«نعود إلى الحياة الطبيعية في يهودا والسامرة (الضفة الغربيةالمحتلة)». تُجْمل هذه الكلمات لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس، في أعقاب بيان وزارته بناء 2500 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة، الشعور الإسرائيلي السائد منذ شهرين بأن إسرائيل ستكثف في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة من دون أي عائق، فضلاً عن قدوم سفير أميركي جديد (ديفيد فريدمان) دعم من جيبه المشروع الاستيطاني. وأكد بيان الوزارة أن القرار بالبناء الجديد تم بالتنسيق بين ليبرمان ورئيس حكومته بنيامين نتانياهو الذي تعرض في اليومين الأخيرين لانتقادات من قادة المستوطنين لإرجائه البحث في اقتراح قانون لضم مستوطنة «معاليه أدوميم» شرق القدسالمحتلة، إلى السيادة الإسرائيلية، ليتبين أمس أن الإرجاء جاء بعد محادثة بين نتانياهو وزعيم المستوطنين صاحب الاقتراح الوزير نفتالي بينيت، وعده خلالها نتانياهو بإعلان البناء الجديد في مستوطنات الضفة، على أن يتم البحث في مشروع القانون بعد لقاء نتانياهو مع ترامب الشهر المقبل. وسوّغت وزارة الدفاع قرارها بأن البناء ضروري «لسد احتياجات المستوطنين ومواصلة نمط حياتهم». وعقب نتانياهو متباهياً: «نحن نبني وسنواصل البناء». وتنطلق إسرائيل في سياستها الاستيطانية من أن الكتل الاستيطانية الكبرى التي ضمتها غرب جدار الفصل ستكون تحت سيطرتها في أي اتفاق في المستقبل، وعليه يجوز لها البناء فيها، فيما أشار بيان وزارة الدفاع إلى أن غالبية المباني الجديدة التي ستقام ستكون في هذه التكتلات الاستيطانية. وربط مراقبون بين قرار نتانياهو والأزمة التي يعيشها منذ أكثر من شهر على خلفية تحقيقات الشرطة معه في شبهات فساد في ظل اعتقاد معلقين بأن نتائج هذه التحقيقات قد تسدل الستار على حياته السياسية. وأشار هؤلاء إلى أن نتانياهو يدرك أنه في حاجة إلى دعم معسكر اليمين المتشدد في معركته لتفنيد الشبهات الموجهة إليه، وأن جلّ ما يعني هذا المعسكر تكثيف الاستيطان.