فاجأت أمانة محافظة جدة موظفيها برفض كل الإجازات الرسمية التي يتقدمون بها باستثناء الإجازات الاضطرارية، تزامناً مع اقتراب موسم الحج، ودنو ذكرى كارثة السيول التي اجتاحت المدينة في الثامن من ذي الحجة الماضي. واعتبر مصدر مسؤول في أمانة المحافظة أن قرار المنع جاء مفاجئاً ولم يُخطر به الموظفون بشكل مباشر، ما أربك الكثير من الموظفين الذين كانوا خططوا لإجازاتهم بالتزامن مع عيد الأضحى. وقال ل «الحياة» إن الموظفين كانوا يبلغون بالقرار عندما يتقدم أحدهم بطلب إجازة رسمية، إذ يقابل الطلب بالرفض من الإدارة المعنية، ويعلل ذلك بإيقاف جميع الإجازات غير الاضطرارية خلال الفترة الحالية من الإدارة العليا بالأمانة. وأوضح أن القرار أثار استياء موظفين كثراً، خصوصاً أنهم لا يعرفون أسبابه، أو ما إذا كان للأمانة الحق النظامي في إيقاف الإجازات أم لا، على رغم إرجاع الكثير منهم السبب الرئيس في ذلك إلى حال الطوارئ التي تعيشها الأمانة والمدينة كاملة مع اقتراب ذكرى فاجعة جدة ومخاوف السكان والجهات المسؤولة من تكرار سيناريو العام الماضي. وعلى رغم قوة السبب الذي قد تستند إليه الأمانة في قرارها، إلا أن المصدر أكد أن اقتراب الكارثة وإن كان مبرراً قوياً لإيقاف الإجازات عن بعض الإدارات ذات العلاقة المباشرة في الأمانة، غير أنه ليس كذلك في حال جميع الموظفين، إذ بينهم إداريون ومنفذو أعمال ومنسوبو إدارات لا علاقة مباشرة لها بحالات الطوارئ. وأربكت تنبؤات مناخية تؤكد هطول أمطار غزيرة على جدة مع اقتراب دخول فصل الشتاء، الجهات المسؤولة في المحافظة، ما أثار مخاوف الأهالي بتكرار كارثة السيول المنقولة في العام الماضي، مركزة الأنظار تحديداً إلى أمانة جدة ومجدداً بسبب عدم وضوح خططها المتعلقة بتلافي كارثة مشابهة، وتعثر مشاريع كثيرة كانت بصدد تنفيذها لمواجهتها، في ظل تحذيرات من أن هطول الأمطار الغزيرة سيكون له بالغ الأثر في تعطيل مسيرة العمل في مشاريع الجسور والأنفاق الجاري تنفيذها، خصوصاً تلك التي تقع ضمن مجاري الأودية التي تخترق المحافظة. وبعد شكاوى سكانية وتحذيرات خارجية من أمطار غزيرة قد تهطل على منطقة مكةالمكرمة، تحركت الأمانة بشكل جاد إلى التعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة، لإيجاد حلول عاجلة وتكوين رؤية استباقية عن أبرز المخاطر التي قد تعيد مسلسل كارثة سيول الأربعاء الأسود، والاستعداد لها بالوسائل الممكنة والإمكانات المادية والبشرية باكراً، وهو ما قد يبرر قرار الأمانة الأخير منع الإجازات عن موظفي الأمانة. وكان المجلس البلدي قاد حملة قوية في مدينة جدة، بناء على شكاوى السكان، للمطالبة بإعداد خطة طوارئ عاجلة خلال الأيام المقبلة لمواجهة أي أمطار أو سيول محتملة وحتى لا تتكرر كارثة العام الماضي، كما تقرر عقد اجتماع أسبوعي يجمع كل الأطراف على طاولة المجلس صباح كل أربعاء، مع أهمية التحرك السريع لتفعيل مشاريع تصريف الأمطار والسيول والتنسيق مع الأمانة للتعرف على أسباب تعثر بعض المشاريع والبرنامج الزمني لنهايتها.