أكد أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف أهمية المحافظة على التراث والإرث الحضاري لمحافظة النعيرية، الذي تميزت به وجسدته من خلال هويتها في مهرجان ربيع النعيرية. وبين الأمير سعود أن النعيرية مركز مهم للربط بين شمال المملكة وشرقها، واستطاعت جذب الزوار والمتنزهين من خلال ما تقدمه من برامج وفعاليات مميزة على مدار العام. وبين أمير المنطقة، خلال تدشينه بمكتبه في ديوان الإمارة أمس لمهرجان ربيع النعيرية ال 16، أن المهرجان يعد بوابة لإبراز معالم المحافظة ومنتجاتها التي حافظ عليها الآباء والأجداد، حتى أصبحت وجهة مفضلة لدى الكثير. ودعا القائمين على المهرجان بالمحافظة على التراث الحضاري، وإبرازه للزوار والمتنزهين بطريقة جيدة، مع أهمية المحافظة على جودة ما يقدم من فعاليات وبرامج، وكذلك بفتح المجال للأسر المنتجة في المحافظة، لتقديم منتجاتها بطريقة إبداعية تتناسب مع حجم النمو للطلب على المنتجات الحرفية والشعبية مع ما يتناسب من تطور طرق العرض وحداثتها مع الحفاظ على أصالة المنتجات. من جانبه، قدم محافظ النعيرية إبراهيم الخريف شكره لأمير المنطقة الشرقية على رعايته وتدشينه للمهرجان، الذي ينطلق غداً (الخميس)، ويستمر حتى ال6 من جمادى الأولى، بفعاليات وبرامج وأنشطة مختلفة تستهدف جميع شرائح المجتمع، مشيراً إلى أن هذه النسخة ستكون مميزة ومختلفة كثيراً عن نسخ المهرجان السابقة، وذلك لما تم الاستعداد والتخطيط له منذ نحو ستة أشهر. وبيّن الخريف أن المهرجان سيرتدي هذا العام حلة جديدة من التجهيزات المختلفة بإطار تراثي ونمط أثري، وسينفذ الكثير من الفعاليات والبرامج التي تستهدف جميع الأعمار وتجتذب مختلف الاهتمامات. وأوضح أن المهرجان حقق نجاحات متوالية على مدى أعوامه الماضية، كان آخرها نسخة العام الماضي التي وصل فيها عدد الزوار إلى 100 ألف زائر من السعوديين والخليجيين والعرب وجنسيات أخرى. ونوه بفعاليات المهرجان هذا العام، التي ستنطلق بمسيرة ميدانية تجوب طرق وميادين المحافظة، تحمل شعارات المهرجان وأعلام الوطن، ويشارك فيها الخيالة وسيارات الدفع الرباعي، وفريق الدراجات النارية (صفوى بايكرز)، وجهات مشاركة أخرى، لافتاً إلى أنه ستصاحب هذه المسيرة طائرات شراعية، لتقدم عروضاً مختلفة في سماء المحافظة. وأكد أن المهرجان جهز هذا العام مقراً لفعاليات متخصصة تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، عبر مختصين ومحاضرين في هذا المجال، على مدى فترة المهرجان المحددة طوال أيام الإجازة الربيعية، إلى جانب تهيئة وتطوير القرية الشعبية بما يمكّن نحو 70 حرفياً وأسر منتجة من عرض صناعاتهم ومنتجاتهم للزوار. وأضاف: «سيم تقديم عروض مختلفة للزوار في خيمة السيرك، وعروضاً أخرى للصقور في المجلس الشعبي، وعرض «ركايب الإبل» في المكان المخصص لها في ساحة المهرجان». وتابع: «تتولى الفرق الترفيهية تقديم عروضها للأسرة والطفل على مدى أيام المهرجان، بفقرات كوميدية ومسابقات تفاعلية وشخصيات كرتونية، يصاحبها في الجانب الآخر من القرية الشعبية تقديم مسابقات شعبية لألعاب وحكايات الزمن الماضي، فيما يتم تقديم مشاركات لفن العرضة والتراث الشعبي». وأبان أن اللجنة المنظمة حرصت على استضافة أبرز الشعراء والمنشدين على مستوى المملكة والخليج في أمسيات تقام ليلياً على مسرح الفعاليات، وأن الفعاليات تصحبها جوانب تثقيفية وتوعوية للجنة السلامة المرورية، ومعرض تشارك فيه عدد من الجهات الحكومية والدعوية. وأفاد بأن وكالة الأنباء السعودية (واس) ستشارك بمعرض عن تاريخ المملكة، بعنوان «التاريخ والحاضر»، يتناول مرحلة التأسيس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأن الفعاليات ستتضمن محاضرات دينية تقام في جوامع المحافظة، إلى جانب مشاركة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية للعام الثاني على التوالي، وإقامة الدورات الإسعافية للزوار، إضافة إلى ندوة اقتصادية تعرض أهم الفرص الاستثمارية للشباب، وتحفزهم على الدخول في هذا المجال وإكسابهم مهارات العمل الناجح. وقال: «رصدت لجنة المهرجان جوائز سحب يومية وهدايا للزوار، وسيارتين يتم السحب على الأولى منهما يوم الافتتاح والأخرى في الحفلة الختامية». وأشار محافظ النعيرية إلى أن المهرجان خصص قسماً للنساء تقام فيه فعاليات مختلفة للأسرة والطفل، شملت جوانب تثقيفية ومحاضرات في التنمية الأسرية، إلى جانب فعاليات الأقسام العامة والمواقع الأخرى داخل المهرجان وخارجه، إلى جانب جولات صحية لتقديم الإسعافات الأولية في المخيمات ونقل الحالات التي تستدعي إلى المستشفى العام، وتوزيع حقائب إسعافية مجاناً على المتنزهين. ولفت إلى أنه سيشارك في المهرجان 75 شاباً متطوعاً من المحافظة في لجان التنظيم واستقبال الزوار، في خطوة تهدف إلى تأسيس فريق تطوعي يخدم بقية فعاليات ومناسبات المحافظة مستقبلاً. يذكر أن مهرجان ربيع النعيرية في نسخته ال16 هذا العام، يتزامن مع إجازة الفصل الدراسي الأول وتوافد الزوار والمتنزهين من المملكة والدول الخليجية المجاورة، الذين يحرصون على قضاء إجازة الربيع في محافظة النعيرية برفقة أسرهم وأقاربهم والاستمتاع بعوامل الطبيعية الصحراوية بها، واستئجار المخيمات البرية على الطرق القريبة من المحافظة، وزيارة السوق الشعبية، التي تعد من أهم الأسواق الشعبية بالمنطقة الشرقية، لما تتميز به من إرث تاريخي وتراث شعبي أصيل.