سيول، باريس، لندن- «الحياة»، أ ف ب - اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة في سيول أن اتفاق تقاسم السلطة الذي تم التوصل إليه في العراق بعد اأشهر من الأزمة السياسية، يشكل «محطة مهمة» جديدة في تاريخ هذا البلد، فيما رحبت به بريطانيا وفرنسا أيضاً. وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة مجموعة العشرين في سيول: «مازالت السياسة العراقية تواجه تحديات»، إلا أنه أشاد بالاتفاق، الذي وصفه بأنه «شامل ويعكس ارادة الشعب العراقي»، بعد الانتخابات التي جرت في اذار (مارس). واضاف «مازالت توجد بعض التحديات، ولكن كل المؤشرات تشير إلى أن الحكومة ستكون تمثيلية شاملة تعكس إرادة الشعب العراقي»، وتاتي بعد جهود أميركية مكثفة لدعم الوحدة العراقية. وأضاف: «إن هذا الاتفاق يشكّل محطة مهمة جديدة في تاريخ العراق الحديث»، واعداً بأن تُواصِل الولاياتالمتحدة دعمها للعراقيين في مسعاهم لتعزيز الديموقراطية. ورحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالاتفاق العراقي رغم انسحاب نواب قائمة العراقية، مما يبرز هشاشة الاتفاق. وقالت في بيان إن الاتفاق «شهادة على تصميم الشعب العراقي على بناء ديموقراطيتهم، وهو الهدف الذي لا يستطيع تحقيقه سوى العراقيين». ومن بين بنود الاتفاق استحداث المجلس الوطني للسياسات العليا، وتشريعه بقانون، ومنحه صلاحيات تنفيذية، على أن يرأسه علاوي. وقال مسؤولون أميركيون أن هذا المنصب سيتيح إمكان التحقق من توجهات الحكومة. وأثناء توجهه إلى اليابان، المحطة التالية في جولته الآسيوية، اتصل الرئيس أوباما بكل من المالكي والزعيم الكردي مسعود بارزاني. وهنأ أوباما المالكي على «الخطوات التي تم اتخاذها لتشكيل حكومة عراقية»، مؤكداً على «أهمية تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وشاملة تعكس إرادة الشعب العراقي»، طبقا لبيان من البيت الأبيض. وشكر أوباما بارزاني «على جهوده لدفع جهود تشكيل الحكومة وأعاد التاكيد على أهمية دفع التقدم الكبير الذي تم إحرازه لتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة وشاملة». وأكد للقادة العراقيين أن واشنطن «ملتزمة تعزيز شراكتنا الطويلة مع الشعب العراقي أثناء انتقاله إلى ما بعد هذه المحطة المهمة في تاريخه». وقال انتوني بلينكن، مستشار نائب الرئيس الأميركي جون بايدن لشؤون الأمن القومي، إن الاتفاق «يبدو نهاية مُرْضِية للذين يعملون من أجل الاستقرار والسلام في العراق»، وبالتالي فإنه «صفعة لكل من يقضي برنامجه بنشر المزيد من عدم التسامح ومن العنف». وذكر مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن الاتفاق على تشكيل حكومة شاملة هو «رفض قوي لتدخل التاثيرات الخارجية السلبية في المنطقة». وأضاف «بالطبع أنا أتحدث بالتحديد عن محاولات إيران تصميم حكومة عراقية مستندة إلى قائمة شيعية طائفية موحدة كانت ستكون حكومة ضيقة لا تمثل الحكومة العراقية». من ناحيتها، رحبت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة باتفاق تقاسم السلطة في العراق، واعتبرته «تقدماً في الاتجاه الصحيح». وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو للصحافيين إن «فرنسا ترحب بحس المسؤولية لدى القادة العراقيين الذين تمكّنوا من تجاوز خلافاتهم، وبهذه الروح ترحّب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لتشكيل حكومة شراكة وطنية». كما رحبت بريطانيا بالاتفاق، وقال وزير الخارجية وليام هيغ إنه يشكل «خطوة إلى الأمام». وأضاف في بيان «سرَّني الاطلاع على اتفاق تعيين الرئيس العراقي ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان. هذه خطوة إلى الأمام، وأحضّ العراق على الانتهاء سريعاً من عملية تشكيل حكومة تمثل العراقيين كافة».