وضع بايرن ميونيخ الألماني قدماً في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفوزه الكبير على ضيفه ارسنال الإنكليزي 5-1، فيما حقق ريال مدريد حامل اللقب الأهم بفوزه على ضيفه نابولي الإيطالي 3-1 أمس (الأربعاء) في ذهاب ثمن النهائي. في المباراة الأولى على ملعب "اليانز ارينا" في ميونيخ وأمام 70 ألف متفرج، سجّل الهولندي ارين روبن (11) والبولندي روبرت ليفاندوفسكي (53) والإسباني تياغو الكانتارا (56 و63) وتوماس مولر (88) أهداف النادي البافاري، والتشيلي الكسيس سانشيس (30) هدف ارسنال. وفي الثانية على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد وأمام 81 ألف متفرج، سجّل الفرنسي كريم بنزيمة (19) والألماني طوني كروس (49) والبرازيلي كاسيميرو (54) أهداف النادي الملكي، ولورنتسو اينسيني (8) هدف نابولي. وتقام مباراتا الإياب في 7 آذار (مارس) المقبل على ملعبي "الامارات" في لندن و"سان باولو" في نابولي. وواصل العملاق البافاري انتصاراته على أرضه، وحقّق فوزه ال16 على التوالي في المسابقات الأوروبية عندما أكرم وفادة ضيفه ارسنال. وعانى لاعبو ارسنال في بداية المباراة وتلقوا هدفاً مبكراً من روبن، لكنهم عادلوا قبل الاستراحة عبر هدافهم التشيلي الكسيس سانشيس. ودفع ارسنال ثمن خروج قلب دفاعه الفرنسي لوران كوسيلني مصاباً مطلع الشوط الثاني، فتلقى ثلاثة أهداف قاتلة في غضون 10 دقائق، ما حسم النتيجة للفريق البافاري. وتكررت المواجهة بين بايرن ميونيخ حامل اللقب خمس مرات آخرها في 2013، مع ارسنال الحالم بلقبه الاول. واقصى بايرن خصمه من دور ال16 في 2005 و2013 و2014، كما سحقه في دور المجموعات الموسم الماضي على ارضه بالنتيجة عينها 5-1. وفي المواسم الستة الماضية، خرج ارسنال من دور ال16، علماً بأنه بلغ نهائي 2006، فيما بلغ بايرن نصف النهائي في المواسم الثلاثة الماضية. وترك المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي المهاجم مولر على مقاعد البدلاء بسبب معاناته في هز الشباك هذا الموسم، قبل أن يفكّ نحسه في نهاية اللقاء ويسجّل هدفه الثالث في المسابقة الأوروبية (مقابل هدف واحد في البطولة المحلية). ولعب الكانتارا إلى جانب البرازيلي دوغلاس كوستا وروبن، لمساندة المهاجم ليفاندوفسكي. وغاب عن بايرن متصدر البوندسليغا مدافعه جيروم بواتينغ والفرنسي فرانك ريبيري اللذين يتعافيان من اصابة في الكتف والفخذ توالياً. وفي الطرف المقابل، دفع الفرنسي ارسين فينغر بالنيجيري اليكس ايوبي واليكس اوكسلايد تشامبرلاين والألماني مسعود اوزيل وراء المهاجم سانشيس، فيما بقي الفرنسي اوليفييه جيرو بديلاً، على غرار الحارس التشيكي بيتر تشيك الذي فضّل عليه فينغر الكولومبي دافيد اوسبينا. وافتتح بايرن التسجيل سريعاً، بهدف رائع من روبن بيسراه من خارج المنطقة في المقص الأيمن (11). هو التاسع للألماني هذا الموسم. وحصل ارسنال على ركلة جزاء بعد خطأ من ليفاندوفسكي ضد كوسيلني، صدّها نوير في مواجهة سانشيس، ارتدت إلى الاخير فهيأها لنفسه وسدد في المرمى (30)، مسجّلاً هدفه العشرين في جميع المسابقات 17 منها في الدوري الإنكليزي يتصدر بها ترتيب الهدافين. وقبل ثوانٍ على انتهاء الشوط الأول، كاد ارسنال أن يدخل غرف الملابس متقدماً لولا براعة نوير في صدّ تسديدة اوزيل المنفرد. ومُني ارسنال بنكسة مطلع الشوط الثاني، بعد اصابة كوسيلني، فدخل بدلاً منه البرازيلي غابرييل (49). وبعدها بقليل، لعب الظهير فيليب لام عرضية جميلة قابلها ليفاندوفسكي برأسه من فوق المدافع الألماني شكودران مصطفي وتابعها إلى يسار اوسبينا (53)، مسجّلاً هدفه ال24 لليفاندفوسكي هذا الموسم في جميع المسابقات. وخاض القائد لام الذي سيعتزل نهاية الموسم، مباراته ال103 مع بايرن في دوري الأبطال، معادلاً الرقم القياسي للحارس السابق اوليفر كان. وفي غضون ثلاث دقائق، هبط مستوى ارسنال بشكل رهيب، وتلقى هدفاً ثانياً بعد تمريرة رائعة بالكعب من ليفاندوفسكي إلى الكانتارا سدّدها ارضية من داخل المنطقة إلى يمين اوسبينا (56). وتلاعب ليفاندوفسكي باوسبينا قبل أن يسدد في العارضة من