ألمح ممثل الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في المنطقة الشرقية عبدالرحمن الملحم إلى وجود حديث داخل أروقة الوزارة عن إلغاء وزارة الثقافة والإعلام أو خصخصتها، مشيراً إلى خطوات اتخذت في هذا الاتجاه، وعبّر عن دعمه لتعيين المرأة «متحدّثاً» باسم جهة حكومية أو أهلية. ورأى أنها «مؤهلة» للقيام بهذا الدور. كما كشف عن خطوات تعزز وضع المرأة في الوزارة سترى النور قريباً. وأقرّ الملحم في حوار مع «الحياة» بأن حقوق الصحافيين المتعاونين تتعرض إلى الهضم في بعض الصحف، ولكنه أوضح أن الوزارة لا تتدخل في شؤون الصحف.. وإليكم نص الحوار: كيف تشخّص واقع الإعلام في السعودية؟ - الإعلام في المملكة أصبح يأخذ طريقاً جديداً وصحيحاً، ويعتمد على ركائز عدة أبرزها: الصدقية في نشر الوقائع وعدم الإساءة إلى الآخرين، لذا فإن الإعلام في الأعوام الأخيرة جدد مساراته ونوعها، فبدلاً من أن تكون لدينا قناتان تلفزيونيتان، أصبح في البلاد عدد كبير من القنوات، إضافة إلى ظهور صحف جديدة وأخرى إلكترونية، أتاحت الفرص للتعبير عن الرأي. ظهرت أصوات في الوسط الإعلامي تطالب بإلغاء وزارة الإعلام أو تخصيصها، هل هذا يتماشى مع الواقع الحالي؟ - بدأت الوزارة بالنظر في إلغائها أو تخصيصها، وصدر الأمر السامي الكريم بإنشاء ثلاث هيئات إعلامية: الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وهيئة وكالة الأنباء السعودية. وهذه الهيئات ستكون لها هيكلتها الإدارية والمالية والفنية واختصاصاتها بعيداً من اختصاصات الوزارة، ولكنها ستكون تحت مظلتها، في اجتماعات مجالس الإدارة التي يترأسها وزير الثقافة والإعلام فقط. هل تؤيد تقلد المرأة السعودية مناصب في وزارة الإعلام والمؤسسات الصحافية؟ - نعم أؤيد تقلد المرأة مناصب في الوزارة، وأعتقد أنها ستحذو حذو وزارة التربية والتعليم (التي عينت سيدة نائباً للوزير)، والجامعات والمستشفيات. وأخيراً دور المرأة في عضوية مجلس الشورى، فوجود المرأة فعال في أي مكان، ولا يمكن تجاهلها. لماذا لا تصبح المرأة متحدثة رسمية باسم قطاع أو مؤسسة على غرار الدول الأخرى؟ - ليس هناك مانع أن تكون المرأة متحدثة رسمية لأي قطاع، فالمرأة اعتلت المنابر وتحدثت في المؤتمرات. وشاركت في المنتديات ومثلت قطاعات كثيرة داخلياً وخارجياً. كما أن المرأة خاضت انتخابات الغرف التجارية وأصبحت عضواً فاعلاً. وها هي عضو في مجلس الشورى ولها مكانتها الاستراتيجية، وستكون فاعلة أكثر في المستقبل القريب. هل سيبقى أثر الصحف الورقية وتأثيرها في على رغم بروز الصحافة الإلكترونية؟ - الصحف الإلكترونية لن تؤثر في الورقية، فما زال الكثير يحبذ قراءة الأخيرة والاستمتاع بها أكثر من تطلعه إلى مجرد سطور عابرة قد لا تمس الواقع اليومي بأية صلة، وأحياناً لا تمس الواقع، لذا لن تتأثر الصحف الإلكترونية الآن أو مستقبلاً. ما مقترحاتك لتحسين بيئة العمل؟ - أرى بعد 37 عاماً قضيتها في العمل الإعلامي أن الإعلام ما زال يحتاج إلى رؤية ثانية من جميع الزوايا، فهناك كثيرون كان لهم الدور الريادي في المشاركة في الملتقيات والمنتديات وغيرها، نجدهم اليوم مهمشين. بينما يحتل مكانهم أناس ليس لهم دخل بالإعلام ولم يقدموا له شيئاً، ولا يزال العمل الإعلامي يحتاج إلى إعادة هيكلة ودرس حتى يتمكن رواد الإعلام من مواصلة أعمالهم بنجاح. يعاني الصحافي المتعاون من مشكلات عدة على صعيد التعامل معه في المؤسسات الصحافية، هل الوزارة مقصرة في ضمان حقوقهم؟ - أرى أن هناك هضماً لحقوق الصحافي، ولكنه ينتمي إلى مؤسسة صحافية وليس للوزارة، وكلنا نجتمع على رأي واحد. ولماذا لا تتدخل الوزارة في دعم الصحافيين إذا دعت الحاجة إلى ذلك؟ - الوزارة لا تتدخل في شؤون الصحف، والأخيرة ولا أقول كلها بل عدد منها هضمت حقوق الصحافيين، خصوصاً الذين عملوا أعواماً طوالاً في خدمتها. لم تصدر مبادرات في شأن تدريب الإعلاميين، هل من آليات تطالب بها من أجل تنشيط التدريب؟ - الوزارة لديها إدارة قائمة وهي إدارة الابتعاث والتدريب. وقامت خلال الفترة الماضية بابتعاث موظفيها لنيل شهادات الماجستير والدكتوراه، وغالبيتهم شغلوا مناصب ومراكز حساسة في الوزارة، منهم من انتهت فترة عمله النظامية. ومنهم من هو موجود يؤدي عمله حتى الآن، فالمؤسسات الصحافية هي المسؤولة أيضاً عن التدريب، وبإمكانها تأهيل موظفيها عبر دورات. هل تمكن الإعلام السعودي خلال الأعوام الأخيرة من الإسهام في صنع القرار؟ - أعتقد أن الإعلام السعودي يسير نحو الأحسن والأفضل، ولتنوع القنوات الإعلامية الأثر الأكبر في تجديد استراتيجية الإعلام السعودي. وأرى أن هذا الإعلام ارتكز على عنصر مهم وهو بناء الثقة بين الإعلامي وجهته، وهذا يعني أننا استفدنا من نظريات الآخرين، وبدأنا نسير نحو الأفضل مرتكزين على دعائم كبيرة، أهمها عدم التدخل في سياسة الآخرين. ما الدور الذي تقوم به الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ضمن سعيها لفرض الرقابة على ما ينشر إلكترونياً؟ - من يقول إن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع تسعى إلى فرض الرقابة على ما ينشر إلكترونياً فهذا كلام غير صحيح ومحض إشاعات. فالإعلام الإلكتروني لا يزال من اختصاص وكالة الإعلام الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام. وأوضح رئيس الهيئة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض نجم ذلك في عدد من التصريحات والمؤتمرات، ونُشر في عدد من الصحف. والهيئة حديثة عهد ولها اختصاصاتها وواجباتها التي ستعلن عنها قريباً.