حذر مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إيران من «اختبار حزم» إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعد أيام من فرض واشنطن مجموعة من العقوبات الجديدة على طهران عقب إجرائها تجربة لصاروخ باليستي. وقال بنس في مقابلة مع شبكة «اي بي سي نيوز» انه «سيكون من الأفضل لإيران أن تدرك أن هناك رئيساً جديداً في المكتب البيضاوي. ومن الأفضل لإيران أن لا تختبر حزم هذا الرئيس الجديد». وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس الأسبوع الماضي، أن ايران «هي أكبر دولة راعية للارهاب في العالم». من جهة أخرى، وجهت محكمة فيديرالية أميركية صفعة جديدة للرئيس دونالد ترامب برفضها طلب إدارته إعادة العمل فوراً، بمرسوم يحظر دخول مواطني سبع دول مسلمة إلى الولاياتالمتحدة. وردت المحكمة استئناف وزارة العدل ضد تعليق المرسوم الذي وقعه ترامب قبل ثمانية أيام لمنع دخول مواطني العراق وليبيا والسودان وسورية والصومال واليمن وإيران. في الوقت ذاته، طلبت المحكمة من ولايتي واشنطن (شمال غربي) ومينيسوتا (شمال) اللتين كانتا وراء الشكوى ضد مرسوم ترامب، توفير وثائق تدعم شكواهما وأمهلت وزارة العدل اليوم لتقديم وثائق جديدة تدعم طلبها. وكان القاضي الفيديرالي في سياتل جيمس روبرت علق مساء الجمعة العمل موقتاً بمرسوم ترامب بانتظار النظر في شكوى ضده قدمها وزير العدل في ولاية واشنطن. وكانت النتيجة الفورية لقرار القاضي الفيديرالي إعلان الإدارة السبت، إعادة فتح أبواب الولاياتالمتحدة أمام مواطني الدول السبع. كما أعلنت الخارجية الأميركية السبت تعليق العمل بقرار ترامب سحب نحو 60 ألف تأشيرة. وسارعت شركات الطيران إلى نقل الركاب المتوجهين إلى الولاياتالمتحدة من رعايا الدول السبع شرط حملهم تأشيرات دخول صالحة. وعلى رغم قرار القاضي الفيديرالي فإن البيت الأبيض ينوي العودة إلى العمل بمرسوم ترامب على رغم ردود الفعل الغاضبة حتى داخل المعسكر الجمهوري. واعتبرت الشكوى التي قدمها الاثنين بوب فرغسون وزير العدل في ولاية واشنطن أن المرسوم يتعارض مع الحقوق الدستورية للمهاجرين لأنه يستهدف في شكل خاص المسلمين. وقال فرغسون بعد قرار قاضي سياتل الذي يعود تعيينه في منصبه إلى عهد الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن: «لا أحد فوق القانون ولا حتى الرئيس». وتوالت ردود الفعل الغاضبة على قرارات ترامب في شأن الهجرة وشهدت برلينوباريس ولندن وواشنطن، تظاهرات احتجاجاً على سياسة الرئيس الأميركي. ولبى حوالى ثلاثة آلاف شخص في نيويورك السبت، دعوة أطلقها مجتمع المثليين جنسياً للتظاهر ضد ترامب وإبداء «التضامن» مع المسلمين وسائر المجموعات التي قد تكون هدفاً لمرسوم الرئيس. كما تظاهر ألفا شخص مساء السبت في ويست بالم بيتش في فلوريدا حيث أمضى ترامب عطلة نهاية الأسبوع مع أسرته. فرنسا في باريس، قال وزير الدولة الفرنسي المكلف التجارة الخارجية ماتياس فيكل أمس، إن على الاتحاد الأوروبي أن يخرج من حال «الخضوع» للولايات المتحدة في مجال العولمة و «يطبق في شكل كامل مبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات الاقتصادية». وأضاف فيكل لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» مشيراً إلى ترامب إن «تصور أن بلداً ما يحقق مستقبله بالانعزال عن باقي العالم لا ينسجم مع أي حقيقة». وأضاف: «إزاء ذلك على أوروبا في المقابل أن تعرف كيف تلقي بثقلها في العولمة وأن تخرج من الخضوع الطوعي للولايات المتحدة». وتابع المسؤول