بعد ساعات على تشديد واشنطن عقوباتها على طهران، نفّذ «الحرس الثوري» الإيراني مناورات عسكرية، مهدداً بأن صواريخه «ستمطر الأعداء فور ارتكابهم أي حماقة». وكانت الولاياتالمتحدة اعتبرت أن إيران هي «أبرز دولة راعية للإرهاب» في العالم، مستدركة أنها لا تعتزم تعزيز قواتها في الشرق الأوسط. وعلّق قائد سلاح الجوّ في «الحرس» الجنرال أمير علي حاجي زاده على تشديد العقوبات الأميركية، بعد اختبار طهران صاروخاً باليستياً، معتبراً أن «محاولات النيل من قدراتنا وبحوثنا النووية واقتدارنا الصاروخي، ليست سوى ذرائع لمناهضة نظام إيران وشعبها». وشدد على أن «القوات المسلحة تبذل جهوداً متواصلة للدفاع عن أمن الشعب الإيراني»، وزاد: «ستنهمر صواريخنا على رؤوس الأعداء فور ارتكابهم أي حماقة». تصريحات حاجي زاده أتت على هامش تنفيذ قواته مناورات في محافظة سمنان شمال إيران أمس، أكد أنها «دورية وتُنفّذ على أرض صحراوية تبلغ مساحتها 35 ألف كيلومتر مربع». وأضاف أنها شهدت «للمرة الأولى تعقّب رادارات بنجاح قنابلَ تُسقطها مقاتلات وصواريخَ أرض – أرض»، علماً أن التدريبات شملت اختبار أنظمة صاروخية محلية الصنع قصيرة المدى (75 كيلومتراً) وأنظمة رادار ومراكز قيادة وتحكّم وأنظمة حرب إلكترونية. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن مناورات «المدافعون عن سماء الولاية» نُفذت تحت شعار «الهمّة الجهادية والإرادة الإيرانية والاقتدار الثوري وازدراء العقوبات والتهديدات»، مشيرة إلى أن هدفها «إظهار الاقتدار والجاهزية الدفاعية الشاملة لمواجهة أي تهديد». لكن الإعلان الرسمي عن تنفيذها لم يذكر موعد بدئها، وهل أن اختبار الصاروخ الباليستي جاء في إطارها. وكان لافتاً أن النشرة الإخبارية الرئيسة للتلفزيون الرسمي الإيراني أمس، تجاهلت أخبار المناورات الصاروخية، ما قد يؤشّر إلى رغبة الحكومة الإيرانية في تجنّب تصعيد التوتر مع إدارة الرئيس دونالد ترامب. لكن الجنرال أحمد رضا بوردستان، نائب قائد الجيش الإيراني، وصف سلاح الجوّ بأنه «الذراع القوية للنظام في الدفاع عن البلاد»، مؤكداً «استعداده للدفاع عن أجواء البلاد وتنفيذ عمليات هجومية، بموافقة القائد العام للقوات المسلحة»، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي. أما إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، فاعتبر أن «الاتهامات» الأميركية ضد بلاده «باتت بالية ومُبتذلة، إلى حد أصبح من يطلقها يخجل من نفسه»، مشدداً على أن «الشعب والمسؤولين في إيران لا يهتمون بها». وأكد أن «إيران ليست مشكلة بالنسبة إلى المنطقة، بل تساعد على استقرارها»، محذراً من مساعٍ ل «خفض وتيرة التنمية في البلاد وترهيب المستثمرين المحليين والأجانب». في طوكيو، وصف وزير الدفاع الأميركي الجنرال جيمس ماتيس إيران ب «أبرز دولة راعية للإرهاب في العالم»، وزاد: «ليس جيداً نكران ذلك، ولا صرف النظر عنه، وفي الوقت ذاته لا أرى أي ضرورة لزيادة عدد قواتنا في الشرق الأوسط الآن. لدينا دوماً القدرة على فعل ذلك، ولكن أعتقد أن الأمر ليس ضرورياً الآن». وكان مايكل فلين، مستشار الأمن القومي لترامب، رأى أن «المجتمع الدولي كان متسامحاً جداً مع السلوك السيئ لإيران»، واستدرك: «ولّت أيام صرف النظر عن أعمالها العدائية تجاه الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي». على رغم هذه اللهجة التصعيدية، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر، أن إدارة ترامب تستكشف كيفية تشديد الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، وإعادة التفاوض على بنود أساسية فيه لا على إلغائه. واستدركت أن إقناع الدول الست وإيران بذلك قد يكون مستحيلاً. ونسبت إلى مسؤول إيراني بارز سابق مقرّب من الرئيس حسن روحاني، قوله إن المسؤولين الإيرانيين رفضوا فكرة إعادة التفاوض على الاتفاق، وتابع: «سيستغلّ الأصوليون نهج ترامب لتعزيز موقفهم. لطالما كانوا معارضين لسياسة الانفتاح التي ينتهجها روحاني مع الغرب».