توقعت الأممالمتحدة نزوح أكثر من مئتي ألف عراقي من الجانب الأيمن للموصل بسبب العمليات العسكرية المزمع إطلاقها قريباً. وحذرت منظمة عراقية تعنى بحقوق الإنسان من خطر مجاعة يطاول عشرات الآلاف من الأطفال في هذا الجانب من المدينة. وقالت ليز غراند، منسقة المساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة، خلال زيارتها مخيم حسن شام الواقع بين الموصل وأربيل إن «الظروف المعيشية في الجانب الغربي من المدينة حيث يحتجز داعش حوالى 750 ألف مدني، تتدهور بسرعة وتشكل مصدر قلق كبير، ونتوقع نزوح 250 ألف شخص منه». ولفتت إلى «وجود 20 مخيماً للنازحين وموقعاً للطوارئ قرب المدينة». وقالت: «نحن قلقون بشدة حيال التدهور السريع للأوضاع في الجانب الغربي من الموصل»، وأوضحت أن «العائلات تواجه مشاكل كبيرة، ونصف المحلات التجارية أغلقت». إلى ذلك، أفاد «المرصد العراقي لحقوق الإنسان» في بيان بأنه حصل على معلومات عبر شبكة الرصد التابعة له «تتحدث عن وفاة نحو خمسة وعشرين طفلاً خلال كانون الثاني (يناير) الماضي في مناطق الساحل الأيمن من الموصل، راوحت أعمارهم بين شهر و3 سنوات، بسبب عدم وجود الحليب والمواد الغذائية المكملة، وبسبب الجوع الذي يضرب المنطقة منذ بدء عمليات تحرير المدينة في السابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) 2016، ونفاد كل المواد الغذائية المُخزنة في المنازل والأسواق». وأشار إلى أن «الجوع يضرب الساحل الأيمن، في وقت يوجد 140 ألف طفل هناك، بعد نفاد الطعام وغياب تام للحليب، وشح المياه الصالحة للشرب، ما يؤكد احتمال ازدياد حالات الوفاة بسبب الجوع والعطش». وتابع المرصد: «تفيد المعلومات بأن داعش منع منذ ثلاثة أشهر بطريقة متعمدة، التُجار من توريد مواد غذائية للسكان هناك، وحصر الأمر بعناصره وعائلاتهم، ما تسبب بحالات جفاف ووفيات لدى الأطفال». وتابع: «سكان المدينة وبعد انقطاع المياه الصالحة للشرب عنهم، لجأوا إلى حفر آبار لم تكن هي الأخرى صالحة للشرب، لكن اضطرارهم لشربه نتجت منه حالات تسمم كثيرة». وأكد أن «النساء في الساحل الأيمن لا يستطعن إرضاع أطفالهن، فهن لا يجدن ما يأكلن ليوفرن الحليب للأطفال».