زاوية ضيقة، تابعها روبن في يد الدفاع من دون أن يحتسب الحكم ركلة جزاء (61). ومن الركنية التالية، صدّ اوسبينا ببراعة رأسية للإسباني خافي مارتينيز (62)، لكن الفريق اللندني بقي محاصراً واهتزت شباكه (63) من تسديدة لالكانتارا من حدود المنطقة ارتدت من قدم السويسري غرانيت تشاكا إلى داخل الشباك. وبقي بايرن مسيطراً على مجريات المباراة حتى نهايتها عندما استغلّ خطأ دفاعياً فادحاً، فلعب الكانتارا عرضية إلى البديل مولر الذي سجّل بيسراه أرضية وفجّر فرحته في موسمه الصعب (88). على المقلب الآخر، حقق ريال مدريد الأهم بفوزه على نابولي 3-1 وقطع شوطاً مهماً في مواصلة الدفاع عن لقبه، وألحق الخسارة الأولى بضيفه في آخر 19 مباراة له في جميع المسابقات تحت انظار الأرجنتيني دييغو مارادونا اسطورة نابولي السابق. وكانت الأفضلية للنادي الملكي منذ بداية المباراة، وكاد أن يفتتح التسجيل في مناسبتين قبل أن يفاجئه الضيوف بهدف مباعت، لكن سرعان ما استعاد أصحاب الأرض أفضليتهم وأدركوا التعادل وكانوا قاب قوسين أو ادنى من التعزيز. وواصل ريال مدريد سيطرته في الشوط الثاني وسجّل هدفين في 5 دقائق وكان بامكانه زيادة غلته لكنه اكتفى بثلاثية. ودفع مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان بالكولومبي خاميس رودريغيز اساسياً منذ البداية وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من شهر، والأمر ذاته بالنسبة للمدافع دانيال كارفاخال العائد للتو بعد تعافيه من الإصابة. كما لعب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو اساسياً بعدما حام الشك حول مشاركته بسبب غيابه عن التدريبات الجماعية الإثنين لإصابة طفيفة في فخذه اليمنى. من جهته، دفع مدرب نابولي ماوريتسيو ساري بالتشكيلة الأساسية بقيادة ثلاثي هجومي تكوّن من الإسباني خوسيه كايخون والبلجيكي درييس مرتينز ولورنتسو اينسيني. وضمّت تشكيلة نابولي لاعباً إيطالياً واحداً هو اينسيني، بالإضافة إلى 3 لاعبين إسبان هم حارس المرمة بيب رينا وراول البيول وكايخون والأخيران دافعا عن ألوان ريال مدريد سابقاً. والتقى الفريقان مرة واحدة قارّياً في الدور الأول من نسخة 1988 عندما كانت البطولة تحت اسم كأس الأندية الأوروبية البطلة. وبعد التعادل 1-1 في نابولي، فاز ريال اياباً 2-صفر وتأهّل إلى الدور التالي. واهدر بنزيمة فرصة افتتاح التسجيل في الدقيقة الأولى عندما تلقى كرة من رونالدو داخل المنطقة سددها الفرنسي زاحفة قوية ابعدها الحارس رينا بيمناه، قبل أن يشتتها الدفاع. ونجح نابولي في افتتاح التسجيل خلافاً لمجريات اللعب من تسديدة خادعة لاينسيني من 30 متراً إثر تلقيه كرة من السلوفاكي ماريك هامسيك مستغّلاً خروج الحارس الدولي الكوستاريكي كيلور نافاس عن عرينه (8). وأهدر بنزيمة فرصة اخرى برأسية من مسافة قريبة قريبة إثر تمريرة من رونالدو (12). وكانت الثالثة ثابتة لبنزيمة، إذ أدرك التعادل بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر تمريرة عرضية من كارفاخال (19). وهو الهدف ال51 لبنزيمة في المسابقة القارية العريقة فعادل رقم مواطنه نجم ارسنال الإنكليزي وبرشلونة الإسباني السابق تييري هنري في صدارة الهدافين التاريخيين الفرنسيين في دوري أبطال أوروبا. وكاد رونالدو أن يمنح التقدم للنادي الملكي من تسديدة قوية من داخل المنطقة مرت فوق العارضة (27). وحرم القائم الايسر بنزيمة من إضافة الهدف الشخصي الثاني بردّه كرة ساقطة من داخل المنطقة إثر هجمة منسقّة وتمريرة رائعة من رونالدو (43). وتقدم ريال مدريد للمرة الأولى إثر هجمة منسقّة تبادل من خلالها رودريغيز ورونالدو الكرة، فتوغّل الأخير داخل المنطقة وتلاعب بالمدافع السنغالي خاليدو كوليبالي ومررها على طبق من ذهب إلى كروس عند حافة المنطقة فسددها بيمناه من اللمسة الأولى على يسار الحارس رينا (49). وعزز كاسيميرو بهدف ثالث رائع من تسديدة قوية على الطائر بيمناه من خارج المنطقة إثر كرة مرتدة من البيول فأسكنها الزاوية اليمنى البعيدة لرينا (54). وانقذ نافاس مرماه من هدف محقق بابعاده انفراد ميرتنز من مسافة قريبة (70).