لندن، نيويورك، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً في موقعين في جنوب البلاد، قرب الحدود مع الأردن، في وقت ارتكبت قوات النظام مجزرة بقصف سوق شعبية في ريف حلب شمالاً ما أدى إلى مقتل 30 مدنياً على الأقل. وأكدت مصادر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ل «الحياة» في واشنطن أن وفداً من «الائتلاف» برئاسة أحمد الجربا سيزور العاصمة الأميركية نهاية الأسبوع المقبل للقاء فعاليات في الإدارة الأميركية والكونغرس، في أول زيارة من نوعها منذ تولي المنصب. وتستمر الزيارة ستة أيام بدءاً من السابع من الشهر المقبل. ويضم الوفد رئيس الوفد التفاوضي في جنيف هادي البحرة ومستشار رئيس «الائتلاف» منذر أقبيق وكلاً من أنس عبده وميشال كيلو ورئيس الأركان في «الجيش الحر» عبدالإله البشير والأمين العام ل «الائتلاف» بدر جاموس. وقالت المصادر إن المحادثات ستتناول ستة محاور، تشمل «تطوير العلاقة الاستراتيجية ومكافحة الإرهاب ضد العناصر المتطرفة ومحاسبة نظام (الرئيس بشار) الأسد على جرائم الحرب وتوسيع مجال المساعدات الإنسانية في سورية وتقديم ورقة لتسليم المساعدات وخريطة طريق للسلام والأمن في سورية، والبحث بالتعاون الأمن ودعم قدرات الجيش الحر من قبل الولاياتالمتحدة». (للمزيد) وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعطى مجلس الأمن الضوء الأخضر للتحرك في شأن سورية، إن أرادت دول أعضاء فيه ذلك، من خلال تأكيده أن الحكومة السورية ومجموعات المعارضة تنتهك قرار مجلس الأمن 2139 الخاص بالمساعدات الإنسانية، وتمنع تطبيقه. وتلوّح فرنسا، مدعومة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، منذ مطلع الشهر بطرح مشروع قرار لإحالة الجرائم المرتكبة في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، فضلاً عن إمكانية طرح مشروع قرار آخر «لوضع خطوات عملية لتطبيق القرار 2139». وقال ديبلوماسي غربي إن «فرنسا لا تزال ماضية في خطة التحرك لطرح مشروع القرار، لكن بعد جلسة مجلس الأمن المخصصة للاستماع إلى مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس في 30 الشهر الحالي». ومهّد بان لجلسة المجلس ووزع تقريره الدوري الثاني حول تطبيق القرار 2139، وأكد فيه أن كل عناصر القرار لا تطبق، وأن «تحسناً» لم يتحقق منذ إقرار القرار قبل شهرين، لافتاً إلى أن الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المسلحة في سورية «تنتهك القرار 2139 وتمنع بشكل تعسفي وصول المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين وترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان». إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن مصادر قولها عن أحمد أوزوموجو مدير منظمة السلاح الكيماوي: «يدرس المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، بمبادرة منه، إرسال بعثة تقصي حقائق» إلى سورية للتحقيق في معلومات عن استخدام غاز الكلور في مناطق مختلفة، في وقت أفادت المنسقة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة سيغريد كاغ في بيان بتسليم شحنة إضافية من مواد الأسلحة الكيمياوية أمس، ما رفع إجمالي المواد المُزالة والمُدمّرة في البلاد إلى 92.5 في المئة قبل انتهاء المهلة المحددة لإنهاء كامل الكمية في 27 الجاري. ميدانياً، أعلن المكتب الإعلامي ل «هيئة الأركان العامة» في «الجيش الحر»، أن مقاتلي «الجيش السوري الحر والثوار بدأوا معركة جديدة في درعا والقنيطرةجنوب سورية» ذلك لنصرة حمص المحاصرة، «تمت خلال المعركة حتى الآن السيطرة على بلدة السكرية (بريف القنيطرةالجنوبي) بشكل كامل، والسيطرة على تل الجابية في ريف درعا بشكل كامل وهو مقر قيادة اللواء 61 الذي يمثّل أكبر معاقل النظام في المنطقة والمسؤول عن القصف على القرى والبلدات المجاورة». وفي حلب شمالاً، قتل نحو ثلاثين شخصاً بغارة شنها الطيران على سوق شعبية في بلدة الأتارب، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي تحدث عن قيام مقاتلين معارضين باستهداف أحد خطوط الغاز في منطقة جيرود في القلمون شمال دمشق، ما أدى لانقطاع التغذية عن محطات الكهرباء التي تغذي دمشق والمنطقة الجنوبية. وقال نشطاء إن ذلك جاء رداً « على مجزرة جيرود» التي راح ضحيتها 8 رجال جراء قصف للقوات النظامية على البلدة في 20 الجاري.