فوكوفار (كرواتيا)، بريشتينا - أ ف ب - اعتذر الرئيس الصربي بوريس تاديتش لدى زيارته مدينة فوكوفار شرق كرواتيا أمس، عن ارتكاب القوات الصربية مجزرة قتل حوالى 200 مدني وأسير حرب كرواتي اسروهم بعد الاستيلاء على المدينة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1991. وقال: «انني هنا لتحية الضحايا والتعبير عن عبارات الاعتذار والاسف، وأرغب في خلق فرصة لصربيا وكرواتيا من اجل طي صفحة جديدة من التاريخ، لكي لا يحمل اطفالنا عبء الماضي». وأكد الرئيس الكرواتي ايفو يوسيبوفيتش ان مرافقته تاديتش الى فوكوفار تثبت امكان اعتماد «سياسة مختلفة ترتكز على السلام والصداقة»، مضيفاً: «جئنا لتقديم تحية للضحايا وتعازينا لأفراد عائلاتهم، لكن ايضاً لنتعهد ان جريمة لن تبقى من دون عقاب. ارغب في ان يشجع هذا الحدث على توضيح مصير اكثر من الف شخص فقدوا خلال الحرب» التي امتدت بين عامي 1991 و1995، بينهم اكثر من 460 شخصاً من سكان فوكوفار وضواحيها، علماً ان النزاع الصربي – الكراوتي اوقع حوالى عشرين ألف قتيل. وتلي زيارة تاديتش الى فوكوفار زيارة رسمية الى زغرب هذا الشهر، في خطوة جديدة على طريق المصالحة في البلقان. على صعيد آخر، ابدت تركيا استعدادها لتسهيل المحادثات المقبلة بين كوسوفو وصربيا، لو طلب منها ذلك، «لأننا نأمل بالمشاركة في تعزيز استقرار البلقان»، بحسب ما اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بريشتينا. وقال اردوغان بعد لقائه نظيره الكوسوفي هاشم تاجي: «تركيا مستعدة للوفاء بواجبات العملية المقبلة المرتبطة بالاستقرار في منطقة البلقان». وأردوغان اول رئيس حكومة تركي يزور كوسوفو منذ ان اعلن الاقليم الصربي السابق استقلاله عام 2008، علماً ان تركيا احدى 71 دولة اعترفت باستقلال كوسوفو حتى الآن. وفي ايلول (سبتمبر) الماضي، وافقت بريشتينا وبلغراد، تحت ضغوط المجتمع الدولي، على الحوار حول سلسلة مسائل بقيت عالقة بعد استقلال اقليم كوسوفو الذي لا تزال بلغراد تعتبره جزءاً من اراضي صربيا. ولم يتحدد اي موعد لبدء المحادثات، لكنها قد تتأخر بسبب حجب الثقة عن الحكومة في كوسوفو، وتحديد 12 كانون الاول (ديسمبر) المقبل موعداً لتنظيم انتخابات اشتراعية مبكرة.