طوكيو، واشنطن - رويترز، يو بي آي - صعدت المرأة ذات الشعر البني والعينين العسليتين على خشبة المسرح في طوكيو للمرة الأولى لتلعب دوراً مأسوياً عن فتاة تعاني مرضاً قاتلاً. كان صوتها هادئاً وأداؤها ميكانيكياً بعض الشيء. لم يكن ذلك بسبب توتر انتابها لمواجهة الجمهور للمرة الأولى، بل لأنها إنسان آلي. وقدم العرض الذي يحمل اسم «سايونارا» (وداعاً) والذي أخرجه الياباني أوريزا هيراتا، في إطار مهرجان فني في طوكيو ومثل مشاركة غير معتادة بين روبوت صمم ليظهر ويتصرف كامرأة وبين الممثلة الأميركية بريرلي لونج. وقال هيراتا الذي أخرج مسرحيتين شارك فيهما إنسان آلي: «الأمر لا يتعلق بأن يحل الروبوت محل الانسان في الدراما المسرحية، بل أن نوعاً جديداً من الممثلين ظهر في عالم المسرح». وتلعب لونج دور فتاة تعاني مرضاً قاتلاً ويستخدم والداها فتاة آلية لرعايتها ثم يتخليان عنها. والفتاة الآلية بحجم الإنسان العادي وتمتزج فيها ملامح روسية وأخرى يابانية ولها شعر طويل مفروق من النصف وتقوم بقراءة أبيات شعرية لمريضتها. وظلت الفتاة الآلية جالسة على مقعد طوال العرض وأجرت حوارات وألقت مونولوجات وكانت ترتدي قميصاً وسروالاً داكنين. وفي حجرة عازلة للصوت في كواليس المسرح جلست ممثلة نقلت كاميرا حركات رأسها وجسمها للروبوت واستخدمت الميكروفونات لنقل صوتها. والروبوت التي أطلق عليها اسم «جيمينويد اف» من إنتاج هيروشي ايشيجورو، وهو مصمم روبوت معروف في جامعة اوساكا وتباع منتجاته عادة بسعر 1.2 مليون دولار. ولكن ايشيجورو عدّل أحد منتجاته لتلبي الغرض المطلوب في المسرحية، ولم يستخدم سوى 12 محركاً فخفض السعر إلى العشر. إلى ذلك، بات في مقدور الروبوتات الاعتناء بأجسادنا الضعيفة والمسنة، ومساعدة المرضى على تنظيف أيديهم وأرجلهم أثناء الاستحمام. وأفاد موقع «لايف ساينس» الأميركي بأن ممرضة آلية ابتكرت وأطلق عليها اسم «كودي» تتمتع بأطراف أقل صلابة، وهي مصممة لتعطي قليلاً من الضغط أثناء تنظيف جسم المريض بالاسفنجة وقت الاستحمام. وهذا النوع من الروبوتات مجهز بزر كي يوقفها المستخدم متى أراد. وانضمت «كودي» إلى سلسلة من الروبوتات التي في إمكانها القيام بكل شيء مثل ترتيب الغسيل، كما كان الباحثون سابقاً كشفوا عن روبوتات راقصة.