أكد باحث وأكاديمي سعودي متخصص في الشؤون الأمنية على شبكة الإنترنت أن ثقافة التطرف والعنف الإلكتروني، ولدت أميركية الأصل، لافتاً إلى أن المتطرفين في قضايا الإرهاب مرروا رسائلهم وتواصلوا مع بعضهم عن طريق منتديات خاصة في القضايا الرياضية والنسائية، والجنس وقال الباحث والأكاديمي المتخصص في الشؤون الأمنية على شبكة الإنترنت الدكتور فايز الشهري ل«الحياة»: «ما تشير إليه المصادر الغربية هو أن «توم ميتزقر» Tom Metzger يعتبر أحد أشهر المتطرفين الأميركيين العنصريين (اليمين المتطرف) ومؤسس مجموعة «المقاومة الأريانية البيضاء» كان من أوائل من أسسوا مجموعة بريد إلكترونية ليتواصل مع أتباعه ويبث أفكاره في 1985، وعُرفت جماعات عدة عبر شبكات المعلومات ما قبل الإنترنت مثل مجموعة المتطرف الأميركي «دان جانوون» Dan Gannon، الذي يعد أول من أنشأ موقعاً متطرفاً يبث من خلاله أفكاره العنصرية عن نقاء العرق الأبيض في كانون الأول (ديسمبر) 1991 مع ولادة الإنترنت في الولاياتالمتحدة، وتلته مجموعات اشتهرت منها مجموعة «جبهة العاصفة» الأميركية المسيحية المتطرفة بقيادة «دون بلاك» التي أنشأت أول موقع متكامل عن التطرف وثقافة الكراهية في آذار (مارس) سنة 1995»، مشيراً إلى أن «اليهود» كانوا من أوائل ضحايا المواقع الأميركية المتطرفة بوصفهم «مصاصي دماء ومخربي أميركا». وأضاف في دراسته عن «ثقافة التطرف والعنف على شبكة الإنترنت الملامح والاتجاهات»، (حصلت «الحياة» على نسخة منها)، أن التطرف الإلكتروني هو كل ما يؤدي إلى الخروج عن القواعد الفكرية، والقيم والمعايير، والأساليب السلوكية الشائعة في المجتمع، إذ يظهر على المصابين به العزلة أو السلبية، والانسحاب، أو تبني قِيَم ومعايير مختلفة قد يصل الدفاع عنها إلى الاتجاه نحو العنف في شكل فردي، أو سلوك جماعي منظم، بهدف إحداث التغيير في المجتمع، وفرض الرأي بقوة على الآخرين. وذكر أن الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية وبريطانيا نجحت في رصد مواقع متطرفين على الإنترنت وأوقفتها، وكذلك علماء الدين السعوديين حذّروا في بدايات تفشي ظاهرة الفتاوى الإلكترونية قبل عشر سنوات من خطورة ما تحويه مواقع ومنتديات الحوار الإلكتروني من شُبه، وكثرة الأخبار المغلوطة والإشاعات المضللة، والنهج المركز من الإساءات لعلماء الدين والحكام مع كم كبير من الفتاوى المحرّضة على العنف من أناس لا يملكون الحق في الفتوى، وأجمعوا على أن التهجم في هذه المواقع على علماء الدين والنيل منهم، يعد من الأعمال المحرمة التي توقع الفجوة، وعدم الثقة بين العلماء وفئات المجتمع، خصوصاً الشباب. وتابع: «بعد تزايد حوادث الإرهاب والعنف الناجمة عن التطرّف في المملكة اتضح عديد من الحقائق الخطرة فيما يختص بتوظيف الإنترنت في مجال التحريض على استهداف الشخصيات العامة والعسكريين والأجانب بشكل خاص، ولا يكاد يُعرف رمز من رموز التطرف إلا وله موقع أو أكثر سواء تلك التي ينشرها هؤلاء الرموز بأنفسهم أو ينشرها أنصارهم، واشتهر شيوخ الإنترنت الجدد مثل المقدسي وأبو حليمة من خلال رسائلهما المتشددة، وفتاويهما المنتشرة على أكثر من موقع لتلاميذهما ومريديهما»، لافتاً إلى أن شبكة الإنترنت في العالم الإسلامي أسهمت بشكل واضح في بسط نفوذ التطرف الفكري لمختلف التيارات من خلال المواقع والمنتديات التي تديرها الجماعات والرموز المتطرفة التي تقدم منتجاتها الفكرية وفق خطاب جاذب، مستغلين الواقع المر في كثير من مجتمعات العالمين العربي والإسلامي. وأوضح أن عديداً من الإحصاءات العربية والغربية ظهرت عن عدد المواقع المتطرفة في البلدان الإسلامية، إلا أن معظمها لا يخلو من المبالغة وعدم المنهجية، إذ تعتبر بعض الدراسات كل من يؤصل للجهاد متطرفاً، كما أن هناك باحثين يضعون كل موقع يدعو إلى طرد ومقاومة الاحتلال الأميركي أو الإسرائيلي في باب التطرف، مع أن بعضها يغلب عليه الطرح القومي أو الشعبي أو الإسلامي المعتدل، مشيراً إلى أن عدد المواقع التي يمكن أن يطلق عليها متطرفة يراوح لا يزيد عددها على 300 موقع، وقد ترتفع نسبتها وتنخفض بحسب الأحداث، ومتابعة بعض الرموز، ومعظمها في الوقت الحالي تأخذ من قضية فلسطين واحتلال العراق عنواناً، ثم تنطلق في نشر المواد المتطرفة ولا تستثني أحداً.