في تحول الموسم مناخياً من الصيف إلى الشتاء، يبدو التغير المناخي بسيطاً، والعواصف الرملية المفاجئة والتباينات الشديدة في درجة الحرارة يمكن أن تضر أجسامنا ضرراً بالغاً في التعامل مع التغير الموسمي. وحسب المفهوم العام، فإن معظم الأمراض الشائعة التي يسببها التقلب الجوي هي البرد والأنفلونزا. وتأتي أصل تسمية الأنفلونزا من كلمة لاتينية, رجح المؤرخون أصلها إلى أواسط القرن ال18 وهي كلمة: انفونزا دي فريدو بمعنى: تأثير البرد. وبحسب الإحصائيات: أظهرت الدراسات أن المرض يتفاقم أكثر بكثير خلال شهور الشتاء حيث أن الطقس البارد يتسبب في انتشار الفيروسات والجراثيم. ولكن، ما هو السبب وراء هذه الظاهرة؟ وما الذي يمكن عمله لحمايتك وعائلتك من معاناة الإصابة بالمرض؟ فصل الشتاء هو الوقت الرئيس لانتشار الجراثيم والبكتيريا لأن الناس يتعرضون لبعضهم البعض أكثر بكثير في الأشهر الباردة من تعرضهم لبعضهم في موسم الصيف عندما يحل البرد بالخارج، حيث يفضل الأفراد البقاء بالداخل والاختلاط، مما يؤدي إلى زيادة فرص انتشار الميكروبات المعدية. المدرسة أيضاً تكون قائمة خلال الشتاء، ومع الطلبة الذين يتواصلون سوياً في فصولهم طوال اليوم، يؤدي ذلك إلى زيادة فرص انتشار الجراثيم.وأُثبت بالدليل القاطع أن الجراثيم تنتشر بسهولة أكثر خلال الأجواء الجافة، كما أن فيروس الأنفلونزا يكون أكثر استقراراً في الأجواء الباردة.الرطوبة المنخفضة تساعد أيضاً جزيئات الفيروس بالبقاء بالجو. هذا لأن الفيروسات تعلق بالجو بصورة قطرات تنفسية صغيرة، وعندما يكون الهواء رطباً فإن هذه القطرات تجتذب الماء لتصبح أكبر حجماً وتسقط على الأرض. في خلال فصل الشتاء يكون الجو أكثر جفافاً ولا يكون هناك رطوبة لتتسبب في إسقاط الجراثيم إلى الأرض ، تاركة إياها لتدور في الجو المحيط. هناك نقاش يدار أيضا، من منظور فيتامين د - المصدر الرئيس له يأتي من التعرض للشمس - فنحن لا نتعاطى الكمية الكافية من فيتامين د، الأمر الذي يضعف نظام المناعة لدينا، جاعلاً هذا سبباً أكبر للتعرض للإصابة بالأمراض.بالإضافة إلى ذلك، فإن الأفراد يكونون أنشط خلال أشهر الصيف، محفزين بذلك أنظمتهم الليمفاوية والتي تشكل الجزء الأساسي للأنظمة المناعية في الشتاء، ومع التقليل بالحركة والنشاط، فإن النظام الليمفاوي يكون أقل نشاطاً وفاعلية. وبحيث أن العواصف الرملية تبدأ ببطء في الهبوب عبر أنحاء المملكة، متجاوبةً مع انخفاض درجة الحرارة، فإنها لا تحمل الرمال فقط، ولكن البكتيريا أيضاً. هذه الجريئات الصغيرة من الغبار والجراثيم بإمكانها أن تجد طريقها عبر الفتحات الصغيرة وتحت أعتاب الأبواب، جاعلين بذلك أي شخص عرضة لتهديد الإصابة بالمرض.مع كل هذه العوامل المساهمة في زيادة فرصة التقاط فيروس البرد أو الأنفلونزا ، ما الذي يمكن فعله لمنع هذه الحالة من الظهور؟ أبسط وأقوى العومل المؤثرة هو استخدام المعقمات ومنتجات مضادات البكتيريا، مثل الماسحات، الجل والبخاخات والتي تقضي على احتمالية تكاثر الجراثيم. تنتقل الفيروسات عبر الإتصال بين الناس، لذا يجب أن تحمي نفسك، هكذا يحذرنا داك.امسح معظم الأسطح المعروفة مثل مقابض الأبواب أو مساند الأيدي، استعمل الجل المضاد للبكتيريا لتطهير وتعقيم يديك بعد التواصل مع الناس، وقم بتغطية فمك وأنفك بشئ ما عند التوجه إلى الخارج في جو عاصف، لتقليل فرص التقاط العدوى. ولكن على الأغلب، فإنه كما نعرف، ستتسلل إلينا حرارة الصيف مرة أخرى.