أصيب فلسطيني بجروح متوسطة بشظايا صاروخ إسرائيلي أطلقته طائرات حربية إسرائيلية نفاثة على مواقع تابعة ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» في قطاع غزة. وقالت مصادر محلية فلسطينية إن دبابة إسرائيلية استهدفت برجاً للمراقبة (نقطة رصد) تابعاً ل «كتائب القسام» شمال القطاع، ما أسفر عن تدميره، فيما شنت طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» أميركية الصنع سلسلة غارات على منشآت ومواقع تابعة للحركة قرب الحدود. وأوضحت أن الطائرات أطلقت صاروخين على أرض زراعية وموقع مجاور لها شمال غربي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وأن صياداً كان صدفة في المنطقة أصيب بجروح متوسطة نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما شنت الطائرات غارة أخرى على «موقع الإدارة المدنية» التابع ل «كتائب القسام» شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع غزة، ثم شنت غارة رابعة على أرض خالية في منطقة «جبل الريس» شمال شرقي مدينة غزة. وجاءت الغارات بعدما أعلنت إسرائيل سقوط صاروخ في مدينة المجدل عسقلان أطلق من القطاع. ولم تتبنَ أي جهة فلسطينية المسؤولية عن إطلاق الصاروخ. على أنه يُعتقد أن عناصر جماعة سلفية متشددة أطلقته. وفور الإعلان عن سقوط الصاروخ، أخلت الأجنحة المسلحة، خصوصاً «كتائب القسام» مواقعها تحسباً لأي عمليات قصف. ونقلت القناة العبرية السابعة عن الجيش الإسرائيلي قوله، إن صاروخاً سقط في منطقة مفتوحة جنوب المجدل عسقلان. ومن غير المرجح أن تتطور الأوضاع الميدانية على الأرض إلى مواجهة أكبر أو عدوان على القطاع، خصوصاً أن إسرائيل والفصائل الفلسطينية لا ترغب ولا تسعى إلى أي مواجهة جديدة. ولا تزال التهدئة التي توصلت إليها الفصائل الفلسطينية مع إسرائيل، ووضعت حداً لعدوان إسرائيلي دام 50 يوماً عام 2014، سارية المفعول، على رغم الخروق الإسرائيلية اليومية، وبعض عمليات إطلاق صواريخ فلسطينية على فترات متباعدة نسبياً. مع ذلك، يرى محللون ومراقبون أن عوامل تفجير الأوضاع على الأرض، وربما تدحرجها إلى مواجهة شاملة، لا تزال قائمة، خصوصاً الحصار الإسرائيلي، والانتهاكات المتكررة في الضفة والقطاع والقدس، وغياب أي أفق للسلام أو المصالحة الفلسطينية. في السياق نفسه، توغلت أربع آليات عسكرية إسرائيلية مسافة محدودة جنوب شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع صباح أمس. وقالت مصادر محلية إن أربع جرافات عسكرية إسرائيلية انتهكت خط الهدنة وتوغلت من بوابة «كيسوفيم» في أراضي المزارعين الفلسطينيين، وأجرت أعمال تمشيط وتجريف فيها، تزامناً مع إطلاق مواقع عسكرية إسرائيلية النار تجاه الأراضي الزراعية. من جهة أخرى، قال ناطق أمني إسرائيلي إن جهاز الأمن العام (شاباك) على المعابر مع القطاع «ضبطوا شحنات بريدية تحتوي على معدات محظور إدخالها إلى القطاع» بموجب الحصار. إلى ذلك، كشف موقع «واللّا» الإلكتروني العبري أمس، أن الحكومة الإسرائيلية تدرس التخفيف عن قطاع غزة اقتصادياً «شرط إعادة الجنود المفقودين» إبان العدوان على القطاع عام 2014. وقال إن الحكومة الإسرائيلية قدمت عرضاً بهذا الخصوص لحركة «حماس» عبر وسطاء أجانب، ويشمل «إقامة منطقة صناعية، وإدخال عمال لإسرائيل من القطاع، وإقامة منطقة تجارية شمال سيناء وتوسيع معبر كرم أبو سالم (التجاري الوحيد في القطاع)، وحل مشاكل الكهرباء والمياه في مقابل الإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس».