تصدر المطلوب السعودي على قائمة ال85 إبراهيم عسيري، عناوين الأخبار أمس، بعد اتهامه في صناعة الطرود المفخخة التي ضبط منها اثنان في بريطانيا ودبي، وذلك خلال محاولة شحنها من اليمن إلى الولاياتالمتحدة. وأعلن جون برينان مستشار الرئيس الأميركي باراك اوباما لمكافحة الإرهاب ان ابراهيم حسن عسيري»هو نفسه» الذي صنع قنبلة التي كانت ستستخدم في تفجير على متن طائرة متجهة من امستردام الى ديترويت يوم عيد الميلاد الماضي. وتفاعلت في بريطانيا امس، قضية ضبط الطردين المفخخين اللذين كانا مرسلين جواً الى كنيسين في شيكاغو، وذلك في ظل دعوات الى ضرورة تعزيز امن الشحن الجوي الى جانب حركة نقل الركاب. وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أن لندن ستراجع التدابير الأمنية المعتمدة في الشحن الجوي بعد العثور على الطردين المفخخين. يأتي ذلك في وقت أبلغ مصدر في شركة الخطوط الجوية القطرية «فرانس برس» ان الطرد المفخخ الذي عثر عليه الجمعة في مطار دبي، نقل على متن طائرة ركاب تابعة للشركة وليس طائرة شحن. وأفيد ان عسيري يوفر المواد الكيماوية لتصنيع المتفجرات، بسرقة مكونات أدوية من مستشفيات في صنعاء. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن « عسيري، هو من افراد خلية القائد العسكري اليمني في تنظيم القاعدة قاسم الريمي، وأنه (عسيري) عمل على تحضير عمليات تفجير عدة». وأوضحت أنه «درس الكيمياء في جامعة الملك سعود، لكنه لم يكمل دراسته فيها، ويعمل على صنع المتفجرات من مواد تحضير كيماوية متوافرة بسهولة ويسهل تفجيرها». وقالت المصادر ان عسيري صنع متفجرات وضعت في أحذية أحد عناصر التنظيم في اليمن الذي اعتقل خلال محاولته مغادرة مطار صنعاء، كما اعد متفجرات ضبطت في حوزة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة ركاب أميركية خلال رحلتها من أمستردام الى ديترويت، وعلى متنها 289 راكباً، خلال عيد الميلاد الماضي. وأعلن القائد العسكري في التنظيم قاسم الريمي في شريط مصور نشر الشهر الماضي على مواقع للمتشددين، أن «إبراهيم عسيري هو من قام بإعداد محاولة شقيقه الانتحاري عبدالله عسيري خلال محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف». وأكدت المصادر أن التنظيم يفتقد الخبرات التي ربما تنحصر في أشخاص معينين فقط، إذ كان القتيل محمد الراشد نقل فكرة الأحزمة الناسفة الموجهة، من العراق خلال انضمامه إلى الجماعات الإرهابية هناك، في حين ان إبراهيم الربيش المطلوب الأمني الرقم 3 في لائحة ال85، يملك القدرة على كتابة الخطابات وتنقيحها ليلقيها عناصر التنظيم لاحقاً، فيما يمتلك اليمني قاسم الريمي السيطرة على عناصر التنظيم في اليمن ويعتبر قائده الفعلي. وأشارت المصادر إلى أن عسيري انضم الى خلية الريمي بعد تسلله إلى اليمن هو وشقيقه الانتحاري عبدالله، وذلك بعد هروبهم من مواجهات الأمن السعودي مع مطلوبين في حي النخيل شمال الرياض في حزيران (يونيو) 2006. في اليمن، اعلنت السلطات ان أجهزة الأمن اعتقلت الطالبة في قسم الكومبيوتر في كلية الهندسة في جامعة صنعاء حنان محمد السماوي، للاشتباه بتورطها في ارسال الطردين المفخخين، اللذين ضبطا يوم الجمعة الماضي. وكما تضاربت المعلومات عن عدد الطرود المفخخة المرسلة من اليمن، تضاربت الأنباء عن الاسم الحقيقي للطالبة السماوي، وبعدما اعلن ان اسمها «سحر السماوي»، تبين لاحقاً أن اسمها الحقيقي هو حنان محمد السماوي. وعلم لاحقاً ان الطالبة افرج عنها بضمان حضورها للتحقيق فور استدعائها. وكان طلاب كلية الهندسة في جامعة صنعاء اعلنوا إضراباً مفتوحاً عن الدراسة، مطالبين بالإفراج عن زميلتهم التي قالوا إنها تتميز بهدوئها ولا تنتمي إلى أي جماعة دينية أو تنظيم حزبي أو سياسي. وقال أحد أقارب السماوي، رافضاً نشر اسمه، إنها اعتقلت فيما كانت تضع سماعة على أذنها وتستمع إلى الموسيقى في منزلها. وأضاف ان أمها أصرت على الذهاب معها إلى مقر الشرطة. ولا يزال مكان الطالبة حنان وأمها مجهولاً، لكن من المحتمل أنهما محتجزتان في أحد مقار جهاز الأمن القومي «المخابرات اليمنية». الى ذلك، دعا مجلس النواب اليمني إلى «اصطفاف وطني واسع لمواجهة الإرهاب والتحديات التي تتربص بأمن اليمن واستقراره»، مشيداً بمواقف الحكومة و»الجهود التي تبذلها في مكافحة الإرهاب».