يبدو أن عودة رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض بعد طول غياب إلى الساحة السياسية ليس سهلاً، بعدما وجّهت واشنطن انتقادات لاذعة إلى الأممالمتحدة التي عيّنته مبعوثاً لها في ليبيا، معتبرة القرار «انحيازاً» ليس بجديد إلى السلطة الفلسطينية على حساب «حليفتها اسرائيل». وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة إلى الاممالمتحدة نيكي هالي في بيان أمس (الجمعة): «منذ فترة طويلة جدا، كانت الاممالمتحدة منحازة الى السلطة الفلسطينية بشكل غير عادل، على حساب حلفائنا في إسرائيل»، معربة عن «خيبة أملها» إزاء تسمية فياض. وكان الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس أبلغ مجلس الأمن أول من أمس عزمه تعيين فياض مبعوثاً للمساعدة في استئناف محادثات السلام الليبية خلفاً للألماني مارتن كوبلر. وأضافت هالي أنه «من الان فصاعدا، ستقوم الولاياتالمتحدة بالتحرك دعما لحلفائها ولن تطلق كلاما فقط»، وأشاد سفير اسرائيل في مجلس الامن داني دانون بقرار الولاياتالمتحدة، واصفا إياه بأنه «بداية حقبة جديدة تقف فيها الولاياتالمتحدة بثبات وراء إسرائيل ضد أي محاولات للاساءة الى الدولة اليهودية»، فيما رفض الناطق باسم غوتيريس التعليق على رفض الولاياتالمتحدة تسمية فياض. وكان الامين العام أمهل مجلس الأمن حتى مساء أمس من اجل درس اقتراحه حول فياض (64 عاماً) الذي شغل منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية من 2007 حتى 2013، وشغل أيضا منصب وزير المال مرتين. وسيناقش مجلس الامن الاربعاء من هذا الأسبوع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في اليوم نفسه الذي من المقرر أن يلتقي خلاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض. يأتي ذلك وسط مفاوضات ديبلوماسية حول ادخال تغييرات على الاتفاق السياسي الذي ابرم بوساطة الاممالمتحدة وادى الى تشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج. وتعمل حكومة السراج في طرابلس منذ العام الماضي الا انها فشلت في ترسيخ سيطرتها على المناطق الشرقية التي يسيطر عليها المشير خليفة حفتر.