لندن، باريس - رويترز، أ ف ب - اعلنت الشرطة البريطانية ان الطرد المفخخ الذي أرسل من اليمن في 29 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وعثر عليه داخل طائرة شحن حطت في مطار «ايست ميدلاندز» وسط بريطانيا كان معداً لينفجر «فوق الساحل الشرقي للولايات المتحدة». وأفادت «اسكتلانديارد» في بيان بأن «تدقيقاً مفصلاً سمح بإظهار انه لو جرى تفعيل الشحنة الناسفة كما كان مبرمجاً، لأنفجرت فوق الساحل الشرقي للولايات المتحدة»، مشيرة الى ان مفعول الشحنة أبطلت قبل ثلاث ساعات تقريباً من الموعد المبرمج لتفجيرها. وتتناقض هذه الإيضاحات مع تأكيد وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتفو الأسبوع الماضي ان الطرد جرى تفكيكه قبل 17 دقيقة من الموعد المحدد للإنفجار، وهو ما لم تعلق عليه بريطانيا والولاياتالمتحدة. وفي اليوم ذاته، ضبط طرد ثانٍ في مطار دبي، فيما اعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما ان الطردين اللذين اعلن «تنظيم القاعدة في اليمن» مسؤوليته عن ارسالهما، كانا في طريقهما الى كنيسيين يهوديين في شيكاغو. وتتهم واشنطن خبير المتفجرات السعودي في تنظيم «القاعدة»، ابراهيم حسن العسيري، بتصميم الطردين اللذين احتويا بين 300 و400 غرام من مادة «البنتريت» التي خبئت داخل محابر للمطابع، علماً ان المادة ذاتها استخدمت في محاولة فاشلة نفذها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب لتفجير طائرة اميركية نفذت رحلة بين امستردام وديترويت في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حين تعطل جهاز التفجير وأصيب المنفذ بحروق بالغة نتجت من اخفائه مادة «البنتريت» داخل ملابسه. على صعيد آخر، اعلن وزير الداخلية الفرنسي أورتفو ان المشبوهين الخمسة بالإرهاب الذين اعتقلوا في باريس هذا الأسبوع، وجميعهم فرنسيون بينهم امرأة، خططوا لشن هجوم في فرنسا، واستعد أحدهم للموت. وقال أورتفو: «بعد الاعتقالات الأخيرة يمكن اعلان وجود مؤامرة لتحضير هجوم إرهابي، خصوصاً ان احد المشبوهين استعد للموت، فيما ذهب احدهم إلى أفغانستان سابقاً وزار مواقع إلكترونية خاصة بجماعات جهادية، بينما اعتزم الباقون السفر إلى باكستان»، مضيفاً: «جرى ربط أحد الموقوفين بمؤامرة لاغتيال دليل بوبكر إمام مسجد باريس، ما يشير إلى أوجه للشبه مع سلسلة تفجيرات في باريس عام 1995 بدأت باغتيال واعظ مسلم»، علماً ان الشرطة الفرنسية توفر حماية لبوبكر منذ منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي. وأكد الوزير الفرنسي ان التهديد الإرهابي يظل «حقيقياً» و «يتزايد»، علماً ان فرنسا في حال تأهب قصوى لمواجهة هجوم إرهابي، بعد أن أشار زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن الى فرنسا للمرة الأولى في كلمة مسجلة بثت اخيراً، وأشاد فيها باحتجاز جناح «القاعدة» في شمال أفريقيا خمسة رهائن فرنسيين. وأيد آلان شويه، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي ان التهديد «حقيقي ودائم»، مضيفاً: «في ظل وجود خمسة ملايين مسلم في فرنسا، وقرر واحد من اصل الف التحول إلى العنف فذلك يشكل فارقاً». وكشفت مصادر قريبة من الشرطة الفرنسية قلق السلطات خصوصاً من سفر 25 متشدداً إسلامياً فرنسياً إلى أفغانستانوباكستان لتلقي تدريبات، وعودتهم لتخطيط هجمات. وفي الولاياتالمتحدة، اكد وزير العدل اريك هولدر ان قرار الإدارة حول مكان ونوع المحكمة التي سيمثل امامها خمسة متهمين بتدبير اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، وبينهم العقل المدبر لهذه الاعتداءات خالد شيخ محمد، بات «قريباً». وقال: «عملنا على المسألة، وأعتقد بأننا اقتربنا من اتخاذ قرار يستند الى جوهر الملف وتشكل مصلحة العدالة منطلقاً له»، علماً انه كان اعلن قبل سنة ان المحاكمة ستجرى امام محكمة حق عام في نيويورك وليس امام محكمة عسكرية استثنائية في قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا. لكن البيت الأبيض تنصل من هذا الموقف في آذار (مارس) الماضي، وقرر اعادة درس القرار. وكان الجمهوريون وبعض الديموقراطيين في الكونغرس اضافة الى نواب في نيويورك وقائد الشرطة اكدوا في آذار الماضي ان تنظيم هذه المحاكمة في قلب مانهاتن سيتطلب تنفيذ تدابير امنية غير مسبوقة ومكلفة للغاية. ويعتبر غالبية المراقبين الأميركيين ان ادارة اوباما انتظرت نتيجة انتخابات التجديد النصفي الأخيرة للكونغرس من اجل اتخاذ قرار. كما تتجه الأنظار الى قرار القاضي المكلف في نيويورك بمحاكمة التنزاني احمد خلفان غيلاني، المعتقل الوحيد في غوانتانامو الذي احيل حتى اليوم على محكمة للحق العام. وقد يصدر القضاة حكمهم في القضية خلال ايام.