أقامت «جملة» أطلقها مستشفى الملك عبدالعزيز، الدنيا ولم تقعدها، ليس في المستشفى فحسب، بل في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة بأثرها. وأفاد فحوى «الجملة» (بعثت بها الأجهزة اللاسلكية التابعة ل «صحة جدة» صباحاً) بعدم وجود مركبات إسعاف جاهزة للخدمة، ودوت كلماتها بين أجهزة الوحدة المنتشرة، وتداولت في ما بينها ما نصه «صباح الخير...اليوم ليس لدينا إسعافات...كل الإسعافات حالها سيئة». وأتت هذه العبارة (أطلقها أحد الموظفين في قسم الخدمات الطبية الإسعافية في مستشفى الملك عبدالعزيز عند الثامنة من صباح الثلثاء الماضي) لتعلن خلو أحد أكبر مستشفيات جدة من أي إسعاف جاهز، وذلك أثناء تحضير اعتيادي ظلت تجريه «صحة جدة» للإسعافات التابعة لها عبر شبكة التواصل اللاسلكي يومي السبت والثلثاء من كل أسبوع. وفور انتشار البلاغ عبر أجهزة «مديرية الصحة»، هرع مدير قسم الطوارئ في مستشفى الملك عبدالعزيز الذي بدوره أخطر مدير المستشفى الدكتور محمد بخش ليحضر بعده بثوان معدودات مباشرة لقسم الخدمات الطبية الإسعافية، بينما وصل بشكل سريع وفد من الشؤون الصحية في جدة وتبعه في وقت لاحق وصول لجنة من الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة إلى المستشفى للوقوف على مضمون المشكلة وصحة البلاغ ومعرفة الأسباب حول غياب الإسعافات وعدم توافر أي منها. وأشار مصدر مطلع ل «الحياة» إلى أنه ومنذ بث البلاغ عبر شبكة اللاسلكي مورست كل أنواع الضغوط مع التلويح بالعقوبات ضد شركة الصيانة التي كانت سيارات الإسعاف كافة تقبع لديها ترجو أن تسعف بعد أن كانت هي المسعف، موضحاً أنه عند الساعة الواحدة ظهر نفس يوم البلاغ تم توفير سيارتي إسعاف للمستشفى. إلى ذلك، أكدت مصادر ل «الحياة» أن معاناة مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة مع الإسعافات ليست وليدة اليوم وأن إسعافات المستشفى تظل أشهراً في ورشة الصيانة التابعة لشركة الصيانة المتعاقد معها. وكشفت امتلاك المستشفى خمس سيارات إسعاف تم إرسال إحداها في وقت سابق من الشهر الماضي إلى المشاعر المقدسة، فيما كانت هناك سيارتان تعملان ب «البركة»، بينما تقبع بقية الإسعافات في ضيافة شركة الصيانة (وفق وصف المصادر). وألمحت إلى أن شركة الصيانة المسؤولة عن مستشفى الملك عبدالعزيز (تحتفظ «الحياة» باسمها) ما زالت مشكلاتها مستمرة في أعمال الصيانة الدورية أو المفاجئة، إذ منذ أن فصلت ما يقرب من ال80 موظفاً من المستشفى ذاته في وقت سابق من مطلع العام الحالي وهي لم تتحسن، ونتيجة لذلك مكثت لديها سيارة إسعاف بها خلل فني طفيف في التكييف ما يربو على الثلاثة أشهر. وشددت على أن إدارة الطوارئ كانت ترفع خطابات شكوى وتحذير من سوء وبطء صيانة الشركة إلى الجهات المختصة بمعدل لا يقل عن خطابين في الأسبوع الواحد! إلا أن تلك الخطابات لم تجد نفعاً كما أجدى «البلاغ المذكور» نفعاً وتفاعلاً. ولفتت المصادر إلى أن الأعمار الافتراضية لتلك المركبات قد انتهى عدا واحدة منها وأنها باتت بحاجة لمن يسعفها ويريحها بإحالتها إلى التقاعد!. ورداً على ما تناقلته أجهزة «صحة جدة» اللاسلكية، لم ينف مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود عدم وجود إسعافات في مستشفى الملك عبدالعزيز، بيد أنه قال: «تم تأمين إسعافات بديلة للمستشفى ونقلت مركبات الإسعاف التي بحاجة لصيانة إلى الوكالة». وفي خصوص إن كانت مديريته اتخذت إجراء ضد الشركة، أجاب باداود: «هناك إجراءات تم اتخاذها حيال شركة الصيانة»، مشدداً على أن لدى المديرية سيارات إسعاف احتياطية لمثل هذه الظروف الطارئة تباشر مهماتها فور الحاجة لها.