توقع أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة سعود بن نايف، أن تشهد المنطقة خلال العامين المقبلين نحو 60 مشروعاً فندقياً، إضافة إلى العديد من المتاحف الخاصة لأكثر من 32 متحفاً وأكثر من 400 موقع أثري، جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في استضافة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني له في لقائها السنوي، بدعوة من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، الذي عقدته أمس (الأربعاء)، في قصر الثقافة في الرياض. وأشار إلى أن المنطقة الشرقية، تعد أحد أهم الوجهات السياحية في المملكة، لما تتصف به هذه المنطقة العريقة من إرث حضاري وثقافي عظيم، منذ آلاف السنين حافظ أبناؤها بمورثهم الثقافي والاجتماعي، الذي ما زال يتسمون به. وأكد أن السياحة في المنطقة الشرقية لا تعني بحراً جميلاً أو رمالاً ذهبية أو واحات، أو مهرجانات أو أماكن ترفيه فحسب، بل تركز على المقوم الأساس للسياحة وهو مواطن المنطقة الشرقية الذي تجتمع فيه كل صفات الإنسان العربي الموصوف بالمروءة والشهامة والبشاشة وكرم الضيافة. وأوضح أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، استطاعت في عمر قصير أن تحقق رؤيتها في إحداث التنمية السياحية المستدامة، وأن تجسد مفهوم السياحة المعتدلة وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، كما أن لها دوراً كبيراً ومهماً في الحفاظ على الآثار الإسلامية المهمة، وأخرى تكتنزها أرض الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، وكذلك تراثنا الوطني المتنوع العريق. وأضاف: «استطاعت المنطقة الشرقية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أن تحتل مكانة بارزة في خريطة السياحة، ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، فقفزت الرحلات السياحية في المنطقة الشرقية إلى أكثر من 10 ملايين رحلة سياحية محلية ووافدة، ومجموع إنفاق تجاوز 21 بليون ريال خلال السنوات الثلاث الماضية». وأشار إلى أن مجلس التنمية السياحية، ينطلق من رؤية واضحة، لتوسيع مجال السياحة لتصبح أحد العناصر المهمة في تنوع القاعدة الاقتصادية في المنطقة، وتسهم في توفير فرص وظيفية جديدة وزيادة دخل للمجتمع المحلي من خلال بناء العديد من المشاريع السياحية والتراثية التي تليق بمكانة المنطقة، وكذلك الحفاظ على المواقع الأثرية التي تمثل البعد الحضاري للمنطقة ومصدر هويتها، كما أن المجلس يعمل على رزنامة محددة للبرامج والفعاليات السياحية، مبيناً أن المنطقة الشرقية شهدت نقلة نوعية في قطاع الإيواء السياحي، وكذلك القطاع الفندقي، وصلت إلى أكثر من 122 فندقاً تتجاوز 800 وحدة سكنية مفروشة و7 منتجعات بحرية، كما أن من المتوقع أن تشهد المنطقة خلال العامين القادمين نحو 60 مشروعاً فندقياً، إضافة إلى العديد من المتاحف الخاصة لأكثر من 32 متحفاً وأكثر من 400 موقع أثري، كما أن مجلس السياحة في المنطقة لم يغفل الدور المهم لسياحة المعارض والمؤتمرات التي تشكل ما نسبته 30 في المئة من حجم الرحلات السياحية للمنطقة. وعبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خلال كلمته الترحيبية والتقديمية لضيف اللقاء عن ترحيبه بأمير المنطقة الشرقية ضيفاً عزيزاً على الهيئة، وتقديره لمشاركته في لقائها السنوي، مشيداً بالشراكة المميزة والفاعلة بين الهيئة وإمارة المنطقة الشرقية. وأضاف: «وجود الأمير سعود بن نايف معنا اليوم ليس اختياراً عشوائياً، فهو مسؤول يعرف أبعاد المسؤولية التي يعمل بها ويمارسها ونتعلم من تجربته، مسؤول عملنا معه وأدى مهمات منظمة وواسعة بقيادة واعية، وخدمنا جميعاً المصلحة الوطنية العامة في تطوير قطاعات السياحة والتراث الوطني». وأكد أن المنطقة الشرقية هي من أسرع مناطق المملكة نمواً في الرحلات السياحية وقطاع الإيواء السياحي والخدمات السياحية، وإذا انطلق مشروع العقير السياحي المقدم للدولة منذ فترة، فإن المنطقة الشرقية تصبح من أهم الوجهات السياحية على مستوى الخليج. وتضمن اللقاء تكريم عدد من الجهات والشخصيات، التي أسهمت في دعم الهيئة وقطاع السياحة والتراث الوطني. وتم خلال اللقاء أيضاً عرض فيلم عن إنجازات الهيئة خلال عام 2016، وقبل بدء اللقاء اطلع رئيس الهيئة وأمير المنطقة الشرقية على المعرض الذي أقامته الإدارة العامة للإعلام وعلاقات الشركاء عن إنجازات الهيئة خلال عام 2016. يذكر أن الهيئة اعتادت على أن تستضيف في لقائها السنوي شخصية بارزة أسهمت في دعم السياحة المحلية والتراث الوطني. وتأتي استضافة الهيئة لهذه الشخصيات في إطار تعزيز ثقافة الشراكة مع القطاعين العام والخاص بوصفهما الشريك الرئيس في إحداث التنمية السياحية، وذلك من خلال استضافة أمراء المناطق ورؤساء مجالس التنمية السياحية ذوي التجارب الناجحة في التطوير السياحي والإداري، والوزراء للالتقاء بمنسوبي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سنوياً والحديث عن تجربتهم. وتقوم الهيئة في لقائها السنوي أيضاً بتكريم عدد من الشخصيات والجهات التي أسهمت في دعم السياحة الوطنية.