أنهت فرقة «بلاك ساباث» رائدة موسيقى ال «هيفي ميتال» جولتها الأخيرة، في حفلة في مدينة برمنغهام الإنكليزية التي انطلقت منها قبل خمسين سنة تقريباً. وأحيا «عرّابو» هذا النوع الموسيقي حفلة وداعية أمام 16 ألف شخص في قاعة «ناشونال أكزيبيشن سنتر أرينا» في برمنغهام في وسط إنكلترا. وكان عازف الغيتار توني يومي، والمغني أوزي أوزبورن، وعازف الباص غيزر باتلر، وعازف الدرامز بيل وارد، تجمعوا عام 1968 لتشكيل هذه الفرقة مع موسيقى جديرة بأفلام الرعب. وانطلقت فرقة «بلاك ساباث» بجولتها الوداعية وهي بعنوان «ذي إند تور» والتي تضمنت 81 حفلة، في كانون الثاني (يناير) 2016 في الولاياتالمتحدة. وقادتها هذه الجولة العالمية إلى أستراليا وأوروبا وأميركا الشمالية مجدداً، فضلاً عن أميركا الجنوبية وأوروبا أيضاً قبل أن تختتمها في برمنغهام مع عرضين الخميس والسبت المقبلين. وصعد يومي (68 سنة) الوحيد الذي بقي مع الفرقة منذ إنشائها وأوزبورن (68 سنة) وباتلر (67 سنة) الذي لم يعزف مع الفرقة منذ 2012، مرة أخيرة إلى المسرح فيما انضم إليهم عازف الدرامز توني كلوفيتوس وعازف البيانو آدم وايكمان. ونقلت أغنيتهم الأخيرة في الحفلة، مباشرة عبر شبكة «فايسبوك». وأنهت الفرقة حفلتها مع أغنية «بارانويد» التي حققت لهم النجاح في العام 1970 فيما أطلقت قصاصات الورق والبالونات فوق الحضور. أطلقت كذلك المفرقعات والألعاب النارية عندما انحنوا للمرة الأخيرة أمام الجمهور. وتكاتف أعضاء الفرقة لالتقاط صورة أخيرة جماعية لهم فيما راح الجمهور يصفق لهم مطولاً. وقال أوزي أوزبورن وهم يغادرون المسرح: «شكراً ومساء الخير شكراً جزيلاً»، فيما رفع يومي إبهامه وداعاً. ولعبت «بلاك ساباث» دوراً أساسياً في موسيقى ال «هيفي ميتال» مطلع سبعينات القرن العشرين مع وصلات غيتار قوية أضفت عليها أنغام بلوز أحياناً. وكانت موجة «سامر أوف لاف» (صيف الحب) التي ظهرت عام 1967 لم تطل مدينة برمنغهام الصناعية التي كانت لا تزال تعج بضجيج المعامل. وفي آخر يوم عمل له كعامل في مصنع للفولاذ تعرض يومي الذي كان يومها في سن السابعة عشرة لحادث أدى إلى قطع طرف اثنين من أصابعه في اليد التي يستعملها للعزف. وبدا أن مستقبله كعازف غيتار قد انتهى قبل أن يبدأ إلا أنه عزم على الاستمرار في العزف وصمم أطراف أصابع من غطاء قناني بلاستيكية بعد إذابتها. واضطر العازف الأعسر إلى إيجاد طرق جديدة للعزف وخفض صوت غيتاره لجعل اللعب على الأوتار أسهل. وكانت نتيجة ذلك أنغام تحمل بعض التهديد شكلت بداية ال«هيفي ميتال». وشهدت الفرقة مشاركة عازفين كثر إلا أن يومي وأوزبورن وباتلر ووارد كانوا التشكيلة الأساسية لها. وتوفي جيف نيكولز عازف البيانو في الفرقة بين عامي 1979 و2004 السبت الماضي عن 68 سنة إثر إصابته بسرطان الرئة. وأكد يومي أن الفرقة «لا تقول وداعاً بشكل كامل... إلا أننا لا نريد القيام بجولات عالمية بعد الآن». وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «أنا لا أستبعد إقامة حفلة ما أو إعداد ألبوم. أظن أن الباب مفتوح أمام هذه الاحتمالات» إلا أن أوزبورن قال: «إنها النهاية بالنسبة إلي أنا لن أقوم بذلك بعد الآن». وأكد أوزبورن المقيم في الولاياتالمتحدة والملقب «أمير الظلمة» أنه كان متأثراً جداً منذ عودته إلى برمنغهام من أجل إحياء الحفلتين الأخيرتين. وقال: «أنا فخور، خصوصاً أن بلاك ساباث ليست فرقة شكلت بدفع من منتج كبير بل كنا أربعة أشخاص اتفقوا على تحقيق حلم وقد فعلوا ذلك وتجاوزنا كل توقعاتنا».