انطلق مهرجان برلين السينمائي في دورته ال67 أمس (الخميس) مع عرض عالمي اول لفيلم "دجانغو" الذي يروي سيرة اسطورة الجاز الغجري دجانغو رينهارت واضطهاد عائلته من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، في حدث يخيم عليه ظل الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وتزخر دورة هذا العام بسير الفنانين، فيما يتنافس 18 فيلماً لنيل جائزة الدب الذهبي التي ستسلم في 18 شباط (فبراير) الجاري من جانب لجنة يرأسها الهولندي بول فيرهونين مخرج "روبوكوب" و"باسيك إنستينكت" و"إيل". طيف الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب حاضر في الدورة الحالية للمهرجان الالماني، مع ابداء لجنة التحكيم لهذا الملتقى السينمائي العريق روح تحد والتزام الخميس قبيل انطلاق الحدث. وأكدت الممثلة الاميركية ماغي جيلنهال خلال مؤتمر صحافي لاعضاء اللجنة "كوني اميركية في مهرجان دولي أمر مذهل. أريد أن يعلم الجميع ان ثمة كثيرين في بلدي مستعدون للمقاومة"، في اشارة الى الوضع السياسي الحالي في الولاياتالمتحدة. أما المكسيكي دييغو لونا الذي يظهر في الجزء الاخير من سلسلة افلام "ستار وورز" (روغ وان) فقد اختار التعليق بطريقة فكاهية متطرقاً الى الجدار الحدودي الذي يسعى الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى اقامته بين المكسيكوالولاياتالمتحدة. وقال: "سأحقق في طريقة هدم الجدران، ثمة خبراء كثيرون (في هذا المجال في برلين) وأريد العودة الى المكسيك مع معلومات"، مضيفاً: "الامر الايجابي الوحيد هو أنه يجب أن يصدر رد فعل (على مشروع دونالد ترامب) وأريد المشاركة في ذلك". وتابع الممثل الذي يعتبر أحد النجوم الصاعدين في هوليوود: "لسنا هنا لتوجيه رسالة بل للاستماع الى الاصوات المختلفة والاحتفاء بها". وكرر السينمائي الهولندي بول فيرهونن من ناحيته رغبته في "رؤية افلام مختلفة مثيرة للجدل" وحصول "نقاشات محتدمة" في داخل اللجنة التي تضم أيضاً الفنان الايسلندي أولافور الياسون والمخرج الصيني وانغ كوانان والمنتجة التونسية درة بوشوشة والممثلة الالمانية يوليا يينتش. وتشكل الافلام التي تتناول سير حياة محور دورة العام 2017 من المهرجان، لا سيما حياة فنانين. ففي الافتتاح مساء الخميس يعرض فيلم "دجانغو" في عرض عالمي أول. ويروي الفيلم الاول للفرنسي إيتيان كومار حياة اسطورة الجاز الغجري دجانغو رينهارت وتفاصيل كثيرة لا يعرفها الرأي العام في شأن الاضطهاد الذي تعرضت له عائلته على يد النازيين. وقال ايتيان كومار قبل اطلاق الفيلم ان العمل يتناول قصة شخصية "أعمته موسيقاه فلم يعد ير التغييرات في العالم قبل أن يقع ضحية الحرب". وعلى مدى 11 يوماً، سيعرض حوالى 400 فيلم من سبعين بلداً في إطار هذا المهرجان وهو الأكبر في اوروبا والوحيد المتاح امام العامة. وجريا على عادته، يعرض مهرجان برلين السينمائي هذا العام أيضاً أفلام مؤلفين وانتاجات أميركية ضخمة. ويقدم بالتالي فيلم "لوغان" ثالث أجزاء مغامرات البطل الخارق وولفيرين مع هيو جاكمان في عرض أول. وسيتاح أيضاً لجمهور المهرجان مشاهدة فيلم "تي 2 تراينسبوتينغ" للبريطاني داني بويل، وهو تتمة الفيلم الشهير في التسعينات بعد عقدين على عرضه. وفي مواجهة هذه الاسماء الكبيرة في عالم السينما، يقدم سينمائيون مشهود لموهبتهم مثل البولندية اغنيشكا هولاند ("أوروبا أوروبا") وهي إحدى المخرجات الأربع المشاركات في المنافسة، والروماني كالين بيتر نيتسر الحائز جائزة الدب الذهبي في 2013، أعمالهم الجديدة في المهرجان. ومن بين نجوم المهرجان أيضاً هذا العام ريتشارد غير ولورا ليني وريبيكا هال وكلوي سيفينيي في فيلم التشويق "ذي دينر" الذي يتناول قصة عائلتين يربطهما سر رهيب. وسيدافع الممثل الاميركي ريتشارد غير عن قضية التيبت على هامش مشاركته في المهرجان وستستقبله المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي استقبلت العام الماضي جورج كلوني وبحثت معه في موضوع اللاجئين إلى أوروبا. وقد فاز بجائزة الدب الذهبي العام الماضي فيلم "فوكوماري" الايطالي الذي يتناول أزمة المهاجرين. وسيكون هذا الموضوع حاضراً هذه السنة أيضاً. ومن الأفلام المرشحة للفوز في إطار المسابقة الرسمية فيلم "الجانب الآخر للأمل" للفنلندي اكي كوريسماكي وهو يروي حياة لاجئ سوري في هلسنكي. وقد أعد المهرجان كما في العام الماضي تحركات تضامن مع عشرات آلاف طالبي اللجوء الذين وصلوا الى برلين منذ العام 2015 مع عروض أفلام مخصصة للاجئين وجمع المال ومشاغل تثقيفية.