كشفت دراسة جديدة الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بالإنفلونزا في فصل الصيف وليس فقط في الشتاء، إذ تبين أن هناك بعض الأمراض تنتشر بسهولة في الأوقات الدافئة. وكشف الباحثون مزيداً من التفاصيل حول كيفية تأثير الانخفاض المفاجئ لدرجة الحرارة على عمل دفاعات جسمك، إذ تزيد قدرة جسيمات الهواء الجوي "الإيروسول"، والتي تحتوي على فيروسات، على الانتشار في الطقس البارد والجاف. وإذا كان الهواء المحيط جافاً، فإنه يمتص الرطوبة وتتقلص جسيمات "الإيروسول"، لكنها يمكن أن تظل محمولة بالهواء، وفق ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وقال الباحث بجامعة غوتنبرغ، واختصاصي الأمراض المعدية بمستشفى جامعة سالجرينسكا، نيكولاس ساندل، إن "الطقس البارد والجاف وجسيمات الإيروسول الصغيرة، متطلبات هامة لكي يبدأ وباء الإنفلونزا في الانتشار". وبعد فحص 20 ألف عينة فيروس سحبت من المسحات الأنفية لمجموعة أشخاص تلقوا رعاية طبية في السويد على مدى ثلاثة فصول، أوضحت النتائج أن الإنفلونزا ينشط بعد أسبوع من انخفاض درجات الحرارة ونسبة الرطوبة في الجو. وأضاف ساندل: "نعتقد أن هذا الانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة يسهم في سرعة انتشار الوباء، وحين يبدأ بالانتشار، فإنه يستمر حتى مع ارتفاع درجات الحرارة، وبمجرد أن يصبح الأشخاص مرضى وناقلين للعدوى، فربما يُصاب الكثيرون بالعدوى". وأشارت الدراسة إلى أن أحوال الطقس ليست مهمة فحسب بالنسبة للإنفلونزا الموسمية، بل مهمة أيضاً لعدد من الفيروسات الشائعة الأخرى التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي مثل فيروس "آر إس"، و"كورونا". وحذر ساندل من أن الطقس البارد ليس هو العامل المساعد فحسب، قائلاً: "يجب أن يكون الفيروس منتشراً بين السكان، ويجب أن يكون هناك عدد كافٍ من الأشخاص عرضة للعدوى".