ناقش برنامج «ساعة صباح» الذي عرض على قناة الجزيرة مباشرة بعنوان: «عودة الحكواتي» وتأثير الحكواتي في حياة الصغار والكبار، باستضافة الكاتبة ومؤلفة قصص الأطفال بسمة الخطيب، التي أوضحت أن بعض الأسر تختار لأبنائها قصصاً دينية من وحي القرآن، وأروع القصص الإنسانية هي القصص المقدسة، مبينة أن «لكل قصة من التراث الإنساني عمراً معيناً، على سبيل المثال قصة (الأميرة النائمة) وهي حكاية توعوية ناقشت موضوع العذرية، إلا أن الأطفال الصغار ينظرون لها بطريقة أخرى تتناسب مع أعمارهم». وبخصوص الطريقة المناسبة للوالدين لاستثمار الحكايات قالت: «عليهما قراءة الكثير منها، وهناك مكتبات عامة تمكن المشاركة فيها بمبالغ رمزية، كذلك عن طريق الإنترنت». من جهتها ذكرت المستشارة الأسرية أمينة الحسين في حديثها ل«الحياة» أن الطفل يقبل على سماع القصة «إذا وجد فيها ما يشبع فضوله ويفتح آفاق فكرة، بمعنى أن الطفل وعلى رغم صغر سنه لن يقتنع بأي حكاية، هو يريد حكاية ممتعة ومفيدة ومسلية وتكون بمثابة عتبة يستند عليها في موقف ما». وفي السياق ذاته أكد الاختصاصي النفسي حمد مطاوع في حديثه ل«الحياة» أن للحكاية «تأثيراً نفسياً كبيراً في مسامع الطفل، وهذا ما تأكد لي بعد متابعتي لأطفال صغار في محيطنا، حين تقرر أن تحكي لأحد منهم حكاية تجدهم يتركون كل ما حولهم لأجل الاستماع والاستمتاع اللذين لا يخلوان من السؤال والاستفسار، لذلك أجد أن القرب من عالم الطفل أمر مدهش للغاية، لكنه ليس سهلاً، لأنه بحاجة إلى ابتكار طرق وأفكار جديدة كل يوم، ما جعل أطفال اليوم ينصرفون عن الأسرة نحو التلفاز وأجهزة الحاسب، لما وجدوه فيها من متعة تشد أنظارهم». وينصح مطاوع أولياء الأمور ب«تولية عالم الطفل اهتماماً خاصاً، فمن خلال سنوات عمره الأولى يمكنكم الاستمتاع بمتعته والإبحار في عالمه، ذلك أمر مجهد بالنسبة لبعض أولياء الأمور المشغولين، إنما يصبح الأمر مليئاً بالشغف مع التعود». وأضاف أيضاً: «الكثير يخطئ حين يتكلف بإحضار هدايا غالية الثمن، أو الاعتقاد أن للطفل متطلبات معقدة ليشعر بالسعادة، والسر الحقيقي لمتعة الأطفال هو البساطة في التعامل معهم على سبيل المثل جذب عقولهم وقلوبهم بقصة مبهرة تشد الأنفاس». إلى ذلك، صدرت رواية «سفن الأشياء الممنوعة»، لرائد أدب الأطفال الكاتب يعقوب الشاروني، طبعتها الأولى عن وزارة الثقافة والفنون بقطر، بعد فوزها «بجائزة الدولة لأدب الأطفال»، بصفتها أفضل رواية للأطفال والناشئة على مستوى العالم العربي، وهي من روايات الخيال العلمي. وتقع أحداث الرواية في المستقبل عام 2100، ويدور الصراع فيها حول أثر الحكايات الخرافية في الأطفال، مع استدعاء مواقف من الحكايات الشعبية التراثية العربية، التي تعتمد في بعض جوانبها على ما أصبحنا نطلق عليه «القدرات الإبداعية» و«أسلوب التفكير العلمي». الرواية تترجم حالياً إلى عدد من اللغات الأجنبية.