انتقدت عميدة المعهد العالي التقني للبنات في الأحساء وفاء الرشيد، «قصور» ثقافة المجتمع تجاه العمل المهني، و«عدم الثقة في مخرجاته»، معتبرة ان ذلك «يحد من فرص تدريب متدربات المعهد في سوق العمل». وقالت الرشيد، في تصريح ل«الحياة»: «إن سوق العمل بحاجة إلى خريجات ذات تخصصات مهمة»، مشيرة إلى أن التخصصات في المعهد التابع للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، هي دبلوم عال في الدعم الفني، وآخر في المحاسبة، وكلاهما من التخصصات «المهمة في سوق العمل، وبخاصة في مجال تأنيث الوظائف». وأوضحت الرشيد، أن «التدريب التقني والمهني»، اتجهت حين تأسيسها قطاع التدريب التقني للبنات، إلى «اعتماد التخصصات التي تحتاجها سوق العمل النسائية»، مبينةً أن المعهد العالي في الأحساء الذي تم تأسيسه في العام 1428ه، يقوم باعتماد «23 تخصصاً، موزعةً على ثماني مجالاتٍ تدريبية، وقد تم تحديد هذه التخصصات لتخدم حاجات سوق العمل النسائية». وعددت التخصصات، وهي: تقنية التزيين النسائي، والتصميم والخياطة، والتصنيع الغذائي، والتصوير الفوتوغرافي، والكترونيات، وتصميم وصناعة الحلي والمجوهرات، والحاسب الآلي، وأخيراً التقنية الإدارية». وأبانت أن ما يميز التدريب في المؤسسة أن «المناهج مُعدة بناءً على أهداف ومعايير مهنية، مرتبطة في سوق العمل، ويتم تحديثها باستمرار، بناءً على متطلبات السوق»، لافتةً إلى «وجود قصور في ثقافة المجتمع تجاه العمل المهني والثقة في مخرجاته، ويشكل ذلك صعوبات مع المجتمع نفسه، إذ يؤدي إلى محدودية فرص تدريب متدربات المعهد في سوق العمل». وأردفت بالقول: «لا نزال نعمل على تغيير ذلك الفهم في ثقافة المجتمع تجاه العمل المهني. ونتطلع إلى المزيد من تعاون رجال وسيدات الأعمال، واحتوائهم بنت البلد»، مضيفة «نعمل على تنمية توجه المتدربة نحو مسؤوليتها في التشغيل الذاتي، والتوجه لعرض مهاراتها في سوق العمل، وعدم انتظار وظيفة رسمية، والانخراط في مجالات سوق العمل التي تحتاج إلى السعودة، فلديها فرص كبيرة، لكنها تحتاج إلى التعريف». وقالت الرشيد: «إن عدد المتدربات في المعهد يصل إلى نحو 500 متدربة أو يزيد في المستويات كافة. ويبلغ عدد الخريجات في ست دفعات 270 خريجة، في تخصص الدعم الفني، و184 في تخصص المحاسبة» مضيفة أن ذلك العدد «سيتضاعف كثيراً بعد الانتقال إلى المبنى الجديد للمعهد، المجاور للمبنى الجديد للكلية التقنية». ويقوم المعهد التقني بالتعرف على متطلبات سوق العمل، وإتاحة الفرصة لتداول الخبرات، وفتح قنوات التعاون بين المعهد وجهات التدريب. ومنها الدوائر الحكومية التي يتم التعاون معها بتوفير فرص تدريبية للمتدربات، ومنها مركز الدعم الفني في إدارة التربية والتعليم، وجامعة الملك فيصل، ومركز التنمية الاجتماعية، وكليات التربية، وكلية المجتمع، إضافة إلى عدد من مؤسسات الجهات الخاصة، لتوفير فرص وظيفية للخريجات، تتناسب مع تخصصاتهن، والتعريف بقدرات الخريجات وإمكاناتهن، والعمل على تأهيلهن لسوق العمل. وأشارت الرشيد، إلى نتائج زيارة وفد نسائي من شركة «أرامكو السعودية»، إلى المعهد أخيراً، بهدف «التعرف على المهارات التي يتطلبها العمل، والوقوف على الإمكانات والتقنيات المتوافرة، والفرص المتوافرة لمتدربات المعهد، من مرافق مجهزة، وتدريب متميز، وابتعاث لإكمال الدراسة بعد التخرج، ضمن برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث». ونتج عن تلك الزيارة شروع المعهد مباشرة في إدراج ورش عمل تغذي المناهج الدراسية فيه، تتوافق مع متطلبات شركة «أرامكو السعودية».