الفرنسي: «على أوروبا أن تضع حداً للسذاجة التي أظهرتها أحياناً وأن تطبق في شكل كامل مبدأ المعاملة بالمثل في علاقاتها الاقتصادية». ومنذ توليه السلطة، بدا ترامب راغباً في تطبيق سياسة الحمائية حتى وإن كانت على حساب أهم شركائه وضمنهم الاتحاد الأوروبي. وبات مشروع الاتفاق التجاري بين أوروبا والولاياتالمتحدة الذي كان أصلاً يعاني في عهد باراك أوباما، حالياً في وضع صعب. ولا يخفي ترامب الذي ينتقد بشدة الصرح الأوروبي، رغبته في أن يتفاوض أولاً في شأن اتفاق ثنائي مع المملكة المتحدة ليجعل من خروجها من الاتحاد الأوروبي عملية «ناجحة». وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن «عدم القدرة على التنبؤ (بأفعال ترامب) واندفاعة» الرئيس الأميركي «يضفيان حيرة على العالم بأسره». وتابع فيكل: «سنشهد على الأرجح انسحاباً للولايات المتحدة من شؤون العالم مع تدخلات ظرفية من فترة إلى أخرى تستجيب لمنطق الدفاع عن المصالح الوطنية». وأكد أنه «إزاء ذلك يتعين أن يكون الاتحاد الأوروبي وفرنسا، أكثر من أي وقت مضى، عامل استقرار في العالم». ترامب يتصل بنظيره الأوكراني في كييف، قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في أعقاب اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب إن الأخير قال إنه مستعد للعمل مع كل من كييف وموسكو لحل صراع انفصالي في شرق أوكرانيا. وكان هذا أول اتصال مباشر بين الزعيمين منذ تنصيب ترامب الذي أدى هدفه بتحسين العلاقات مع الكرملين إلى جعل كييف تشعر بالقلق في الوقت الذي لم يتم بعد التوصل لحل للصراع الدائر منذ ثلاث سنوات تقريباً. وقال ترامب في بيان للبيت الأبيض بعد الاتصال مع بوروشينكو: «سنعمل مع أوكرانياوروسيا وكل الأطراف الأخرى المعنية لمساعدتهم على إعادة السلام على طول الحدود». وقال مكتب بوروشينكو إن الحديث مع ترامب اهتم في شكل خاص «بتسوية الوضع في دونباس وتحقيق السلام من خلال الوسائل السياسية والديبلوماسية». وأضاف في بيان أن «الجانبين ناقشا تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين أوكرانياوالولاياتالمتحدة. وقال ترامب إن احترامه لبوتين لن يؤثر في سياسته الخارجية. وزاد في مقابلة في شبكة «فوكس نيوز»: «إنني أحترم كثيرين ولكن هذا لا يعني أن أتفق معه. إنه زعيم لبلده. أقول إن الاتفاق مع روسيا أفضل من عدمه». وأعلن البيت الأبيض السبت أن الرئيس دونالد ترامب سيحضر قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في إيطاليا في أيار (مايو) المقبل، في زيارة ستكون الأولى له إلى القارة العجوز منذ تسلمه منصبه. وقالت الرئاسة الأميركية إن ترامب أكد خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إنه سيشارك في قمة قادة الدول الصناعية السبع الكبرى في تاورمينا في جزيرة صقلية. وأضاف البيت الأبيض أن ترامب جدد خلال الاتصال «التأكيد على التزام الولاياتالمتحدة في حلف شمال الأطلسي والتشديد على أهمية أن يتحمل كل الشركاء في الحلف العبء المالي للنفقات الدفاعية». وكان الرئيس الأميركي الجديد فاجأ حلفاء بلاده الأوروبيين بإعلانه عزمه على مراجعة التزام واشنطن مع الحلف الأطلسي والذي يعود إلى سبعين عاماً، ووصفه الحلف بأنه مؤسسة «عفا عليها الزمن» وعبء غير عادل على دافعي الضرائب الأميركيين. ومن المقرر أن يشارك نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال شباط (فبراير) الجاري في مؤتمر أمني في ميونيخ وبروكسيل في محاولة لتبديد الأجواء الملبدة بين ضفتي الأطلسي.