عززت منشورات وزعتها مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم «مجاهدو عرب التأميم»، مستوى المخاوف من زيادة التوترات بين العرب والأكراد في كركوك، إذ هددت عائلات القيادات الكردية في المدينة بالخطف والقتل، فيما نجا قائد شرطة حي العدالة العقيد جاسم كنو من محاولة اغتيال، بعدما تمكن خبراء متفجرات من إبطال مفعول عبوة وضعت في طريق يسلكها. وتهدد المنشورات التي تم العثور عليها في أسواق المدينة وعدد من الأحياء السكنية «المسؤولين الأمنيين وقيادات الحزبين الكرديين الرئيسيين»، ب «خطف وقتل نسائهم وأطفالهم لحين إيقاف عمليات الاعتقال التي تنفذ بحق النساء والأطفال العرب من قبل الأجهزة الأمنية». وتوعدت «بالاستمرار في هذا الأمر حتى نتيقن من عدم تكرار اعتقال النساء والأطفال في المعركة». وجاء في المنشورات: «بدأنا معركة مع الأميركيين ورؤوس المرتدين في الدائرة الأمنية التي تسمى الشؤون الداخلية التي اعتقلت نساءنا وأطفالنا، ونعلن من هذه اللحظة أننا سنغير سياق المعركة وعلى النهج الذي اختاروه هم انفسهم، إلى أن يعودوا عما أقدموا عليه ويطلقوا سراح النساء المعتقلات لديهم والأطفال». وتأتي التهديدات بعد شهر على تهديدات مماثلة أطلقتها مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم «أبناء كركوك الأصلاء» توعدت بطرد الأسر العربية من المدينة بالقوة. واعتبر الشيخ محمد كريم العبيدي، وهو أحد وجهاء عشيرة العبيد في المدينة، أن «المجموعة التي أطلقت التهديدات ضد العرب هي ذاتها التي قامت بتهديد القيادات الكردية»، داعياً الأجهزة الأمنية إلى «إدراك ما يحصل في كركوك والحيلولة دون إدخال المدينة في حرب بين مكوناتها المتعايشة». وعزا عضو «المجلس السياسي العربي» الشيخ عبدالرحمن منشد العاصي استمرار التهديدات الأمنية إلى «وجود خلل كبير في إدارة الملف الأمني في كركوك». وقال ل «الحياة» إن «العرب والتركمان طالبوا بأن يكون هناك دور لقوات الجيش العراقي في تأمين الحماية للأهالي والأقليات المتعايشة في المدينة أسوة بالمحافظات الأخرى». لكنه أكد أن «المجلس السياسي العربي الذي يعتبر المرجع السياسي والعشائري للعرب، ليس مع التهديدات التي نرفضها رفضاً قاطعاً». ودعا رئيس «القائمة العربية» في مجلس المحافظة محمد خليل الجبوري إلى «إنهاء تفرد مكون واحد بالأجهزة الأمنية لارتباطاته السياسية». وقال ل «الحياة» إن على «الحكومة المركزية الجدية في التعامل مع قضية كركوك من خلال إيلائها اهتماماً بعد تهميش سياسي ورسمي لأوضاعها منذ سبعة أعوام». وكان عضو مجلس المحافظة عن «الحزب الديموقراطي الكردستاني» محمود محمد اعتبر أن «ما يسمى بمجاهدي عرب كركوك وأنصار السنة ودولة العراق الإسلامية والمقاومة العراقية، جهات داعمة للإرهاب في العراق». وشددت الأجهزة الأمنية في كركوك على أنها لن تسمح بإرباك الوضع الأمني أو التعرض لأبناء الأقليات في كركوك. وقال نائب قائد شرطة المدينة اللواء تورهان عبدالرحمن ل «الحياة» إن «الأجهزة الأمنية ستتعامل مع التهديدات على أنها دعوة إلى إشعال فتنة، وسنضرب كل من يسعى إلى تمريرها بيد من حديد».