صعّدت جماعة عراقية موالية ل «الحرس الثوري» الإيراني تهديدها للإدارة الأميركية، فيما رفضت الرئاسة الإيرانية التعليق علي ردّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب علي تصريح للرئيس حسن روحاني وصف فيه الأول بعدم الخبرة ودعاه الى التزام مبدأ الاحترام عند مخاطبة الإيرانيين. وهدد أوس الخفاجي زعيم جماعة «أبو الفضل العباس» أحد فصائل «الحشد الشعبي» في العراق بضرب البوارج الأميركية في السواحل اليمنية، رداً على قرار الرئيس الأميركي حظر دخول مواطني سبع دول بينها العراقوإيران الى الولاياتالمتحدة. وقال الخفاجي في شريط فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وتردد أنه سُجل في لبنان، أن ترامب يمنع الدول العربية والإسلامية من دخول الولاياتالمتحدة لأنه «يخشى من دخول رموز المقاومة». وأضاف: «نحن قادمون إليك يا ترامب، المقاومة قادمة، انتصاراتنا في حلب قادمة وهي علامة على النصر في الأمتين العربية والإسلامية». كما هدد الخفاجي البوارج الأميركية في السواحل اليمنية، قائلاً: «بوارجكم في سواحل اليمن مهددة أيضاً فامنعوا ما شئتم». وقال ل «الحياة» مصدر في الرئاسة الإيرانية أن ليس من عادتها الدخول في سجالات، لافتاً الي أن طهران تراقب بدقة التطورات داخل الولاياتالمتحدة، وتأمل بتصحيح البيت الأبيض مسار التصريحات والمواقف التي يتخذها. أتى ذلك إثر دعوة الرئيس الأميركي نظيره الإيراني الى الحذر، بعدما نقلت وسائل إعلام عن الأخير قوله أن أي شخص يهدد الإيرانيين «سيندم». ووجه ترامب كلامه الى الرئيس الإيراني قائلاً: «احترس أفضل لك»، وذلك عندما طلب الصحافيون من الرئيس الأميركي على متن الطائرة الرئاسية تعليقاً على كلام روحاني. ورأى مراقبون في طهران أن ثمة خلافاً جوهرياً بين القوى الإيرانية حول كيفية التعاطي مع ترامب، ذلك أن المتشددين يشاركون «الحرس الثوري» المهدد بوضعه على لائحة الإرهاب الأميركية، في دعوته الى عدم مهادنة الإدارة الأميركية الجديدة ووضعها عند حدها، فيما يؤيد المعتدلون موقف الحكومة المتريث، حتى يتبين ما إذا كان دخان أبيض أم أسود سيخرج من «المدخنة الأميركية». وانضم الى «الحرس» في تأييده التشدد مع إدارة ترامب، «الحشد الشعبي» في العراق الذي هدد باستهداف السفن الأميركية، فيما بدا موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أقرب الى النأي بالنفس عن الصراع في المنطقة بين واشنطنوطهران. وبعد محادثات هاتفية مع ترامب تطرقت الى التوتر مع إيران، قال العبادي إن العراق لا يريد أن يكون طرفاً في أي صراع إقليمي أو دولي، يؤدي إلى كوارث»، مشدداً على أن العراق «حريص على مصالحه الوطنية ومصالح شعبه». في غضون ذلك، أشارت مصادر قريبة من الحكومة الإيرانية الى أن ثمة اعتقاداً بأن «فتح النار» من جانب الإدارة الأميركية ضد إيران، يتناغم مع الخطاب الشعبوي لترامب خلال حملته الانتخابية، وبالتالي هو مجرد «ظاهرة صوتية» ستخفت. في المقابل، رصد مراقبون تغييراً حقيقياً في الموقف الأميركي من إيران. وقال ل «الحياة» الأكاديمي الإيراني هرميداس باوند أن فرض حظر جديد علي شركات وشخصيات إيرانية علي خلفية التجارب الصاروخية، يدل علي بوادر اصطفاف إقليمي جديد في المنطقة، شعاره إلقاء تبعية الإرهاب علي إيران، ما قد يؤثر في علاقاتها مع بقية دول الغرب.