وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى لندن مساء أمس، في زيارة قصيرة تستمر يوماً يلتقي خلالها نظيرته البريطانية تيريزا ماي ووزير خارجيتها بوريس جونسون بهدف بلورة «جبهة تأييد أوروبية لإسرائيل»، وأخرى تضم لندن وواشنطن وتل أبيب لدعم الرئيس دونالد ترامب أمام الحملات المستمرة ضده. وحدد نتانياهو أهداف الزيارة في تصريح سبق اجتماع حكومته أمس وقال فيه إنها ستكرَّس لتوثيق العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والتكنولوجية بين البلدين، مضيفاً أنه يعتزم «التشديد على وجوب الوقوف معاً في مواجهة العدوانية المناكفة التي تنتهجها إيران ضد النظام الدولي»، وأن اللقاء سيتناول الملف الفلسطيني. غير أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نقلت عن رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست النائب دافيد بيطان قوله في محاضرة أمام يهود في لندن، إن نتانياهو يريد من لقائه ماي «بلورة جبهة تأييد أوروبية جديدة لإسرائيل»، في أعقاب التطورات السياسية الدراماتيكية في القارة الأوروبية، من بينها انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والانتخابات الوشيكة في فرنسا «المتوقع أن تأتي بحكومة يمينية مريحة لإسرائيل». وأوضح أن نتانياهو «يريد استغلال الوضع الناشئ في أوروبا بهدف خلق جبهة تأييد لإسرائيل تعتمد على الدول الكبرى في القارة: بريطانياوفرنسا وألمانيا وإيطاليا». وأضاف أن نتانياهو يريد أيضاً تأسيس جبهة واحدة مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا «كي لا يبقى الرئيس ترامب وحيداً في ضوء الانتقادات الشديدة لسياسته في العالم». وأفادت وسائل الإعلام العبرية بأن نتانياهو «معني بتقريب بريطانيا أكثر فأكثر من إسرائيل، وإبعادها عن الجبهة المناوئة لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي»، وسيطلب منها عدم تأييد قرارات مناهضة لإسرائيل في المنظمات الأممية والمبادرة الفرنسية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. كما سيطلب منها «تيقن بريطانيا من أن إيران تطبق الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى معها». إلى ذلك، أبلغ نتانياهو وزراء حزبه «ليكود» صباح أمس بأنه سيتم التصويت اليوم في الكنيست على «قانون التسوية» الذي يضفي الشرعية على آلاف منازل المستوطنين المقامة على أراضٍ فلسطينية خاصة، «على رغم بقاء قضية واحدة ينبغي فحصها»، ما فهمه وزراء على أنه يعني وجوب تنسيق الموضوع مع إدارة الرئيس الأميركي.