كشف الأميرال توماس والدهاوزر، قائد عمليات البحرية الأميركية في أفريقيا، أن الغارات الكثيقة التي قتلت 80 مسلحاً من تنظيم «داعش» في جنوب ليبيا في 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، سمحت بالحصول على بيانات معلوماتية ووثائق وفّرها سجناء أسرتهم قوات حكومة الوفاق الوطني في مواقع الغارات، وخضعوا لاستجواب. وأشار على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني، إلى «إمكان استخدام هذه المعلومات والوثائق في استهداف مزيد من المسلحين، بعد ربطها ببيانات استخباراتية أخرى والعمل على تطوير وسائل المراقبة على الأرض، في سبيل رصد مراكز التجمعات الكبيرة لهؤلاء المسلحين، علماً أن الغارات التي شنت في كانون الثاني حصلت بعد مراقبة استمرت منذ خريف العام الماضي، لأن المقاتلين لا يمكثون طويلاً في مكان واحد». وأبدى اعتقاده بأن بضع مئات من مقاتلي «داعش» لا يزالون في ليبيا، في مقابل حوالى 5 آلاف العام الماضي، موضحاً أن عمليات القوات الليبية مدعومة بغارات أميركية ساهمت في تقليص عددهم بعد طردهم من مدينة سرت (وسط). وأوضح ضابط آخر في البحرية الأميركية أن المعلومات الاستخباراتية التي انتزعتها القوات الليبية بالتعاون مع عملاء للاستخبارات البريطانية من السجناء، وجميعهم أجانب، أكدت وجود اتصالات مباشرة بين المسلحين في ليبيا وقيادات «داعش» في سورية، ووفرت أدلة إلى كيفية تحركهم عبر أنفاق في ليبيا. وكان وزير الدفاع الأميركي السابق آشتون كارتر صرح بأن المسلحين المتطرفين في جنوب ليبيا ينشطون في تخطيط هجمات ضد حلفائنا في أوروبا»، لكن المعلومات التي انتزعت أخيراً لم تظهر احتمال شن هجوم وشيك في الغرب. على صعيد آخر، أحيا الليبيون الذكرى السادسة لانطلاق ثورتهم التي أطاحت نظام معمر القذافي عام 2011، في مناخ من عدم اليقين، بسبب أزمة سياسية عميقة واستمرار انعدام الأمن. وليل الجمعة، تجمع آلاف في ساحة الشهداء وسط العاصمة طرابلس التي أضاءت ألعاب نارية سماءها، ملوحين بالعلم الوطني. وقال رضا المحمودي (62 سنة) إنه أرسل نجليه للانضمام إلى الحشد في ساحة الشهداء التي أحاطتها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني بإجراءات أمن مشددة: «إنهما مراهقان. إذا قلت لهما إن البلاد معرضة لفوضى لن يفهما. كل ما يحتاجان إلى معرفته هو أنه قبل ست سنوات تخلصنا من 42 سنة من ديكتاتورية وحشية». أما فاطمة العربي (59 سنة) فقالت: «يجب أن نحتفل بهذه الذكرى على رغم كل ما يحدث اليوم في البلاد. لا يجب أن نخلط الأمور، ولا أريد أن ينسى أحفادي أهمية هذا اليوم». وعمّت الاحتفالات أيضاً مدينتي مصراتة وبنغازي (شرق) التي خرجت منها أول تظاهرة ضد نظام القذافي في 15 شباط (فبراير) 2011، قبل أن يتحول إلى نزاع مسلح أدى إلى مقتل وجرح الآلاف، ثم سقوط العقيد القذافي في نهاية آب (أغسطس) ووفاته في 20 تشرين الأول (أكتوبر).