توقع الكاتب عبدالله الكعيد اختفاء الصحافة الورقية في السعودية في منظور ال 15 سنة المقبلة على افتراض تأكيدات خبراء الإعلام والاتصال عام 2009 أن الصحافة الورقية الأميركية ستختفي تماماً في الولاياتالمتحدة خلال خمس سنوات. وتساءل الكعيد في محاضرة، ألقاها صباح الخميس في خميسية الجاسر وأدارها الدكتور خالد الفرم عقب عرضه نتائج دراسة بحثية لتقييم اتجاهات القرّاء تجاه الصحافة السعودية في عصر الانترنت أجراها على 600 شخص من الجنسين في الفئات العمرية ما بين 15 و 55 سنة، وهي الشريحة التي يراها ستقودنا لمعرفة بوصلة أين سيتجه المستقبل: هل صحافتنا الورقية جِنازة تنتظر الدفن وذلك بعد هزيمتها هي والإذاعة والتلفزيون على حد سواء أمام تقنية الإنترنت؟ لكن الكعيد عاد ليؤكد أنه على رغم ذلك إلا أنه لن يكون هناك إلغاء لوسيلة إعلامية على أخرى. وقال: «الراصدُ لتاريخ الوسائل الاتصالية يعرف بأن الوسائط الثقافية المتعددة والترفيهية لم يُلغِ أحدها الآخر (حتى هذا التاريخ على الأقل) بدليل عدم إزاحة التلفزيون للسينما وبالمنطق نفسه فإن الإنترنت لن يزيح الورق تماماً». وأضاف: إن الصحافة الورقية القوية ستظل قوية إلكترونياً، لأنها صنعت علامات تجارية وستظل الكرة في ملعبها لحل مشكلات التمويل وكيفية إقناع المعلن بفاعلية الإعلان الإلكتروني والتحول له. وشدد على أن الصدقية ستكون عنواناً كبيراً لما ستعانيه الصحافة الإلكترونية مستقبلاً وفصّل ذلك من واقع نتائج دراسته، إذ إن تدني مستوى القراءة الشديد لدى الشرائح العُمرية الصغيرة (15-25سنة) على رغم الساعات الطوال التي يقضونها في استخدام الإنترنت يشكل مُعضلة كبيرة قد تواجه الصحافة بشقيها، إذ تقتصر استخداماتهم على التخاطب الآني ( Chatting) ومشاهدة مقاطع اليوتيوب والتواصل عبر الفيسبوك محذراً من تأثير نشوء لغة جديدة تسمى «لغة الإنترنت» وهي هجين من اللغة العربية واللاتينية وغيرها في تراسلات الإنترنت لها مفرداتها الخاصة وطريقة كتابتها ورموزها وقال إن القراءة ليست معضلة لوحدها بل حتى الكتابة أيضاً. وكان الكعيد قد عرض أرقاماً لدراسته تؤكد أنه على رغم أن الإنترنت هي الوسيلة الإعلامية الأفضل لدى هذه الشرائح (بلغت 86،6% ) في مقابل (10%) تتابع الصحف والمجلات إلا أن (92،3%) من هذه النسبة ترى أن الصحافة الورقية أكثر صدقية من الإلكترونية في نقل الأحداث والأخبار والمعلومات بمعنى أنهم لا يثقون في صدقية المواقع والصحف الإليكترونية تقريباً. وأشار إلى نتائج دراسة قامت بها الوكالة البريطانية للدراسات على 50 ألف شخص من 46 دولة مختلفة، أن معظم مستخدمي الإنترنت يدخلون الشبكة العنكبوتية من أجل الاستهلاك الإعلامي. تنظيم النشر الإلكتروني الجديد لن يسهم في تطوره. انتقد مدير المحاضرة الدكتور خالد الفرم تنظيم النشر الإلكتروني الجديد. وقال: «يجب أن نركّز على الأخلاقيات، مؤكداً أن التنظيم الجديد لن يسهم في تطوير الصحف الإلكترونية وقال في تقديمه للمحاضرة بوجود تجاذبات بين الصحافة الورقية والإلكترونية، ليس على الصعيد المحلي بل حتى على الصعيد العربي والعالمي». من جهته، أشار الأديب حمد القاضي في مداخلة له إلى محاضرته عن علاقة الصحافة الورقية بالإلكترونية، كان قد ألقاها في نادي الإحساء قبل عام خلص فيها إلى «عدم وجود تقاطع بين الصحافتين، بدليل زيادة إحصاءات المطبوع من الصحف والمجلات والكتب وانتشار معارض الكتب وازدياد نسب القراءة»، فيما أشاد بدوره في البحث الميداني الإحصائي في محاضرة الكعيد، مشدداً على أن مشكلة الصحافة الإلكترونية ستظل في عدم صدقيتها وعدم وجود مسؤولية. وقال الدكتور عايض الردادي: «إنه لا يوجد صحافة إلكترونية بالمفهوم الصحيح» مؤكداً إلى أننا بحاجة أولا لتحديد مفهومها مقللاً من الخوف منها ومن الإنترنت ومشبهاً ذلك بخوفنا في زمن مضى من ثورة الفضائيات وقال: «إن لكل وسيلة حيزها».