أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظر دخول مواطني سبع دول الولاياتالمتحدة، بينها العراق، استياء أوساط نيابية وسياسية، واعتبرته لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية «إساءة» إلى بغداد، فيما طالبت هيئة «الحشد الشعبي»، والزعيم الديني مقتدى الصدر الحكومة بطرد الأميركيين من البلاد. ومعلوم أن آلاف العراقيين هاجروا إلى الولاياتالمتحدة بعد احتلال الجيش الأميركي البلاد عام 2003، وقدمت السفارة إليهم تسهيلات، خصوصاً للذين عملوا مع القوات المحتلة، موظفين ومترجمين، وما زال المئات منهم ينتظرون حل قضاياهم، وجاء القرار ليوقف إجراءات توطينهم. وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية النائب حنان الفتلاوي، خلال مؤتمر صحافي مع عدد من أعضاء اللجنة أمس: «نحرص على العلاقات الجيدة والمتوازنة مع كل الدول الداعمة العراق في حربه على الإرهاب، ونثمن أي تعاون ضد داعش، إلا أن اللجنة ترفض قرار الرئيس دونالد ترامب فهو إساءة إلى العراق وإجحاف بحق العراقيين وتجاوز للأعراف الدولية وحقوق الإنسان»، وأضافت: «لا يعقل أن يشمل العراق بالمنع وهو المحارب الأول للإرهاب وتحمل وأعطى شهداء وتضحيات بالنيابة عن كل دول العالم». ودعت الحكومة إلى «التعامل بالمثل مع القرار الأميركي، حسب السياقات الديبلوماسية». إلى ذلك، قال النائب أحمد الجبوري أن «لجنة العلاقات الخارجية تطلب من الحكومة ووزارة الخارجية اتخاذ الموقف المناسب الذي يحترم كرامة العراقيين ويعززها ويحفظ هيبتهم، خصوصاً أنه خط المواجهة الأول ضد داعش». إلى ذلك، قال الناطق باسم هيئة «الحشد الشعبي» النائب أحمد الأسدي في بيان: «نطالب بمنع دخول الأميركيين إلى العراق وإخراج الموجودين منهم من كل الأراضي العراقية». وزاد أن على «الجهات الأمنية والدوائر ذات العلاقة اتخاذ كل الإجراءات التي تحفظ حق العراق كدولة وتحفظ كرامة العراقيين كشعب يقاتل الإرهاب ويقدم آلاف الشهداء في خط الدفاع الأول نيابة عن كل العالم». من جهة أخرى، دعا ترامب إلى إخراج مواطنيه من العراق «قبل الحظر على الآخرين الدخول إلى الولاياتالمتحدة، وقال في بيان مخاطباً الرئيس الأميركي أنتم «تدخلون إلى العراق وباقي البلدان بكامل الحرية وتمنعون دخولهم إلى بلدكم، هذا تعال واستكبار، أخرج رعاياك قبل أن تخرج الجاليات». وتقود الولاياتالمتحدة تحالفاً دولياً في العراق لمحاربة الإرهاب، ولديها أكثر من 4800 عسكري في هذا التحالف، وتقدم مساعدة كبيرة للقوات العراقية التي أطلقت في 17 تشرين الأول (أكتوبر)، عملية واسعة لاستعادة السيطرة على الموصل، آخر آكبر معاقل الإرهابيين في البلاد.