تراجع الرئيس الغامبي يحيى جامع، عن إقراره بهزيمته في انتخابات الرئاسة أمام زعيم المعارضة أداما بارو، ودعا إلى تنظيم اقتراع آخر. لكن بارو اعتبر أن جامع لا يملك سلطة دستورية لرفض نتائج الاقتراع، والدعوة الى انتخابات جديدة. وأضاف: «أفتح قناة للتواصل، لإقناعه بتيسير إجراءات تسليم السلطات التنفيذية، من أجل مصلحة البلد العليا». وكانت النتائج الرسمية للانتخابات التي نُظمت مطلع الشهر الجاري، أظهرت نيل بارو 45.5 في المئة من الأصوات، في مقابل 36.7 في المئة لجامع. لكن لجنة الانتخابات المستقلة صحّحت النتائج لاحقاً، وقلّصت تقدّم بارو الى 43.3 في المئة، متقدّماً على جامع بأقل من 20 ألف صوت. وكان جامع اعترف بهزيمته على التلفزيون الرسمي بعد الاقتراع الأسبوع الماضي، قائلاً: «قرّر الغامبيون أن أنسحب، وصوّتوا لشخص لقيادة البلاد. أتمنى لكم الأفضل». لكنه أكد الجمعة: «كما أعلنت بولاءٍ قبولي النتائج، معتقداً أن اللجنة الانتخابية مستقلة ونزيهة وجديرة بالصدقية، أرفض الآن النتائج بأكملها، ولن أقبلها على أساس ما جرى». وأشار الى «مخالفات خطرة وغير مقبولة، قيل أنها وقعت أثناء العملية الانتخابية»، لافتاً الى خطأ في احتساب الأصوات اعترفت به «اللجنة الانتخابية المستقلة». كما تحدث عن «تحقيقات» حول امتناع ناخبين عن التصويت، موضحاً أن بعضهم لم يتمكّن من الاقتراع، فيما منعت معلومات خاطئة آخرين من التصويت. وأوصى بتنظيم «انتخابات جديدة وشفافة»، وزاد: «سنعود الى صناديق الاقتراع، إذ أريد التأكد من أن كل غامبي يصوّت تحت سلطة لجنة انتخابية غير متحيّزة ومستقلة وحيادية، ولا تخضع لأي تأثير أجنبي». وحذر من أن «تدخُّل قوى أجنبية لن يغيّر شيئاً»، مشدداً على أنه لن يسمح باحتجاجات في الشوارع. وكان الرئيس المنتخب أكد نيله دعم قائد الجيش الجنرال عثمان بادجي، إذ نقل عنه أنه «كان موالياً للرئيس يحيى جامع، لأنه انتُخب رئيساً. وأكد أنه سيدعمني الآن لأنني انتُخبت رئيساً». لكن جامع منح علاوات لحوالى 250 ضابطاً في الجيش. وأدانت القيادية في المعارضة عيستو توراي، «اغتصاباً للديموقراطية»، ودعت المعارضين الى «التزام الهدوء واليقظة وعدم التراجع». وعلّق ماي أحمد فاتي، رئيس الفريق الانتقالي لبارو، على إعلان جامع قائلاً: «نتشاور في شأن ما يجب فعله. سنحافظ على السلام والاستقرار، ولن نسمح لأحد باستفزازنا إلى عنف». ودعا وزير الخارجية السنغالي مانكيور ندياي، إلى اجتماع طارئ في مجلس الأمن، وحضّ جامع على احترام نتيجة الانتخابات، محذراً إياه من الإضرار بمصالح السنغال أو مواطنيها. كما دعت السنغال، وهي دولة مجاورة لغامبيا عضو غير دائم في مجلس الأمن، «المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» (إيكواس) والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، الى «اتخاذ كل الإجراءات التي تفرضها حماية نتيجة الاقتراع الرئاسي في غامبيا، واحترام سيادة الشعب الغامبي». وأشار ندياي الى أن غامبيا منعت طائرة تقلّ رئيسة «إيكواس» إلين جونسون سيرليف، من الهبوط في مطار بانجول. واعتبرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني - زوما، أن إعلان جامع «باطل وكأنه لم يكن»، مؤكدة أن الانتخابات «تشكّل التعبير الحقيقي لإرادة الشعب». وحضّت جامع على «تسهيل انتقال سلمي ومنظم للسلطة، وتسليمها الى الرئيس الجديد لغامبيا»، ودعت قوات الأمن إلى البقاء على الحياد. أما وزارة الخارجية الأميركية فاعتبرت إعلان جامع «عملاً مستهجناً وانتهاكاً غير مقبول لثقة الغامبيين، ومحاولة فاضحة لتقويض العملية الانتخابية والبقاء في السلطة في شكل غير شرعي»، مطالبة ب»عملية انتقالية سلمية» للسلطة الى بارو.