اتفقت القوى السياسية العراقية على تأجيل جلسة البرلمان من الإثنين الى الخميس المقبل، لإتاحة الفرصة أمام المتحاورين في أربيل للتوصل الى توافق. وقالت مصادر برلمانية ان «رئيس السن فؤاد معصوم اعلن تأجيل جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه من الإثنين الى الخميس المقبل». وأكدت المصادر ل «الحياة» امس ان «معصوم اعلن تأجيل الجلسة نظراً إلى صعوبة انعقادها في ظل الخلاف بين القوى السياسية وتهديد العراقية بمقاطعتها، فضلاً عن أن غياب أكثر من 50 نائباً يؤدون فريضة الحج. وأضافت المصادر إن «القوى الرئيسية اتفقت على ضرورة انعقاد اجتماع اربيل قبل جلسة البرلمان فإذا تأخر انعقاد الإجتماع فإن تأجيل الجلسة بضعة أيام ليس خرقاً دستورياً وقانونياً، لا سيماً ان معصوم وهو لا يملك سلطة لإجبار الكتل على حضور الجلسة». وقال القيادي في حركة «تجديد»، ابرز مكونات «العراقية»، شاكر كتاب ل «الحياة» امس إن القوى السياسية باتت مقتنعة بانه لا يمكن تجاوز كتلته في تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أنها «ماضية في مقاطعة جلسات البرلمان في حال عدم حصول توافقات توازي حقها الانتخابي والدستوري». ولفت إلى ان «تخييرنا بين منصب رئاسة البرلمان او المعارضة غير منصف»، في اشارة الى مطالبة «العراقية» بمنصب رئاسة الجمهورية مقابل تخليها عن منصب رئاسة الحكومة. وأوضح كتاب أن «قرار العراقية جاء قبل اجتماع قادة الكتل في أربيل لتقاسم المناصب السياسية، وإذا تم إنصاف القائمة ستكون أول المشاركين في العملية السياسية ومشروع الشراكة الوطنية». ويذكر ان صراعاً غير معلن برز اخيراً بين «العراقية» و «التحالف الكردستاني» حول منصب رئاسة الجمهورية، وفيما اعلنت الكتلة قبولها بالمنصب شرطاً لموافقتها على رئاسة نوري المالكي للحكومة، رفض «الكردستاني» التنازل عن رئاسة الجمهورية، على رغم الضغوط الشديدة التي يواجهها من واشنطن. إلى ذلك، يتوقع أن تعقد اجتماعات اربيل بين قادة القوى السياسية الاحد، بعد انتهاء محادثات مكثفة اجرتها القوى خلال الأيام الستة الماضية وانتهت مساء امس باتفاقات اولية لم تعلن تفاصيلها النهائية بعد. وقال القيادي في «التحالف الكردستاني» محسن السعدون، عضو الوفد الكردي المفاوض في بغداد، إن «القوى السياسية أكملت حواراتها وتم الاتفاق مبدئياً على انعقاد اجتماع اربيل برعاية رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بعد غد الاحد (غداً) في حال عدم بروز تطورات سياسية اخرى». ولفت إلى أن «اجتماعاً تحضيرياً نهائياً سيعقد غداً (اليوم) في بغداد يسبق اجتماعات اربيل وقد أعلنت القوى السياسية الاربع الفائزة في الانتخابات مشاركتها في الاجتماع من دون شروط مسبقة».