حين هبطت طائرة الشحن التابعة لشركة «يو بي أس» في إنكلترا، كان الوقت تجاوز العاشرة بقليل من مساء الخميس في واشنطن، ونحو الثالثة صباح الجمعة في العاصمة البريطانية. بدأت القنبلتان رحلتيهما قبل أكثر من 24 ساعة، ولم يعثر على أي منهما. المحققون البريطانيون بانتظار الطائرة، بعدما تلقوا المعلومات من المسؤولين السعوديين والأميركيين والألمان. فرضت شرطة مقاطعة ليسترشاير طوقاً أمنياً، وأنزلت الطرد من الطائرة. وقامت الشرطة بتفتيش الطائرة، وحتى الطابعة نفسها على مدى ساعات. لكنها على رغم ذلك لم تعثر على شيء. تم اطلاع وزيرة أمن الدولة البريطانية بولين نيفيل – جونز على الوضع. وتحدث برينان هاتفياً إلى نائب المستشار الأمني للحكومة البريطانية أوللي روبنز. ولكن نحو العاشرة صباحاً، وبعد تفتيش استغرق أكثر من سبع ساعات، خلصت الشرطة البريطانية إلى عدم وجود متفجرات. أعطيت طائرة شركة «يو بي اس» إذناً بالإقلاع صوب فيلادلفيا، ومنها إلى شيكاغو. فيما كانت الشرطة البريطانية تعكف على البحث عن الطرد على متن طائرة «يو بي اس»، وصلت القنبلة المرسلة من خلال شركة «فيديكس» إلى مطار دبي، محمولة على متن طائرة ركاب قطرية. وأمضت الشحنة الليلة في دبي. ولما كانت شرطة دبي تلقت معلومات في شأن الطرد، فقد تمكنت من اكتشاف القنبلة بعد فترة وجيزة من وصوله بحسب ما ذكر مصدر أمني مسؤول في دولة الإمارات العربية المتحدة. كانت شمس الجمعة تشرق في واشنطن حين كان المحققون في دبي يلقون أول نظرة على قنبلة «القاعدة» القاتلة. أعلنت الولاياتالمتحدة حظر أي شحنات آتية من اليمن. عند الثامنة والنصف صباحاً في واشنطن، أبلغت الحكومة الأميركية جميع شركات الشحن الجوي بأن شخصاً ما يحاول شحن متفجرات من اليمن إلى الولاياتالمتحدة، وأنها لا تعرف عدد الطرود الملغومة المحتملة.