حضر العاهل المغربي الملك محمد السادس مراسم اختتام قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، غداة موافقة المنظمة على إعادة عضوية بلاده بعد 33 سنة على خروجها منها. وعبّر محمد السادس الذي دُعي إلى إلقاء كلمة أمام رؤساء الدول عن ارتياحه للدعم «الصريح والكبير» من الشركاء الأفارقة. وأضاف الملك الذي برر في العام 1984 انسحاب الرباط من الاتحاد، إنه حان الوقت للعودة الى الاتحاد الأفريقي. وقال إن «أفريقيا هي بيتي». في المقابل، اعتبرت الجزائر على لسان وزيرها للشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل أن «انضمام المغرب إلى الاتحاد الأفريقي يُعد انتصاراً كبيراً لقضية الصحراء الغربية»، نظراً إلى أن المغرب «سيصبح العضو ال55 في الاتحاد بوجود الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية كعضو مؤسس للاتحاد». وأوضح مساهل أنه «هناك شروط لانضمام البلدان وأن العقد التأسيسي للاتحاد واضح بهذا الخصوص ويتعين على المغرب الانضمام إلى هذا العقد التأسيسي روحاً ونصاً»، مشدداً على أن قبول انضمام المغرب يتم وفقاً لشروط الاتحاد الأفريقي». وأيّدت 39 دولة من أصل 54 أول من أمس، عودة المغرب الى الاتحاد الأفريقي بعد خروجه منه في 1984 احتجاجاً على انضمام «الجمهورية الصحراوية» التي أعلنتها «الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب» (بوليساريو) فيما يعتبر المغرب هذه المنطقة جزءاً من أراضيه. وصرح الرئيس السنغالي ماكي سال: «المغرب الآن عضو كامل في الاتحاد الأفريقي. جرى نقاش طويل، لكن 39 من بين دولنا ال54 صادقت على عودة المغرب، على رغم أن مسألة الصحراء الغربية لا تزال قائمة». وأضاف: «كما قلنا، اذا أصبحت العائلة أكبر، نستطيع أن نجد حلولاً كعائلة». وأكدت رئيسة ليبيريا ايلين جونسون سيرليف على أن «غالبية الدول الأعضاء قبلت طلب المغرب الانضمام مجدداً إلى الاتحاد الأفريقي». وأضافت: «أفريقيا تريد أن تتحدث بصوت واحد. نريد أن تكون كل الدول الأفريقية جزءاً من هذا الصوت». ووصفت الوفود المشاركة النقاش بأنه كان «عاطفياً ومحتداً»، حيث عارضت دول كبرى في الاتحاد مثل الجزائروجنوب أفريقيا إعادة ضم المغرب. وتدعم هذه الدول الحملة التي تقوم بها حركة البوليساريو لمنح الصحراء الغربية حق تقرير المصير. ويبدو أن الاتحاد الأفريقي قرر أن يترك حل مسألة الصحراء الغربية لموعد آخر، أملاً في تحسن الوضع في هذا الملف مع عودة المغرب إلى الاتحاد. وقالت سيرليف: «أعتقد إننا سنترك هذه المسألة حتى تُتاح لنا فرصة أكبر لمناقشتها». من جهة أخرى، أجرى الرئيس السوداني عمر البشير مشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس على هامش القمة الأفريقية. وناقش المسؤولان عملية السلام في السودان وجهود الحكومة السودانية لتحقيق الاستقرار في جنوب السودان. إلى ذلك، اتفق البشير مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، على هامش القمة أيضاً، على تعزيز التعاون حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعبّر ورئيس الوزراء عن رضاهما التام عن مستوى التنسيق والتفاهم الجاري حالياً بين بلديهما على كل الصعد. وركزت محادثات البشير وديسالين على تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، وتنشيط حركة التجارة والاقتصاد ومحاربة الهجرة غير الشرعية وجريمة الاتجار بالبشر عبر حدود البلدين.