توصلت شخصيات في المعارضة السورية بعد مناقشات في موسكو خلال الأيام الماضية، الى وضع تصورات حول «قائمة موحدة» للمعارضة لدفعها عبر روسيا الى الأممالمتحدة بهدف المشاركة في مفاوضات جنيف المنتظرة نهاية الشهر. وأجرت المجموعة التي ضمت 11 شخصية تمثل كلاً من «منصة القاهرة» و «منصة موسكو» و «منصة آستانة» و «منصة حميميم» و «هيئة التنسيق الوطني في سورية»، إضافة إلى «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» لقاءات في الخارجية الروسية مع الوزير سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف الذي أدار حواراً موسعاً تناول ملفي توحيد وفد المعارضة وقضايا النقاش في المفاوضات المقبلة. ولم تشارك في هذه المناقشات «الهيئة العليا للمفاوضات» برئاسة منسقها رياض حجاب ورئيس «الائتلاف الوطني» أنس عبدة، إضافة إلى أن عدداً من الشخصيات اعتذرت عن عدم تلبية دعوة موسكو بينها معاذ الخطيب واحمد الجربا. وتضم «اللائحة الموحدة» التي تم التوافق عليها بين المشاركين، ممثلاً واحداً عن كل «منصة» شاركت في حوارات موسكو، إضافة الى مقعد ل «جبهة التغيير والتحرير» التي يرأسها قدري جميل، ومقعدين تركا ل «الهيئة العليا» و «الائتلاف» وآخر ل «تيار بناء الدولة» ومقعدين للحركة الكردية موزعين بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي. بينما أبقت النقاشات أربعة مقاعد للفصائل المسلحة التي شاركت في مفاوضات آستانة لتكتمل اللائحة ب15 اسماً. وفيما أعرب المشاركون عن قناعة بأن هذا التصور سوف يتم دفعه من جانب روسيا الى الأممالمتحدة عند توجيه الدعوات، شككت مصادر في قدرة موسكو على الترويج لهذه اللائحة، خصوصاً في ظل غياب أطراف مؤثرة لأسباب وصفت بأنها «فنية» بينها تأخر وصول الدعوات الروسية لحضور اللقاء مع لافروف، أو تجاهل أطراف أخرى وصل الى بعضها دعوات شخصية ورفضت تلبيتها. ووفق مصادر مقربة من موسكو تحدثت اليها «الحياة»، فإن الروس أبدوا استياء من رفض الرئيسين السابقين ل «الائتلاف» احمد جربا ومعاذ الخطيب تلبية الدعوة الروسية، وان لافروف بدا منزعجاً بسبب عدم نجاح موسكو في حشد أوسع تمثيل ممكن لأطياف المعارضة، خصوصاً أن الدعوة لم توجه لأطراف كانت شاركت سابقاً في لقاءات موسكو. ورجحت المصادر أن يكون قرار لافروف المفاجئ بتأجيل موعد مفاوضات جنيف الى نهاية الشهر مرتبطاً بعدم رضا الروس عن طبيعة التمثيل في لقاءات موسكو، إضافة الى عنصر آخر بدا طاغياً بدوره يتمثل في محاولة موسكو ايجاد توازنات لتقليص مساحة التباين بين شريكيها في اتفاق وقف النار في سورية الايراني والتركي. لكن رئيس «جبهة التغيير والتحرير» وأبرز رموز «منصة موسكو» قدري جميل أبلغ «الحياة» أن «التشكيلة التي وضعت تعد شبه نهائية» وأن الكرة في ملعب الأممالمتحدة لتوجيه الدعوات. وقال ان «الهيئة العليا» حصلت في هذه اللائحة على أربعة مقاعد إضافة الى المقاعد الأربعة الأخرى الممنوحة للفصائل المسلحة. وكان لافتاً ان لافروف أعلن في وقت لاحق ان «وفود المعارضة التي اجتمعت في موسكو اتفقت على لائحة موحدة». كما أشار الى ضرورة عقد مفاوضات جنيف في موعدها الجديد «بمن حضر» ما يوحي بأن موسكو سوف تتبنى هذه اللائحة في حواراتها مع الأممالمتحدة. وكان الملف السياسي حاضراً في لقاءات موسكو، من خلال التركيز على مرجعية القرار الدولي رقم 2254 الذي استند اليه البيان الثلاثي الروسي - التركي - الايراني الصادر في استانة، لكن تباينات ظهرت في تفسير الفقرة المتعلقة بتأسيس «جسم انتقالي» بين وجهة نظر تبنت مفهوم «حكومة وحدة وطنية» تكون مناصفة بين الحكومة والمعارضة ويرأسها الرئيس بشار الاسد، واخرى أشارت الى ضرورة الفصل بين الجسم الانتقالي التنفيذي وسلطات الرئيس، في إشارة الى اقتراح بتعيين خمسة نواب لرئيس الجمهورية اثنين من المعارضة واثنين من الموالاة وواحد مستقل تدخل القضايا التشريعية والإشراف على وضع الدستور ضمن صلاحياته. واعتبر جميل ان الفصل بين التباينات في هذا المجال ينبغي ان يكون على طاولة المفاوضات في جنيف، مشدداً على ان الأهم هو المرجعية المتمثلة بالقرار الدولي. وأجمع المشاركون في الحوارات التي شهدتها موسكو على تجنب إعطاء تقويمات لمشروع الدستور الذي اقترحته موسكو، واعتبار ان «الأفكار التي قدمت تهدف الى الاستئناس بها فقط» في اطار النقاشات التي يجب ان يديرها الجسم الانتقالي في مرحلة لاحقة لوضع دستور جديد للبلاد. لكن جميل أشار الى ضرورة الالتزام بالمسار الذي حدده القرار الدولي من خلال الشروع بمناقشة دستور جديد بعد تشكيل الجسم الانتقالي، مشيراً الى خطورة «الأفكار» التي تطرحها بعض الاطراف المعارضة حول إمكان إطلاق «إعلان دستوري» موقت، لان هذه الفكرة من شأنها «إطالة أمد الأزمة وتحويل الوضع الموقت الى مرحلة لا يمكن التكهن بطولها». وضمت اللائحة التي وضعت في موسكو، جمال سليمان من «منصة القاهرة» وقدري جميل من «منصة موسكو» أضافة الى رندة قسيس من «منصة آستانة» واليان مسعد من «منصة حميميم»، مع اقتراح ممثلين لباقي القوى والتكتلات بينهم حسن عبدالعظيم من «هيئة التنسيق» وعبدالحكيم بشار من «المجلس الوطني» وخالد عيسى من «الاتحاد الديموقراطي» ولؤي حسين من «تيار بناء الدولة» وأنس عبدة من «الائتلاف» ورياض حجاب من «الهيئة العليا»، اضافة الى اربعة مقاعد للفصائل المسلحة.