وصف وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي - التركي الذي شارك فيه أكثر من 49 جهة في قطاعات مختلفة من البلدين بأنه كان «بنّاءً ومثمراً». وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في أنقرة أمس (الأربعاء)، أن هناك رغبة من قادة البلدين لتعزيز وتكثيف هذه العلاقات خدمةً لمصالح البلدين، منوهاً بعمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط المملكة العربية السعودية بتركيا. وأعرب عن ثقته في أن يسهم هذا المجلس في تعزيز العلاقات في المجالات الأمنية أو العسكرية والثقافية والتجارية والتعليمية والعديد من المجالات لمصلحة البلدين، مؤكداً - بحسب وكالة الأنباء السعودية - حرص المملكة على تعزيز التعاون لمواجهة التحديات في المنطقة. وأضاف: «هناك تعاون قائم وبنّاء بين البلدين في المجالات كافة، ونسعى لتعزيز هذا التعاون لنستطيع أن نتعاون مع التحديات التي تواجه المنطقة بشكل يسهم في الاستقرار الأمني والسلم في المنطقة، ويخدم مصالح البلدين والسلم الدولي». وشدد الجبير على أن «هناك تطابقاً كاملاً في وجهات النظر بين البلدين في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأهمية إيجاد حل بموجب القرارات الدولية، والملف الليبي ومواجهة الإرهاب والتطرف والتدخلات في شؤون الدول، بالإضافة إلى رغبة البلدين في تكثيف التعاون بخاصة على الصعيدين العسكري والأمني»، مؤكداً أن الموقف من سورية «متطابق تماماً» مع تركيا وأن البلدين شاركا في تأسيس ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية التي تشمل 10 دول داعمة للمعارضة السورية المعتدلة. وقال: «موقفنا هو أن نحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها، وأن يستطيع الشعب السوري أن يكون في دولة توفر رغبته وتحقق طموحاته». ودعا إلى حل الأزمة السورية وفق مؤتمر (جنيف 1) المبني على إنشاء هيئة انتقالية للسلطة ووقف إطلاق النار في عموم البلاد وإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن «التدخل الإيراني وحزب الله في سورية هو ما شكل تعقيداً للوصول إلى حل سلمي». وفي ما يتعلق بالتعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية وتركيا، أوضح أن التعاون قائم، والمملكة تدعم الجهود التركية في مواجهة الإرهاب كما تدعم تركيا جهود المملكة في مواجهة الإرهاب. وأضاف «نحن نعتقد أن (بي كا كا) وتنظيم (ب ي د) هي منظمات إرهابية ونحن نؤيد أي جهود للقضاء على الإرهاب في أي مكان في العالم، وإذا كان الإرهاب في سورية فقد تحدثنا عن داعش والقاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى، والمملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة للتحالف الدولي لمواجهة داعش الإرهابي في سورية، والقوات الجوية السعودية تقوم بعمليات مستمرة فوق الأجواء السورية لاستهداف المنظمات الإرهابية هناك وهذه عمليات مستمرة، ونحن نتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تكثيف الجهود للقضاء على داعش وللعمل مع الدول الشقيقة وعلى رأسها تركيا في هذا المجال». من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قوة العلاقات بين المملكة وبلاده، والمكانة الكبيرة ذات التاريخ العريق المشترك التي تستند عليها العلاقات بين البلدين، ما يعطي دافعاً كبيراً لتعزيزها في المجالات كافة. وأشار أوغلو إلى الزيارة المقرر أن يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى كل من المملكة وقطر، إلى جانب زيارات المسؤولين الخليجيين والأتراك المستمرة لبحث ودرس أوجه التعاون كافة بين دول الخليج وتركيا.