تناولت تقارير إعلامية أخيراً مضار الزيوت المستخدمة في تصنيع الشوكولاته على الصحة، إذ تتعرض صناعة زيت النخيل البالغ حجمها 44 بليون دولار لضغط كبير في أوروبا، بعدما أدرجته السلطات على أنه من العناصر التي تنطوي على خطر الإصابة بالسرطان. وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء، أن شركة «فيريرو» التي يدخل زيت النخيل في منتجها الرئيسي «نوتيلا»، دافعت عنه بشدة وأطلقت حملة إعلانية لطمأنة الناس إلى سلامة المنتج الذي يمثل نحو خمس مبيعات الشركة البالغة 10 بلايين دولار. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، رسماً يظهر صورة إناء «نوتيلا» الشهير مليئاً بطبقات من العناصر الخمسة الرئيسية التي يتكون منها، في شكلها الخام، وهي: زيت النخيل، والكاكاو، والبندق، ومسحوق الحليب المنزوع الدسم، والسكر. ووفق ما ذكر موقع "هافنغتون بوست"، أُعيد تداول الصورة بين المستخدمين أكثر من 28 ألف مرة، إلا أن الشركة لم تُؤكد أو تنفي صحة الصورة المنشورة، موضحة في بيان أن «غلاف المنتج يوفر معلومات غذائية بسيطة وواضحة». ووفق المعلومات الغذائية الموجودة على الإناء، فإن كل ملعقة كبيرة وزنها 15 غراماً تحتوي على 8.5 غرام من السكر، ما يعني أن كل إناء وزنه 400 غرام يحتوي على كمية ضخمة من السكر مقدارها 227.2 غراماً، أي أن أكثر من نصف وزن الإناء عبارة عن سكر. وليست أنواع الشوكولاته كافة مفيدة، كما أنها ليست جميعها تنطوي على مضار، إذ إن الشوكولاته البيضاء والداكنة والمصنوعة من الحليب تحتوي على كميات متفاوتة من المكونات الصحية وغير الصحية. وتعتبر الشوكولاته الداكنة الأكثر تفوقاً من حيث الفائدة الصحية لاحتوائها على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة، فضلاً عن أنها تقلل نسبة خطر الإصابة بمرض السكري مستقبلاً. وكانت دراسة أخرى أشارت إلى أن تناول القليل من الشوكولاته الداكنة يومياً يحسن صحة القلب والأوعية الدموية، ويُخفض مستويات الأنسولين في الدم. وأرجع خبراء الأمر إلى احتواء الشوكولاته الداكنة على مادة "الفلافانول" المضادة للأكسدة، والموجودة في حبوب الكاكاو والشاي وبعض أنواع الخضراوات والفواكه. ووفق ما نشر موقع spacecoastdaily، تعتبر الشوكولاته بالحليب واحدة من أكثر الأنواع وفرة على رفوف المتاجر اليوم، إلا أنها تحتوي على كمية عالية من السكر وبروتينات الحليب التي تمنع امتصاص مركبات "الفلافانول" وتقلل من فوائدها على القلب والأوعية الدموية. أما بالنسبة إلى الشوكولاته البيضاء فهي ليست شوكولاته على الإطلاق لأنها لا تحتوي على الكاكاو بل تتكون من زبدة الكاكاو والسكر والحليب والفانيليا. ونظراً إلى عدم وجود الكاكاو فإن الشوكولاته البيضاء لا تحسن صحة القلب والأوعية الدموية ويمكن أن تضر بالصحة. والجدير بالذكر أن مستويات السكر العالية في الشوكولاته ترفع من مستويات السكر في الدم، فيما ترفع زبدة الكاكاو من مستويات الكوليسترول. وكانت «الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية» قالت في أيار (مايو) الماضي، أن زيت النخيل يمكن أن يولد ملوثات مسببة للسرطان أكثر من أي زيت نباتي آخر، إذا تم تكريره عند درجة حرارة تزيد عن 200 درجة مئوية. ولم توصِ الهيئة المستهلكين بالتوقف عن تناوله موضحة أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم مدى الخطورة. وتحدثت منظمتا «الصحة العالمية» و «الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو)، عن هذه الخطورة المحتملة، إلا أنهما لم توصيا المستهلكين بالتوقف عن تناول زيت النخيل. ولم تحظر أيضاً «الإدارة الأميركية للأغذية والعقاقير» استخدام زيت النخيل في الطعام.