باتت بوركينا فاسو أوّل المتأهلين إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم المقامة في الغابون، بفوزها على تونس أمس (السبت) بهدفين في الدقائق الأخيرة، فصلت بينهما أقل من خمس دقائق. وسجّل هدفي المباراة أريستيد بانسيه في الدقيقة 81 وبريجوس ناكولما في الدقيقة 85، وضمنا تأهل بلدهما إلى نصف النهائي لملاقاة الفائز في مباراة مصر والمغرب التي تقام اليوم (الأحد). وكانت تونس حلت ثانية في المجموعة الثانية خلف السنغال، بعد فوزها في الدور الأول على الجزائر 2-1 وعلى زيمبابوي 4-2، وخسرت أمام السنغال 2-صفر. أما بوركينا فاسو فتصدرت المجموعة الأولى، بتعادل مع الكاميرونوالغابون 1-1 وفوز على غينيا بيساو 2-صفر. وفشلت تونس في بلوغ نصف النهائي منذ تتويجها بلقبها الوحيد في النسخة التي استضافتها العام 2004، وتلقت خسارتها الثالثة في المواجهات المباشرة أمام بوركينا فاسو، في مقابل تعادلين وفوز. وفشل المنتخب التونسي الذي يدربه الفرنسي البولندي هنري كاسبرجاك في تكرار الأداء الذي قدمه في الدور الأول، وكان الطرف الأسوأ في مختلف مراحل المباراة. وقال كاسبرجاك بعد المباراة: "بوركينا استحقت التأهل هي فازت (...)، المنتخب التونسي لم يظهر قدراته، أنا أقر بذلك. لم نقدم أداءنا المعتاد. لم نبد الرغبة بالفوز"، مشيرا إلى أن لاعبي المنتخب كانوا متعبين بعض الشيء وأن الجهوزية البدنية لم تكن على المستوى. من جهته، هنأ المدرب البرتغالي للمنتخب البوركينابي باولو دوارتي تونس ونوّه بأداء منتخبه القادر على تقديم عرض رائع، قائلا: "لا يمكن معرفة ما سيكون عليه المستقبل. نحلم بتقديم أداء أفضل من العام 2013. لن يكون الأمر سهلا. المهم ألا يفقد اللاعبون تواضعهم". وبدأت المباراة بحذر شديد ورقابة محكمة على حامل الكرة من الجانبين، فلم تشهد الدقائق العشر الأولى أي فرصة. وكانت المحاولة الجدية الأولى لناكولما عندما كسر مصيدة التسلل إثر تمريرة في العمق من القائد شارل كابوريه، فواجه الحارس أيمن المثلوثي، وأطاح بالكرة في المدرجات. وفي الدقيقة 20، علت ركلة حرة مباشرة نفذها التونسي وهبي الخزري العارضة بقليل، قبل ثلاث دقائق من اختراق ناكولما الدفاع التونسي من الجهة اليمنى، وإرساله الكرة إلى المنطقة التونسية مربكا المدافعين والمهاجمين، لتصل إلى برتران تراوريه الذي تابعها بيمناه، فمسحت العارضة وخرجت، وضاعت أول فرصة حقيقية. وأبعد الحارس البوركينابي هيرفيه كواكو كوفي كرة سريعة من أمام نعيم السليتي المنفرد، وأهدر محمد بن عمر أبرز فرص تونس في الشوط الأول، بعدما وصلته الكرة من ركلة حرة، إلا أنه سددها بعيدا من المرمى. وانحسرت الاندفاعة التونسية في وقت مبكر من الشوط الثاني بعد سيطرة شبه مطلقة على الأرض من قبل لاعبي بوركينا فاسو الذين هددوا مرمى المثلوثي مرارا. وافتتح بانسيه التسجيل بعد دقائق من دخوله المباراة، بركلة حرة من حافة المنطقة، سددها زاحفة على يسار المثلوثي في الدقيقة 81. وانهار الدفاع التونسي بعد الهدف، وكاد أن يتلقى هدفا ثانيا بعده بدقيقة، عندما سدد بانسيه من داخل المنطقة، وارتدت كرته من أسفل القائم الأيمن إلى نالكولما الذي أعادها في اتجاه المرمى، قبل أن يتدخل صيام بن يوسف ويبعدها. ودفع المنتخب التونسي سريعا ثمن ضغطه من أجل معادلة النتيجة، مع انطلاق ماكولما من نصف ملعب بوركينا فاسو، وتخطي المثلوثي الذي ابتعد عن مرماه بشكل كبير لملاقاته بعد انفراده، إلا أن ناكولما تخطاه وأرسل الكرة في الشباك الخالي.