انتهت حقبة "العراب" بيرني إيكليستون الذي تحكم بمفاصل بطولة العالم للفورمولا واحد زهاء 40 عاماً، بعد اكتمال عملية استحواذ مجموعة "ليبرتي ميديا" الأميركية على حقوق البطولة الأهم في عالم سباقات المحرّكات. وأكّدت "ليبرتي ميديا" مساء الإثنين أنّ تشايس كاري عيّن رئيساً ومديراً تنفيذياً للفورمولا واحد، بينما سينتقل البريطاني إيكليستون (80 عاماً) لأداء دور استشاري هامشي إلى حدّ ما، كرئيس فخري للبطولة. ونقلت مجلة "أوتو موتور أوند سبورت" الألمانية عن إيكليستون قوله إنّه اضطرّ "للتنحي. لم أعد أدير البطولة. انتقل منصبي لتشايس كاري"، مبدياً بطريقة غير مباشرة عدم رضاه عن المنصب الجديد، إذ "منحنوني هذا اللقب من دون أن أعرف ما هو". وساد اعتقاد أنّ إيكليستون الذي ساهم منذ 1970 في جعل الفورمولا واحد، إحدى أكثر الرياضات جذباً للمال والإعلانات، سيتولّى دوراً أكثر تأثيراً عندما أعلن العام الماضي عن التوجه لانتقال ملكية البطولة إلى "ليبرتي ميديا" مقابل 8 بلايين دولار أميركي. إلا أنّ رئيس المجموعة الأميركية غريغ مافي، أكّد الإثنين في بيان، أنّ البريطاني سيغادر منصبه كرئيس تنفيذي للبطولة. وقال مافي: "نحن سعداء لإنهاء عملية الاستحواذ على بطولة فورمولا واحد، وسيتولّي تشايس، مهمّة إدارة المشروع التجاري كرئيس تنفيذي". أضاف: "ثمة فرصة هائلة لتطوير الرياضة، ونثق تماماً بأنّ تشايس، استناداً إلى قدراته وخبرته، هو الشخص المناسب لتحقيق هذا الأمر"، من دون أن يغفل الإشادة ب "النجاح الهائل" الذي حقّقه إيكليستون. وأعرب كاري عن حماسته لمنصبه الجديد، متحدثاً عن وجود "إمكانات كبيرة في الفورمولا واحد وفرص لم يتمّ استغلالها بشكل جيد". أضاف: "استمتعت بالاستماع إلى المشجعين، الفرق، الاتحاد الدولي، المروّجين والرعاة وأفكارهم وتطلعاتهم (...) علينا أن نعمل مع كل شركائنا لتحسين تجربة السباقات وإضافة أبعاد جديدة للبطولة". وشكر الرئيس الجديد سلفه "لقيادته (الفورمولا واحد) على مرّ العقود. هذه البطولة وصلت إلى ما هي عليه الآن نتيجة جهوده وجهود فريقه الموهوب. سيبقى دوما جزءاً من عائلة الفورمولا وواحد". وصادق مساهمو "ليبرتي ميديا" بداية الأسبوع الماضي على شراء حقوق البطولة التي ستنتقل إلى العباءة الأميركية بشكل نهائي، بعد موافقة الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" المتوقّعة في آذار (مارس). ووافق المساهمون خلال اجتماع الجمعية العمومية غير العادية في إنغلوود (كولورادو) على عملية الشراء التي ستنتقل بموجبها الرياضة إلى ملكية بليونير الإعلام الأميركي جون مالون. وتمّت الموافقة أيضاً على اقتراح إصدار أسهم متعلّقة بالصفقة وتغيير إسم المجموعة إلى "ليبرتي للفورمولا واحد". وبعد أكثر من عقد من الزمن، ستنتقل دفة القيادة من "سي في سي كابيتالز بارتنرز" وإيكليستون إلى كاري، اليد اليمنى السابق لإمبراطور الإعلام الأسترالي روبرت موردوخ في "21 سنتشري فوكس" والذي أشرف على تطوير قنواته الرياضية "فوكس سبورتس". وتعيش الفورمولا واحد مرحلة حساسة مع تراجع نسبة المشاهدين، أكان على مدرّجات الحلبات أو على الشاشات. ويعاني منظّمو السباقات لجمع الأموال اللازمة لنيل حقّ الاستضافة السباقات، كما أنّ هيمنة فريق مرسيدس على مجريات البطولة في المواسم الثلاثة الأخيرة، أثّر سلباً على شعبية هذه الرياضة. وإذا كانت فرنسا عازمة على العودة إلى روزنامة 2018 بعد غياب عشر سنوات، أعلنت ماليزيا نيتها التخلي عن الاستضافة، وسط شكوك كذلك حول إقامة السباق في بريطانيا على حلبة سيلفرستون. وعلى الرغم من تألّق سائقيها وهيمنة فريق مرسيدس على بطولة الصانعين، إلا أنّ ألمانيا ستغيب هذه السنة أيضاً عن الروزنامة. وللحد من التراجع، ترغب "ليبرتي ميديا" في زيادة عدد السباقات خصوصاً في الولاياتالمتحدة التي تستضيف سباقاً واحداً من أصل 20 مدرجة على روزنامة 2017 (تكساس في تشرين الأول +أكتوبر+). إلا أنّ أي إجراء من هذا النوع يتطلّب إقناع الاتحاد الدولي للسيارات والفرق، علماً بأنّه يتوقّع قريباً الشروع في مفاوضات صعبة بين إدارة الفورمولا واحد والفرق، على عقد جديد لتقاسم إيرادات الرياضة البالغة 1,8 بليون دولار سنوياً. وينتهي العقد الحالي عام 2020. ومن أجل تعزيز قدراتها التقنية والإعلامية في مستهل مشوارها في بطولة سباقات الفئة الأولى، لجأت المجموعة الأميركية إلى خبرات البريطاني روس براون، المدير التقني السابق لفرق بينيتون وفيراري والمدير السابق لفرق هوندا وبروان جي بي ومرسيدس، وهو سيتولى منصب المدير الإداري لرياضة المحركات في فورمولا واحد. كما استعان الأميركيون بالمدير التنفيذي السابق لشبكة "إي أس بي إن" الرياضية شون براتشز الذي سيتولى منصب المدير الإداري التجاري المعني بمسائل الحقوق الإعلامية والتسويق والرعاية. أمّا براون الذي أدّى دوراً محورياً في إحراز بينيتون وفيراري و"براون جي بي" بطولة العالم في مراحل مختلفة، فسيكون مسؤولاً عن الجوانب الرياضية للبطولة. ورحب كاري بانضمام البريطاني البالغ 62 عاماً، قائلاً "يسعدني الترحيب بعودة روس براون إلى الفورمولا واحد. خلال أعوامه ال40 في البطولة، جلب براون لمسته السحرية إلى كلّ فريق عمل معه. يملك خبرة تقنية غير موجودة عند أي شخص آخر".