حصلت الادارة الأميركية على مهلة زمنية أكبر للعمل على «رزمة حلول» تشمل تجميد الاستيطان وتضمن العودة الى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بعد اعلان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الجانب الفلسطيني سيمهل واشنطن «اسابيع أخرى» في وقت عكست أجواء الادارة تفاؤلاً حذراً بفرص الوصول الى تنازلات واعادة اطلاق المفاوضات. وقال عريقات، الذي يزور العاصمة الأميركية واجتمع أول من أمس مع المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل ومساعده ديفيد هيل ومساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان، «ان قرار الجامعة العربية في التاسع من تشرين الاول (أكتوبر) الذي أمهل الولاياتالمتحدة شهراً لاقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بوقف الاستيطان، يمكن تركه ينقضي لكن المطلب الاساسي سيبقى من دون تغيير». وأضاف عريقات، بعد الاجتماع مع ميتشل، «يقولون ان الجهود قد تحتاج ما بين اسبوعين او ثلاثة اسابيع...اذا احتاج الاميركيون إلى اسبوعين آخرين يمكنهم الحصول على هذين الاسبوعين الآخرين». وأشار الى اننا «ننتظر لنسمع من الاميركيين ولا يوجد سبب لعقد لجنة المتابعة العربية قبل ان نسمع ما يعرضه الاميركيون». وتابع المسؤول الفلسطيني «المفتاح بيدي نتانياهو... والخيار يرجع له وهو المستوطنات او السلام. لا يمكن ان يحصل على الاثنين معاً». وامتنع عريقات عن الافصاح عما اذا كان يعتقد ان الوقت الاضافي سيكون كافياً لاقناع نتانياهو بوقف بناء المستوطنات التي هددت بتخريب المحادثات المباشرة التي بدأت تحت رعاية الولاياتالمتحدة في ايلول (سبتمبر) الماضي. ومن المقرر ان يزور رئيس الوزراء الاسرائيلي الولاياتالمتحدة الاسبوع المقبل وان يجتمع غدأ الأحد مع نائب الرئيس جو بايدن على هامش مؤتمر لمجموعات يهودية في ولاية نيو أورلينز، ومع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أول الأسبوع في نيويورك أو واشنطن للبحث في الخيارات المتاحة لاستئناف العملية السلمية. وعكست أجواء العاصمة الأميركية تسارع وتيرة التحرك من الادارة بعد الانتخابات النصفية الأميركية باتجاه تكثيف المحادثات مع الاسرائيليين وللحصول على تنازل قريب يضمن تجميد الاستيطان ولو لفترة قصيرة. كما يتم البحث في ضم مدير السياسة الخارجية في معهد بروكينغز مارتن أنديك الى فريق التفاوض نظراً الى علاقته الجيدة مع أركان السلطة الفلسطينية. ومن المقرر أيضاً أن يتوجه ميتشل الى المنطقة في وقت قريب، في حين شهدت واشنطن في الأيام الأخيرة محادثات منفصلة مع عريقات ومع مستشار نتانياهو السياسي اسحق مولخو. وقال عريقات ان الفلسطينيين «لا يزالون يركزون على المحادثات المباشرة وسيلة لتحقيق حل على اساس قيام دولتين». لكنه اشار الى ان القيادة الفلسطينية تدرس ايضاً خيارات اخرى منها دعوة الولاياتالمتحدة والامم المتحدة الى الاعتراف بدولة فلسطينية. وأضاف «اتمنى الا تعارضنا الولاياتالمتحدة حين نذهب الى مجلس الامن لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين». ولم يُحدد عريقات اطاراً زمنياً لهذا التحرك المحتمل الذي قالت وزارة الخارجية الاميركية امس انه سيكون تعقيداً غير مرغوب فيه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كرولي «اوضحنا تماماً ان الخطوات المنفردة سواء من الاسرائيليين أو الفلسطينيين تقوض المفاوضات المباشرة التي هي الطريق الوحيد لحل القضايا الاساسية والتوصل الى اتفاق وانهاء الصراع». وقال عريقات ان الحلول المقترحة الاخرى للمأزق، ومنها اقتراح أن يصر الفلسطينيون على «حل الدولة الواحدة» التي تطالب فيها الغالبية العربية بحقوق متساوية، هي «حلول غير واقعية في الوقت الحالي على الاقل». الى ذلك، اشار الامير تركي الفيصل إلى تصميم العرب على مساندة الفلسطينيين في مطالبتهم بوقف الاستيطان. وقال في لقاء في معهد كارنيغي للسلام «ان مطالبة الفلسطينيين بتجاهل البناء الاستيطاني المتواصل يعادل مطالبتهم بقبول الخضوع منذ البداية».