في لندن أعلنت الشرطة أنه لا توجد مخاطر. وعلى رغم عدم العثور على القنبلة، سمحت السلطات للطائرة بالإقلاع إلى فيلادلفيا، ومنها إلى شيكاغو. بيد أنه قبل الإقلاع، تلقت الشرطة البريطانية اتصالاً عاجلاً شرح لها ما تم اكتشافه في مطار دبي، وناشدتها سلطات دبي الأمنية بأن تعاود البحث من جديد. تحدث برينان وروبنز على الهاتف مرة أخرى. أبلغ المسؤولون في دبي الشرطة البريطانية بالطريقة المحددة لكيفية العثور على القنبلة. عند الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي، وبعد 12 ساعة من وصول قنبلة «يو بي اس» إلى إنكلترا، أعادت الشرطة البريطانية فرض الطوق الأمني، واستأنفت التفتيش. اتصال هاتفي ثالث بين برينان وروبنز. اتصل برينان بعد ذلك بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وهو حليف حيوي وإن يكن أحياناً لا يمكن الاعتماد على بلاده، في المساعي التي تقودها الولاياتالمتحدة لسحق «القاعدة». في البيت الأبيض، كان المخطط الإرهابي الموضوع الرئيسي في البلاغ الأمني الذي يتلقاه أوباما كل صباح. لا يعرف على وجه التحديد القاطع متى عثرت الشرطة في إنكلترا على القنبلة. لكن السلطات هناك فكّت الطوق الأمني، وغادرت أرض المطار الساعة الخامسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي. بحلول ذلك الوقت تقرر البحث عن كل الطرود الآتية من اليمن. قام مسؤولو ال «اف. بي. آي» وإدارة أمن النقل بالصعود إلى متن طائرات الشحن الجوي في فيلادلفيا ونيوارك في ولاية نيوجيرسي يوم الجمعة، وبدأوا ينتزعون الطرود بحثاً عن قنابل. وقالت إدارة أمن النقل إن عمليات التفتيش تم القيام بها من أجل مزيد من الاحتراز. بيد أن الأمر أضحى في البيت الأبيض وعواصم حول العالم أشد إلحاحاً. هل هناك مزيد من القنابل؟ حذّر مسؤولو وزارة الأمن الداخلي زعماء الجالية اليهودية في أرجاء الولاياتالمتحدة، من خلال ما يعرف ب «شبكة أمن الجاليات»، من أنه يتعيّن على المعابد اليهودية أن تراقب الطرود المريبة المشحونة من اليمن. أعلنت «يو بي إس» و«فيديكس» وشركة «أرامكس» التي يوجد مقرها في الشرق الأوسط، الامتناع عن نقل الطرود من اليمن. فيما كان الرئيس أوباما يتهيأ لمخاطبة الشعب الأميركي، رافقت مقاتلات أميركية طائرة ركاب تابعة لشرطة طيران الإمارات، تحمل رحلتها الرقم 201، واصطحبتها إلى نيويورك. هذه الرحلة قادمة من دبي، وخشي المحققون من أنه ربما كانت على متنها طرود قادمة من اليمن. وصف أوباما الوضع بأنه «تهديد إرهابي ذو صدقية ضد بلادنا». على رغم ذلك أحجم أوباما عن تحميل تنظيم «القاعدة» في اليمن مسؤولية المخطط. اكتفى أوباما باستهداف التنظيم، وتعهد مجدداً بتدمير «القاعدة». في تلك الليلة، وفي خطوة غير معتادة، أصدر برينان بياناً أعرب فيه عن شكر الولاياتالمتحدة للمملكة العربية السعودية للمعلومات «التي ساعدت في تحديد ذلك التهديد النابع من اليمن». إن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» هو أكثر الجماعات التابعة ل «القاعدة» شبقاً للتكنولوجيا. على ذلك، قام مسؤولو الاستخبارات بمراقبة المواقع الإلكترونية الخاصة بالجهاديين على شبكة «الإنترنت»، على مدى أيام بحثاً عمن يمكنه ادعاء المسؤولية عن المخطط. أخيراً، وبعد مرور أسبوع على محاولة الهجوم، أرسل فرع «القاعدة» في اليمن بياناً في وقت متأخر من يوم الجمعة إلى موقع إلكتروني جهادي يعلن فيه أنه وراء المخطط. وقال البيان: «إن متفجراتنا المتطورة تتيح لنا فرصة تفجيرها في الجو أو بعد وصولها إلى هدفها النهائي، وهي مصممة بحيث تجتاز الكشف عنها من جميع أجهزة الكشف». ومع أن القنبلتين لم تنفجرا، أعلنت «القاعدة» النصر لنجاحها في تحايل قنابلها على الإجراءات الأمنية. توعدت بمزيد من القنابل، على متن مزيد من الطائرات. * شارك في التحقيق مات أبوزو وايلين سوليفان من واشنطن، وديفيد رايزينغ من برلين، وآدم شريك من دبي، وسارة الديب من صنعاء، وبيزلي دودز من لندن، وساهم في الإعداد ماليسا إيدي من برلين، وآدم غولدمان وكيمبرلي دوزييه من واشنطن، ودون بابوين وكارلا جونسون من شيكاغو.