تضاربت تصريحات المسؤولين العراقيين عن الحصيلة النهائية للتفجير الانتحاري في مقهى شعبي بمحافظة ديالى ليل الجمعة في وقت عقدت قوات الامن العراقية للمرة الاولى بعد سحب القوات الاميركية القتالية صفقة مع تنظيم مسلح لاطلاق سراح رهينتين من عائلة احد شيوخ القبائل الكردية في كركوك. وأفادت مصادر الشرطة العراقية امس ان الحصيلة النهائية للتفجير الانتحاري الذي استهدف مقهى شعبياً في بلدة بلدروز التابعة لمحافظة ديالى، ارتفع الى 30 قتيلاً واكثر من 60 جريحاً فيما اعلنت قيادة عمليات ديالى ان عدد القتلى 19 والمصابين 55 لكن مديرية الدفاع المدني في المحافظة قالت ان عدد القتلى 10 والجرحى 30. ويُعد الهجوم الاكبر من نوعه منذ ايلول (سبتمبر) الماضي في هذه المنطقة. واستهدف انتحاري بحزام ناسف مقهى شعبياً يرتاده أكراد شيعة في حي دور مندلي في قضاء بلدروز مساء الجمعة. وتعد محافظة ديالى، حيث تقع بلدروز، من المناطق الاكثر توتراً في العراق رغم تراجع الهجمات فيها منذ 2008. وكانت هذه المحافظة، ذات الغالبية السنّية والتي تضم اقليات من الشيعة والاكراد، معقلا لتنظيم «القاعدة» في الاعوام الماضية فيما اعلن اخيراً عن تعيين صهر الزرقاوي والياً للمدينة ضمن ما يعرف ب «دولة العراق الاسلامية». من جانب آخر عقدت قوات الامن العراقية صفقة مع تنظيم مسلح لاطلاق سراح رهينتين من عائلة احد شيوخ القبائل الكردية في كركوك. وذكر مصدر امني في كركوك امس، ان «قوات الامن العراقية اطلقت سراح 5 نساء معتقلات لديها بتهمة الانتماء الى تنظيم «القاعدة»، مقابل الافراج عن رهينتين من عائلة شيخ «عشيرة الكاكية» لدى «انصار السنّة» الفصيل الذي تنتمي اليه المعتقلات كان تم خطفهن الخميس الماضي». وكانت شرطة كركوك اعلنت الخميس عن قيام مجموعة مسلحة ترتدي الزي العسكري بخطف فتاتين في الحادية والعشرين من عائلة شيخ عشيرة الكاكية. وقال زعماء العشيرة اول من امس ان «هدف انصار السنّة الاساسي من عملية الاختطاف هو اثارة الفتنة بين العرب والاكراد». واشترط الخاطفون لاطلاق سراح النساء الخمس والرجلين مقابل تحرير الفتاتين ولكن الشرطة اطلقت سراح النساء وأبقت الرجال. وقال اراس الكاكي من البيشمركة الكردية (فرانس برس)، «شاركنا بعملية ايصال خمس نساء عربيات مقابل الافراج عن الكرديتين». واضاف الكاكي ان «النساء الخمس اعتقلن بتهمة الارهاب، واثنتين منهن هما زوجتا زعيمين في انصار السنة ما زالا رهن الاعتقال». وأكد العقيد انه «لو لم تتم معالجة الازمة بهذه الطريقة لكانت كركوك شهدت مصادمات عنيفة ونتائج لا تحمد عقباها». واشار الكاكي الى ان عائلتي الفتاتين كانتا تتابعان تحركاتنا لضمان عودتهما بسلام وتجنب تطور الموقف، مؤكدا انه بمساعدة الوسطاء تمت العملية بسلام. من جانبه، قال والد الفتاتين وليد الكاكي، وهو رجل اعمال (55 عاما) قريب من الحزب الديموقراطي (بزعامة مسعود برزاني) انا سعيد لان بناتي امامي الان رغم وضعهن النفسي الصعب واصابة احداهن بجروح في رأسها. واضاف اشكر جميع من قام بذلك، الوسطاء ورجال الشرطة، والدور الذي لعبه الشيخ صباح العزاوي. فقد اتصل بي وقال بناتك بناتي. والعزواي هو احد زعماء العشائر في كركوك وقد أدى دور الوسيط.