليس أقوالاً»، لافتاً الى أن الإيرانيين «يرسلون السلاح والصواريخ الباليستية إلى الحوثيين» في اليمن. وشدد على أن «لا بد من وجود ضغط عالمي على إيران من أجل تغيير سلوكها»، ورأى أن على الإيرانيين أن «يدركوا أن ما قاموا به خلال 25 عاماً ليس مقبولاً»، مشيراً الى «حزب الله» في لبنان و «دعم بشار الأسد» في سورية. وأبدى تفاؤله بإدارة الرئيس دونالد ترامب وقارنه بسلفه رونالد ريغان الذي «عزز مكانة أميركا في العالم وأنهى الحرب الباردة». وقال إن ترامب «يؤمن بالتخلص من داعش مثلنا، والشخصيات التي عيّنها في إدارته عالية الخبرة والقدرة، ولذا نتوقع أن نرى مشاركة أميركية وسياسات خارجية واقعية، ونحن نتواصل مع الإدارة في شكل إيجابي». في الوقت ذاته، قال السناتور غراهام في ميونيخ إن أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، يعتزمون تقديم مشروع لتشديد العقوبات على إيران، ل «انتهاكها قرارات مجلس الأمن بإجراء اختبارات على صواريخ باليستية» والعمل على «زعزعة استقرار» الشرق الأوسط. ورأى غراهام وهو عضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أنه «آن الأوان لكي يواجه الكونغرس إيران مباشرة في ما يتعلق بما فعلته خارج البرنامج النووي». وزاد أن طهران «لاعب سيء بكل معنى الكلمة حين يتعلق الأمر بالمنطقة. وأقول للإيرانيين إذا أردتم أن نعاملكم في شكل مختلف، أوقفوا إنتاج الصواريخ وتجربة إطلاقها في تحدٍ لقرار الأممالمتحدة وكتابة عبارة الموت لإسرائيل على الصاروخ». وقال السناتور الديموقراطي كريستوفر ميرفي عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في الجلسة ذاتها في ميونيخ، إن ليس هناك ما يمنع المجلس من فرض عقوبات تتجاوز تلك التي أزيلت نتيجة الاتفاق النووي مع إيران. وقال ميرفي إنه أيد الاتفاق النووي، بناء على فهم واضح وهو أنه لن يمنع الكونغرس من اتخاذ إجراءات ضد إيران خارج إطار المسألة النووية. في غضون ذلك، اقترح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تشكيل «تجمع إقليمي مع دول الخليج» لمعالجة «تشنج» العلاقات الإقليمية والدفع ب «تفاهم وحوار لتعزيز الثقة والأمن ومواجهة الإرهاب والتطرف والتشتت». ورأي ظريف أمام «مؤتمر ميونيخ» أن الأزمات في المنطقة لا يمكن حلها عبر الخيار العسكري. ودعا الى تجزئة الحلول، قائلاً إن «كل أزمة تحتاج الي حلول سياسية لا تأتي علي حساب أي لاعب من اللاعبين الأساسيين ولا تستبعده». وجدد ظريف الحديث عن «تدخل عسكري أجنبي» في المنطقة، و «الاحتلال والإحباط الشعبي وعدم المشاركة في القرار»، باعتبارها من الأسباب التي أدت إلي ظهور العنف والتطرف في العالم. ولفت في كلمته في المؤتمر إلى العقوبات الأميركية المحتملة، مؤكداً أن إيران «لا تحركها تهديدات ولا تتجاوب مع الإكراه، بل بالاحترام». وفي حديث إلى شبكة «سي أن أن» قال الوزير الإيراني: «نحن طالبنا بوقف النار منذ اندلاع الأزمة في اليمن، وأعربنا عن استعدادنا للتعاون لتفاديها»، مشيراً إلى أن بلاده لا تزال «علي استعداد للتعاون من أجل إنهاء الاشتباكات في اليمن». وتحدث عن خطة قدمها لإنهاء الأزمة في سورية عام 2013، قال إنها تستند إلي القرار الدولي الرقم 2254. وزاد: «نحن نعتقد أيضاً بأن جميع دول المنطقة لها مصالح في إنهاء الأزمات، وإيران مستعدة للتعاون مع أي من تلك الدول».